تقديم الجِباه على الجُنوب والظُهور
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:"يوم يُحمى عليها في نار جهنم فَتُكوى بها جِباهُهُم وجُنوبهم وظُهورهم " فهذه الآية الكريمة مبنية على عذاب مانع الصدقة ،والمباني هي:كيّ الجباه وكيّ الجُنوب وكيّ الظهور ،وقد تقدم كيّ الجباه نحو المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية لأن مانع الصدقة في الدنيا كان يصرف وجهه أولا عن السائل ،ثم ينوء بجانبه ثم يتولى بظهره ، وتأخرت الجنوب والظهور،بسبب ضعف منزلة المعنى مع المبني عليه ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع نحو المبني عليه ،والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع من المبني عليه كذلك .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس