قال الذهبي في ميزان الاعتدال 3 / 35 ترجمة :
عثمان بن أبي شيبة [ خ، م، د، ق ]، أبو الحسن، أحد أئمة الحديث الأعلام كأخيه أبي بكر ( صاحب المصنف المعروف ).
قال العقيلى : حدثنا عبدالله بن أحمد، حدثت أبي بحديث حدثناه عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن سفيان، عن ابن عقيل، عن جابر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم...الحديث.
وفيه: فقال الملك: كيف أقوم خلفه وعهده باستلام الأصنام قبل.
قال المؤلف: يعنى أنه حديث عهد برؤية استلام الاصنام، لا أنه هو المستلم، حاشا وكلا.
قال عبدالله: وقلت لأبي : حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت حسين بن على، عن فاطمة الكبرى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لكن بنى أب عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة، أنا عصبتهم.
وقلت له: حدثنا عثمان، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ثور بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود.
فأنكر أبي هذه الاحاديث مع أحاديث [ من ] هذا النحو أنكرها جدا، وقال: هذه موضوعة، أو كأنها موضوعة.
وقال أبي: أبو بكر أخوه أحب إلى من عثمان.
فقلت: إن يحيي بن معين يقول: إن عثمان أحب إلى.
فقال أبى: لا.
ورواها أبو على بن الصواف، عن عبدالله، عن أبيه، وزاد فقال: ما كان أخوه أبو بكر يطنف نفسه لشئ من هذه الأحاديث.
نسأل الله السلامة.
وقال: كنا نراه يتوهم هذه الأحاديث ...... وقال الأزدي: رأيت أصحابنا يذكرون أن عثمان روى أحاديث لا يتابع عليها.قلت: عثمان لا يحتاج إلى متابع، ولا ينكر له أن ينفرد بأحاديث لسعة ما روى وقد يغلط، وقد اعتمده الشيخان في صحيحيهما، وروى عنه أبو يعلى، والبغوى، والناس، وقد سئل عنه أحمد فقال: ما علمت إلا خيرا، وأنثى عليه.
وقال يحيى: ثقة مأمون.
قلت: إلا أن عثمان كان لا يحفظ القرآن فيما قيل.
فقال أحمد بن كامل: حدثنا الحسن بن الحباب أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم في تفسير : ألم تر كيف فعل ربك - قالها الف لام ميم.
قلت: لعله سبق لسان وإلا فقطعا كان يحفظ سورة الفيل، وهذا تفسيره قد حمله الناس عنه.
قال الخطيب في جامعه: لم يحك عن أحد من المحدثين من التصحيف في القرآن الكريم أكثر مما حكى عن عثمان بن أبي شيبة، ثم ساق بسنده عن إسماعيل بن محمد التسترى، سمعت عثمان بن أبي شيبة يقرأ: ( فإن لم يصبها وابل فظل ) .
وقرأ مرة : ( الخوارج مكلبين ) .
وقال أحمد بن كامل القاضى: حدثنا أبو شيخ الاصبهاني محمد بن الحسن، قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة: ( بطشتم خبازين ).
وقال محمد بن عبيد الله بن المنادى، قال لنا عثمان بن أبي شيبة: ( ن والقلم ) في أي سورة هو ؟ وقال مطين: قرأ عثمان بن أبي شيبة: فضرب لهم سنور له ناب، فردوا عليه، فقال: قراءة حمزة عندنا بدعة.
وقال يحيى بن محمد بن كأس النخعي: حدثنا إبراهيم بن عبدالله الخصاف، قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة تفسيره.
فقال: جعل السفينة (1 [ في رجل أخيه ] 1)، فقيل: إنما هو السقاية.
فقال: أنا وأخى أبو بكر لا نقرأ لعاصم.
قلت: فكأنه كان صاحب دعابة.
ولعله تاب وأناب.
___________
(1 ـ1) : ليست في بعض النسخ .