[أقسام أل التعريف]
1- العهدية، وهي على نوعين:
أ*- العهد الذهني: كقوله تعالى: {إذ هما في الغار}، فالمعلوم أن المقصود هو غار ثور، وهو ما يتبادر لذهن القارئ.
ب*- العهد الذكري: كقوله تعالى: (فعصى فرعونُ الرسولَ)، فأل التعريف في قوله تعالى: (الرسول)، ترجع لكلمة (رسولا)، المذكور قبلها، واشترط بعض أهل العلم، أن تعود أل التي للعهد الذكري على نكرة قبلها.
ت*- العهد الحضوري: كقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم)، فأل التعريف في (اليوم) تعني يوم عرفة الحاضر في حال نزول الآية.
2- الجنسية، فعي على نوعين:
أ*- استغراق الأفراد: كقوله تعالى: (وخلق الإنسان ضعيفا)، أي كل من كان من جنس الإنسان.
ب*- استغراق خصائص الأفراد: كقولنا: أنت الرجل؛ أي: اجتمعت فيك كل صفات الرجال، أو: أنت الرّجل كرما: أي اجتمع فيك الكرم كله.
أو قولنا أيضا – وهو مثال العلامة النحوي: محمد بن محمد الرعيني المالكي، الشهير بالحَطَّاب، صاحبِ متمِّمَةِ الأجرومية- : أنت الرجل علما، ومعناه – كما شرحه الشيخ العلامة النحوي محمد بن عبد الباري الأهدل في كتابه القيم :الكواكب الدرية شرح المتممة الآجرومية-:" أي أنت كل رجل علمًا، بمعنى أنك اجتمعت فيك ما تفرق في غيرك من الرجال من جهة كمالك في العلم، ولا اعتداد بعلم غيرك لقصوره عن رتبة الكمال." ا.هــ
وهنا يعلق الشيخ الأهدل رحمه الله تعالى تعليقًا حسنًا بقوله:
" ومنه التي في أسمائه تعالى غير العلم، كما نص عليه البدر ابن قاضي شهبة، وتسمى لام الكمال، كما سبق نقله عن الشيخ ابن حجر رحمه الله"
إذن، فأل التعريف في الأسماء الحسنى، غير اسم الجلالة (الله)، هي لاستغراق خصائص الأفراد، وتسمى: لام الكمال.
بمعنى: إن قلنا (الرحيم) فمعناه: أنت من اجتمعت فيك كل خصال الرحمة وأنت الأكمل من جهة الرحمة، فقد اجتمعت كلها فيك، ولا اعتداد برحمة غيرك لقصورهم عن رتبة الكمال في الرحمة.
وهكذا يجري الأمر في بقية أسمائه وصفاته جل وعلا.
ولم أقف إلى الآن على قول البدر ابن قاضي شهبة، وكلام الشيخ ابن حجر، رحمهما الله تعالى رحمة واسعة، واللّذَيْن نقل عنهما الأهدل، وبمجرد وقوفي على موضع كلامها نقلت ذلك بمشيئة الله جل وعلا.
:::والله تعالى أعلم:::