تقديم السميع على العليم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في تقديم السميع على العليم في كل القرآن الكريم ،كقوله تعالى:"*وهو السميع العليم"*
وتقديم السميع على العليم بالأهمية حيث وقع لأنه خبر يتضمن أو مبني على التخويف والتهديد ،والمباني هي : السمع والعلم ، فبدأ بالسمع لتعلقه بما قَرُب كالأصوات وهمس الحركات ،فإن من سمع حِسَّك وخَفِيَّ صوتِك أقرب إليك في العادة ممن يقال لك إنه يعلم ،وإن كان علمه تعالى متعلقا بما ظهر وبطن وواقعا على ما قرُب وشطن ،ولكن ذكر السميع أوقع في باب التخويف من ذكر العليم فهو أولى بالتقديم.
والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع نحو المبني عليه ،والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع من المبني عليه كذلك .وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس