بسم الله الرحمن الرحيم
..{أولاً}..
كتاب: إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين درويش
· أولا: مولد محيي الدين درويش، ووفاته.
ولد رحمه الله تعالى في حمص 1908م، وتوفي 1982م فيها.
· ثانيًا: تاريخ صدور أول طبعة من الكتاب.
صدرت الطبعة الأولى من الكتاب، في شهر جمادى الأولى من العام 1400هـ، نيسان 1980م.
وقد نصّ على ذلك في مقدمة الطبعة الأولى من كتابه.
من الجدير ذكره أن المؤلف رحمه الله تعالى، قد أمضى من عمره عشرين عامًا لإنجاز هذا الكتاب، كما صرح بذلك راقم مقدمته: يوسف علي بديوي (محقق النسخة).
·ثالثًا: عمله في كتابه.[1]
كان عمل المؤلف في الكتاب على النحو التالي:
*أ. في علم التفسير: اعتمد أوثق المراجع، كتفسير الطبري، والمحرر الوجيز لابن عطية، والكشاف، والبحر المحيط لأبي حيان، والدر المصون، موردًا الآراء ومناقشًا لها، مزينًا ذلك باستحساناته وتوجيهاته واستدراكاته بشيء من الاختصار.
*ب. في علم النحو: قام رحمه الله تعالى بتدوين الفوائد الإعرابية، معتمدا على أمهات كتب النحو وذاكرًا آراء المعربين ذكرًا ونسبةً: كسيبويه، والفرّاء، والكسائي، والزمخشري، وابن هشام من كتابه : مغني اللبيب، والعكبري من كتابه: التبيان.
وقد كان يذكر أوجه الإعراب في مواضعها، ناسبًا إياها لأصحابها وقائليها.
كما كان يخصص فوائدَ نحويةٍ ولغويةٍ وبلاغيةٍ في أبحاثٍ مستقلةٍ، وتوجيه قواعد النحو والتصريف الصحيحة، مما يُفهم من ذلك أنه صاحب الفوائد المذكورة آنفًا
*ج. في علم الصّرف: كان يطيل البحث أحيانا في المسائل الصرفية، ويبسطها بالقدر الذي يُحتاج فيه إلى فهمها.
*د. في علم القراءات: كانت له رحمه الله عناية كبرى بذكر القراءات القرآنية، واعتمادها حجةً وشاهدًا على مسائل اللغة والنحو، فقد أبرز إعراب القراءة وتوجيهها، وأقوال النحاة فيها.
*ه. في علم التجويد: كان مهتمًّا رحمه الله تعالى ببيان مصطلحات التجويد،وقد أفاض الحديث في كثير منها.
*و. الشواهد الشعرية: قد أكثر المؤلف رحمه الله من ذكر الشواهد الشعرية، عند الإعراب والبلاغة والفوائد النحوية، فقد كان مغرمًا بها، وكان مهتمًّا بالشعر الجاهلي ، وكذلك الشعر العربي عموما.
..{ثانياً}..
كتاب: الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه، لمحمود صافي
· أولًا: مولد الشيخ ووفاته رحمه الله.
لم أقف على تاريخ مولده رحمه الله تعالى، إلا أن من ترجم له، نصّ على أن وفاته كانت في أصيل يوم بارد من شهر شباط من العام 1985م، وبعد ساعة واحدة فقط من تسليم هذا المشروع المبارك للدار التي اهتمت به وبنشره دارِ الرّشيد بدمشق.
· ثانيًا: تاريخ صدور أول طبعة من الكتاب.
لقد صدَرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب، في ذات العام الذي سلّم فيه مؤلفه رحمه الله تعالى مشروعه بعد إتمامه لدار النشر، أي في العام: 1985م.
وبالنّظر في تاريخ كتابة مقدمة الكتاب، نرى أن المؤلف –أفاض الله عليه وافرَ الرّحمة والمغفرة- قد قيّد خاتمة مقدمته بتاريخ :8 شوال1399هـ. الموافق لـِ:30/8/ 1979م.
ويبدو والعلم عند الله؛ أن المؤلف رحمه الله تعالى، قد خطّ مقدِّمَته قبل الشروع في كتابه، حيث استغرق ستَّ سنواتٍ في كتابته وتأليفه، وبالحساب، نجد أن بين العام 1979م، والعام 1985م، ستةَ أعوامٍ، فقد توفي رحمه الله بعد ساعةٍ تراخت عن تسليم كتابه القيم لدار النّشر.
· ثالثًا: عمله في كتابه.
1- التسمية الأصلية للكتاب : الجدول في إعراب القرآن وصرفه، كما نصّ على ذلك في مقدمته.
2- عمله في الكتاب:
*أ. في التفسير: يظهر من كتابه رحمه الله تعالى، أنه لم يهتم بالتفسير وشرح غريب الألفاظ في مبحث مستقل كما صنع محيي الدين درويش رحمه الله، بل كان يذكر الآيات، ثم يأتي على إعرابها مباشرة.
*ب. في علم النحو: يذكر ما يتعلق بالإعراب فقط، ولم يكن مهتمّا بشكل كبير في ذكر أوجه الإعراب، وإن لزم ذلك أشار إليه في الحاشية، وهو ما نص عليه في مقدمته عند ذكر منهجه، متوخيّا ذكر الإعراب بالألفاظ المدرسية السهلة والمألوفة، مقتصرًا على القواعد العامّة للإعراب.
وحين يتعارض الإعراب القرآني مع قواعد النحو، خرّج الإعراب على المعنى القرآني، وإن خالف الصّنعة النحوية.
ومن الأهمية البالغة، فلا بد أن نشير إلى أنه رحمه الله لم يفرد شيئا في البلاغة والفوائد النَّحْوية، وكلّ ما وجد من هذا الباب في الكتاب، فهو من زيادات المحققين ودار النّشر على أصل ما خطّه المؤلف بيده، وقد صرّح بذلك الدكتور محمد حسن الحمصي، قَيِّمُ دار النَّشر التي اهتمت بطباعة الكتاب وإخراجه في أبهى حلة، حيث قال بنصه:
"وتمشّيا مع ما نتوقعه من رغبته –طيب الله ثراه[2]- في تلبية طلب القرّاء، وتتميما للفائدة المتوخاة، عمدت دار الرّشيد إلى تكليف بعض الأساتذة المتخصصين بتصنيف هذه الزّيادات المطلوبة، رأينا أن دمجها مع الكتاب يحقق الفائدة للقارئ، ويوافق ما نتوقعه من رغبة كل مؤلف في تكميل ما قدّمه.
لذلك وتحقيقا للأمانة العلمية لا بد من التأكيد في مطلع هذا الكتاب على أن كل ما ذكر فيه تحت عنوان (البلاغة) أو (الفوائد) إنما قد أضيف على ما كان خطه المؤلف رحمه الله"[3]
قلت: ولما نظرت في كتاب الشيخ محيي الدين درويش، وجدت تطابقا كبيرا جدا بين الفوائد التي في كتاب الشيخ محيي الدين درويش، كتاب الشيخ محمود صافي، بل إن الألفاظ في غاية التقارب والتشابه، إلا أن الفوائدَ المضافة إلى كتاب الشيخ محمود صافي رحمه الله تعالى، مقتضبة، وليست في كمالها وتمامها وجمالها كما هي في كتاب الشيخ محيي الدين درويش، وهذا فيما وقفت عليه من المواضع التي قارنتها بين الكتابين، والله أعلم.
ويتميز كتاب الشيخ محمود صافي بإعراب الجمل، بعد إعراب المفردات، وهي ميزة نفيسة جدا.
*ج. في علم الصّرف: قام في ذيل كل إعراب لكل مقطع، بدراسة صرفية اشتقاقية للكلمات الواردة فيه، لتكون الدراسة عونًا لكل طالب لعلم الصرف، كما وقام بأبحاث صرفية كاملة مجهدة.. فجزاه الله خيرا


هذا منتهى الإقدام.. والعلم عند الملك العلّام.


[1] ) وقد اعتمدت في ذكر هذا، على ما ذكره المحقق: يوسف علي بديوي، في مقدمة الكتاب، وبمعناه دون لفظه.

[2] ) أي رغبة الشيخ: محمود صافي

[3] ) مقدمة الكتاب: (1/8).