ماصحة أثر: لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن

[احمد ابو انس]

شكا رجل علي بن ابي طالب رضي الله عنه إلى عمر رضي الله عنه فلما جلس عمر لينظر في الدعوى قال عمر لعليّ : ساو خصمك يا أبا الحسن ؛ فتغير وجه علي، وقضى عمر في الدعوى ، ثم قال لعلي: أغضبت يا أبا الحسن؛ لأني سويت بينك وبين خصمك ؟ فقال علي : بل لأنك لم تسو بيني وبين خصمي يا أمير المؤمنين ، إذ كرمتني فناديتني: يا أبا الحسن، بكنيتي ، ولم تناد خصمي بكنيته ؛ فقبّل عمر رأس عليّ، وقال: لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن

[أبوعاصم أحمد بلحة]

الجواب في عجالة:
لم أقف عليه بهذا اللفظ!
ولكن قوله: "لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن". جاء من حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/323)، وابن شاهين في "الترغيب والترهيب" (335)-والسياق له-، والحاكم في "المستدرك" (1682)-وعنه البيهقي في "الشعب" (3749 )-، ثلاثتهم من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: حججنا مع عمر أول حجة حجها من إمارته....فذكر قصة فيها: "فقال عمر: لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن".
قال الحاكم: "ليس من شرط الشيخين، فإنهما لم يحتجا بأبي هارون عمارة بن جوين العبدي". وقال الذهبي": "أبو هارون العبدي؛ ساقط".
وقال البيهقي: "أبو هارون العبدي غير قوي".


ومن حديث ابن عباس:
أخرجه ابن طبرزد في "جزئه/خ" (نقلًا عن جوامع الكلم)، من طريق أبي مالك الجنبي , عن بلال بن أبي مسلمة , عن أبي صالح الحنفي , عن ابن عباس , قال: وردت على عمر بن الخطاب...وذكر قصة طويله فيها قوله هذا.
قلتُ: وأبو مالك الجنبي هذا؛ هو عمرو بن هاشم، قال الحافظ: "لين الحديث أفرط ابن حبان فيه"، وبلال بن أبي مسلمة: لم أقف له على ترجمة، وأبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس، لا يثبت سماعه من ابن عباس.

[أبوعاصم أحمد بلحة]

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مقتل علي" (108)، قال حدثني عبد الرحمن بن صالح نا يونس بن بكير عن عنبسة بن الأزهر عن سماك بن حرب قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لعلي بن أبي طالب عندما يسأله من الأمر فيفرجه عنه لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن.وإسناده ضعيف منقطع؛ سماك لم يدرك عمر بن الخطاب. والإسناد إليه لا يسلم

[أبو البراء محمد علاوة]

وأخرجه ابن شاهين في فضائل الأعمال وثواب ذلك (335) قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْحُجَيْمِ، بِالْبَصْرَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَكِّيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ عُمَرَ أَوَّلَ حَجَّةٍ حَجَّهَا مِنْ إِمَارَتِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ دَنَا مِنَ الْحَجَرِ فَقَبَّلَهُ وَاسْتَلَمَهُ، وَقَالَ: لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ وَاسْتَلَمَكَ مَا قَبَّلْتُكَ وَلَا اسْتَلَمْتُكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ لَيَضُرُّ وَيَنْفَعُ، وَلَوْ عَلِمْتَ تَأْوِيلَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَعَلِمْتَ أَنَّ الَّذِيَ أَقُولُ لَكَ كَمَا أَقُولُ، قَالَ اللَّهُ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] ، فَلَمَّا أَقَرُّوا أَنَّهُ الرَّبُّ وَأَنَّهُمُ الْعَبِيدُ كَتَبَ مِيثَاقَهُمْ فِي رَقٍّ، ثُمَّ أَلْقَمَهُ فِي صَمٍّ هَذَا الْحَجَرِ، وَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ يَشْهَدَانِ لِمَنْ وَافَاهُ بِالْمُوَافَاةِ ، فَهُوَ أَمِينُ اللَّهِ فِي هَذَا الْمَكَانِ. فَقَالَ عُمَرُ: لَا أَبْقَانِي اللَّهُ بِأَرْضٍ لَسْتَ بِهَا يَا أَبَا الْحَسَنِ .

قال ابن الهمام رحمه الله وروى الحاكم حديث عمر وزاد فيه فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه بلى يا أمير المؤمنين يضر وينفع ولو علمت تأويل ذلك من كتاب الله لقلت كما أقول وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى الأعراف فلما أقروا أنه الرب عز وجل وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق وألقمه في هذا الحجر وأنه يبعث القيامة وله عينان ولسان وشفتان يشهد لمن وافاه فهو أمين الله في هذا الكتاب وقال له عمر رضي الله عنه لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن وقال ليس هذا الحديث على شرط الشيخين فإنهما لم يحتجا بأبي هارون العبدي ومن غرائب المنون ما في ابن أبي شيبة في آخر مسند أبي بكر رضي الله عنه عن رجل رأى النبي أنه عليه الصلاة والسلام وقف عند الحجر فقال إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أمرني ربي أن أقبلك ما قبلتك فليراجع إسناد ابن أبي شيبة فإن صح يحكم ببطلان حديث الحاكم لبعد أن يصدر هذا الجواب عن علي أعني قوله بل يضر وينفع بعدما قال النبي لا يضر ولا ينفع لأنه صورة معارضة لا جرم أن الذهبي قال في مختصره عن العبدي أنه ساقط وعمر رضي الله عنه إنما قال ذلك أو النبي إزالة لوهم الجاهلية عن اعتقاد الحجارة التي هي أصنام . انظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (9/ 56) .

