الداعية بين الأسماء والصفات
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة"
الإحصاء : العمل بها لا عدها وحفظها .

" فهناك أسماء وجب الإقرار بها وأسماء يستحب الاقتداء بها "

ولا يعجبني أن نجادل ويعلو صوتنا أمام العوام في المساجد ونقول هناك من أول من العلماء والناس لا يفقهون ولا يعلمون من أول ومن عطل ومن شبه وجسم "
دعوا الناس على فطرهم لا نريد أن تذهب عظمة الله تعالى من قلوب الناس فحديثنا عن المبتدعين والمشبهين و- عذرا من أول ليدافع عن الدين – العوام لا يعرفون شيئا عن هذا ، فالكلام فيه يحير ألبابهم وعقولهم وتذهب ريحكم فيبدأ من لا يفقه شيئا يجرح في العلماء ، كما رأينا في مطلع هذا القرن من طلاب العلم الأحداث يتكلمون عن الجبال فتجد أحدهم يقول هذا أشعري وهذا جهمي وهذا مرجئ .الخ ولا حول ولا قوة إلا بالله - فهذا مكانه حلق الدرس .
واجبك أيها الداعية أن تعلم الناس الأسماء والصفات بالخشية والحب،
وواجبنا أن نتجه لله بقلوبنا فندعوه بها ، فصدق اللجوء مع الدعاء سبب من إجابة الدعاء ، لذلك من يذهب للأضرحة ويدعو ثم يستجاب له ويظن أن الولي من قضى حاجته هو واهم ، ولكن سبب إجابة دعوته لأنه كان يدعو بقرب وبكاء واستغاثة وصدق لجوء .

فالناس تحتاج منك أن تملأ قلوبهم بخشية الله تعالى ، وتعلمهم اسم الله الأعظم الذي عندما تذكره يقشعر جلدك ويرق قلبك وتزداد منه خشية .
ولقد ذكرت السنة الصحيحة أن اسم الله الأعظم (مختصرا) : ياذا الجلال والإكرام ، يا أرحم الراحمين ، يارب ، يا الله ، يا حي يا قيوم ، يا منان ، يا ودود يا ذا العرش المجيد ....الخ " وذكر العلماء أن اسم الله الأعظم هو عندما تذكره وتدعو ويلهج به لسانك عندها ادع يستجب لك ..
- واجبك تجاه الأسماء مع الناس أن ترهبهم من أن يحلفوا بغيره
- لا يطلبون إلا منه سبحانه ولا يتوسلون إلا به
- كيف يدعون الله تعالى ؟
- مع النصوص الموهمة للتشبيه واجبنا نحوها

1- أن نؤمن بها كما وردت في الكتاب والسنة " فالله تعالى لا يشبه الأنام ولا يشبهه أحد من الأنام ، لا تبلغه الأفهام ولا تدركه الأوهام ، لا يشبه في خلقه ولا في ذاته ولا في أفعاله ، لا تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل "
2- أن نؤمن بهذه المعاني على مراد الله ومراد رسوله فلا مجازفة فهو فوق عباده ، وليست كفوقية المكان المعروفة ، وله يد ووجه وعين وليست كيدنا ووجها وليست كعيننا مستو على عرشه ، والحقيقة يعلمها الله تعالى من غير زيادة ولا نقصان و لا كيف ولا معنى .
3- الداعية عندما يدرس الأسماء والصفات لا يدرسها كدراسة أكاديمية فحسب ليزيل شبهة أو يفهم شيئا ، لا بل يتعلمها ويعرف معناها " فاعلم أنه لا إله إلا الله " ليرجو بها الله تعالى ، ويتضرع له بها سبحانه. عندها يغمر قلبه البشر ويملؤه الفرح ، وينشرح الصدر ؛ لأنه يناجي وينادي عظيما له الكمال منزه عن كل منقصة ،

يلجأ للسيد الصمد ، يلوذ بالغني المغني الواحد الأحد ، يستغيث بالمغيث الودود ، يستجير بمن يسمعه ويبصره الواجد الماجد الفرد المقتدر ، يعوذ ويستعيذ بالقادر القدير المهيمن القهار المجيد ذو الجلال والإكرام ، فهو يعلم أنه حي لا يموت قيوم لا ينام ، لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد وارث ، مالك الملك المانع النافع ذو المعارج المنان عز وجل .
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وآله وسلم .
عادل الغرياني