[أبو البراء محمد علاوة]

قال الزيلعي في نصب الراية (3/ 39) : (وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي "الْمُسْتَدْر� �ك بِزِيَادَةٍ فِيهِ، أَخْرَجَهُ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَاسْمُهُ: عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوَّلَ حَجَّةٍ حَجَّهَا مِنْ إمَارَتِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ أَتَى الْحَجَرَ فَقَبَّلَهُ، وَاسْتَلَمَهُ، وَقَالَ: "إنِّي أَعْلَمُ أَنَّك حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُك مَا قَبَّلْتُك"، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنَّهُ لَيَضُرُّ وَيَنْفَعُ، وَلَوْ عَلِمْت تَأْوِيلَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَعَلِمْت أَنَّهُ كَمَا أَقُول، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّك مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْت بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} فَلَمَّا أَقَرُّوا أَنَّهُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنَّهُمْ الْعَبِيدُ كَتَبَ مِيثَاقَهُمْ فِي رَقٍّ، ثُمَّ أَلْقَمَهُ فِي هَذَا الْحَجَرِ، وَأَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانَانِ وَشَفَتَانِ، يَشْهَدُ لِمَنْ وَافَاهُ بِالْمُوَافَاةِ ، فَهُوَ أَمِينُ اللَّهِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا أَبْقَانِي اللَّهُ بِأَرْضٍ لَسْت فِيهَا يَا أَبَا الْحَسَنِ، انْتَهَى.
وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّهُمَا لَمْ يَحْتَجَّا بِأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، انْتَهَى.
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "مُخْتَصَرِهِ": وَأَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ سَاقِطٌ) .

[أبو البراء محمد علاوة]

قلت (أبو البراء) : أبو هارون العبدي، قال الحافظ : (متروك ومنهم من كذبه شيعي) . (التقريب 408)

[أبوعاصم أحمد بلحة]

وأخرجه ابن شاهين في فضائل الأعمال وثواب ذلك (335)

بارك الله فيك أبا البراء ونفع بك.
لقد ذكرته آنفًا، ولكن من العجلة قلت: "الترغيب والترهيب"

[أبو البراء محمد علاوة]

بارك الله فيك أبا البراء ونفع بك.
لقد ذكرته آنفًا، ولكن من العجلة قلت: "الترغيب والترهيب"

وفيك بارك الله يا أبا عاصم ، وجعلني وإياك من المتعجلين في الخير .

[أبو البراء محمد علاوة]

وأخرجه ابن شاهين في فضائل الأعمال وثواب ذلك (335) قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْحُجَيْمِ، بِالْبَصْرَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَكِّيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ عُمَرَ أَوَّلَ حَجَّةٍ حَجَّهَا مِنْ إِمَارَتِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ دَنَا مِنَ الْحَجَرِ فَقَبَّلَهُ وَاسْتَلَمَهُ، وَقَالَ: لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ وَاسْتَلَمَكَ مَا قَبَّلْتُكَ وَلَا اسْتَلَمْتُكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ لَيَضُرُّ وَيَنْفَعُ، وَلَوْ عَلِمْتَ تَأْوِيلَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَعَلِمْتَ أَنَّ الَّذِيَ أَقُولُ لَكَ كَمَا أَقُولُ، قَالَ اللَّهُ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] ، فَلَمَّا أَقَرُّوا أَنَّهُ الرَّبُّ وَأَنَّهُمُ الْعَبِيدُ كَتَبَ مِيثَاقَهُمْ فِي رَقٍّ، ثُمَّ أَلْقَمَهُ فِي صَمٍّ هَذَا الْحَجَرِ، وَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ يَشْهَدَانِ لِمَنْ وَافَاهُ بِالْمُوَافَاةِ ، فَهُوَ أَمِينُ اللَّهِ فِي هَذَا الْمَكَانِ. فَقَالَ عُمَرُ: لَا أَبْقَانِي اللَّهُ بِأَرْضٍ لَسْتَ بِهَا يَا أَبَا الْحَسَنِ .

وفيه: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، رمي بالرفض، وإن كان من رجال مسلم.
قال ابن القطان في: (بيان الوهم والإيهام): (5/ 169): (وجعفر بن سُلَيْمَان يضعف، وَهُوَ رَافِضِي، وَإِن كَانَ قد أخرج لَهُ مُسلم، وَأرى أَن أَبَا مُحَمَّد يقبل أَحَادِيثه، وَقد نبهنا على جملَة من ذَلِك).

[احمد ابو انس]

جزاكم الله خيرا .

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

وفيه: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، رمي بالرفض، وإن كان من رجال مسلم.
قال ابن القطان في: (بيان الوهم والإيهام): (5/ 169): (وجعفر بن سُلَيْمَان يضعف، وَهُوَ رَافِضِي، وَإِن كَانَ قد أخرج لَهُ مُسلم، وَأرى أَن أَبَا مُحَمَّد يقبل أَحَادِيثه، وَقد نبهنا على جملَة من ذَلِك).

كان الأولى أن يعل بالراوي عنه وهو عبد السلام بن صالح فهو منكر الحديث فالحديث غير محفوظ عن جعفر بن سليمان الضبعي.
بارك الله فيك.

[احمد ابو انس]

جزاكم الله خيراً.