تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كلمات !!! اقرأها لعل الله ينفعني وينفعك بها.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المشاركات
    1,054

    افتراضي كلمات !!! اقرأها لعل الله ينفعني وينفعك بها.

    بسم الله الرحمن الرحيم


    قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد (2/ 467):

    ((... فالمحسن المتصدق يستخدم جندا وعسكرا يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه فمن لم يكن له جند ولا عسكر وله عدو فإنه يوشك أن يظفر به عدوه وإن تأخرت مدة الظفر والله المستعان ))
    قال ابن القيم في بدائع الفوائد :
    (( تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سَلَّطَتْ عليه أعداءَه فإن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}
    وقال لخير الخلق وهم أصحاب نبيه دونه صلى الله عليه وسلم {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}
    فما سُلِّط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه
    وما لا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها
    وما ينساه مما علمه وعمله أضعاف ما يذكره
    وفي الدعاء المشهور "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لم لا أعلم"
    فما يحتاج العبد إلى الاستغفار منه مما لا يعلمه أضعاف أضعاف ما يعلمه
    فما سلط عليه مؤذ إلا بذنب
    ولقي بعض السلف رجل فأغلظ له ونال منه فقال: له قف حتى أدخل البيت ثم أخرج إليك فدخل فسجد لله وتضرع إليه وتاب وأناب إلى ربه ثم خرج إليه فقال له: ما صنعت فقال: تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به علي وسنذكر إن شاء الله تعالى أنه ليس في الوجود شر إلا الذنوب وموجباتها فإذا عوفي من الذنوب عوفي من موجباتها
    فليس للعبد إذا بغي عليه وأوذي وتسلط عليه خصومه شيء أنفع له من التوبة النصوح
    وعلامة سعادته أن يعكس فكره ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه فيشغل بها وبإصلاحها وبالتوبة منها فلا يبقى فيه فراغ لتدبر ما نزل به بل يتولى هو التوبة وإصلاح عيوبه
    والله يتولى نصرته وحفظه والدفع عنه ولا بد
    فما أسعده من عبد وما أبركها من نازلة نزلت به وما أحسن أثرها عليه
    ولكن التوفيق والرشد بيد الله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع
    فما كل أحد يوفق لهذا لا معرفة به ولا إرادة له ولا قدرة عليه ولا حول ولاقوة إلا بالله
    .


    ويقول ابن القيم رحمه الله في-إعلام الموقعين - (ج 1 / ص 196)


    (( لذلك كان الجزاء مماثلا للعمل من جنسه في الخير والشر فمن ستر مسلما ستره الله
    ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة
    ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
    ومن أقال نادما أقال الله عثرته يوم القيامة
    ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته
    ومن ضار مسلما ضار الله به ومن شاق شاق الله عليه
    ومن خذل مسلما في موضع يحب نصرته فيه خذله الله في موضع يحب نصرته فيه
    ومن سمح سمح الله له
    والراحمون يرحمهم الرحمن وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
    ومن أنفق أنفق عليه ومن أوعى أوعى عليه ومن عفا عن حقه عفا الله له عن حقه
    ومن جاوز تجاوز الله عنه ومن استقصى استقصى الله عليه
    فهذا شرع الله وقدره ووحيه وثوابه وعقابه كله قائم بهذا الأصل وهو إلحاق النظير بالنظير واعتبار المثل بالمثل))

    ويقول ابن القيم رحمه الله (( ومنها أن يعامل العبد بني جنسه في إساءاتهم إليه وزلاتهم معه بما يحب أن يعامله الله به في إساءاته وزلاته وذنوبه
    فإن الجزاء من جنس العمل فمن عفا عفا الله عنه ومن سامح أخاه في إساءته إليه سامحه الله في سيئاته
    ومن أغضى وتجاوز تجاوز الله عنه ومن استقصى استقصى عليه
    ولا تنس حال الذي قبضت الملائكة روحه فقيل له هل عملت خيرا هل عملت حسنة قال ما اعلمه قيل تذكر قال كنت أبايع الناس فكنت انظر الموسر وأتجاوز عن المعسر أو قال كنت آمر فتياني أن يتجاوزوا في السكة فقال الله نحن أحق بذلك منك وتجاوز الله عنه .
    فالله عز و جل يعامل العبد في ذنوبه بمثل ما يعامل به العبد الناس في ذنوبهم
    فإذا عرف العبد ذلك كان في ابتلائه بالذنوب من الحكم والفوائد ما هو انفع الأشياء له ......
    ومنها انه إذا عرف هذا فأحسن إلى من أساء إليه ولم يقابله بإساءته إساءة مثلها تعرض بذلك لمثلها من ربه تعالى
    وأنه سبحانه يقابل إساءته وذنوبه بإحسانه كما كان هو يقابل بذلك إساءة الخلق إليه
    والله أوسع فضلا وأكرم واجزل عطاء
    فمن أحب أن يقابل الله إساءته بالإحسان فليقابل هو إساءة الناس إليه بالإحسان
    ومن علم أن الذنوب والإساءة لازمة للإنسان لم تعظم عنده إساءة الناس إليه
    فليتأمل هو حاله مع الله كيف هو مع فرط إحسانه إليه وحاجته هو إلى ربه وهو هكذا له
    فإذا كان العبد هكذا لربه فكيف ينكر أن يكون الناس له بتلك المنزلة
    ومنها أنه يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم ويتفرج بطانه ويزول عنه ذلك الحصر والضيق والانحراف واكل بعضه بعضا ويستريح العصاة من دعائه عليهم وقنوطه منهم وسؤال الله ان يخسف بهم الأرض ويسلط عليهم البلاء فإنه حينئذ يرى نفسه واحدا منهم
    فهو يسأل الله لهم ما يسأله لنفسه وإذا دعا لنفسه بالتوبة والمغفرة أدخلهم معه فيرجو لهم فوق ما يرجو لنفسه ويخاف على نفسه اكثر مما يخاف عليهم
    فأين هذا من حاله الأولى وهو ناظر إليهم بعين الاحتقار والازدراء لا يجد في قلبه رحمة لهم ولا دعوة ولا يرجو لهم نجاة
    فالذنب في حق مثل هذا من أعظم أسباب رحمته مع هذا فيقيم أمر الله فيهم طاعة لله ورحمة بهم وإحسانا إليهم إذ هو عين مصالحتهم لا غلظة ولا قوة ولا فظاظة)) مفتاح دار السعادة - ج 1 / ص 291

    ويقول (( اعلم أن لك ذنوبا بينك وبين الله تخاف عواقبها وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك ومع هذا لا يقتصر على مجرد العفو والمسامحة حتى ينعم عليك ويكرمك ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله
    فإذا كنت ترجو هذا من ربك أن يقابل به إساءتك فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه وتقابل به إساءتهم ليعاملك الله هذه المعاملة فإن الجزاء من جنس العمل
    فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك جزاء وفاقا
    فانتقم بعد ذلك أو اعف وأحسن أو اترك فكما تدين تدان
    وكما تفعل مع عباده يفعل معك
    فمن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه الإحسان إلى من أساء إليه
    هذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته الخاصة
    كما قال النبي للذي شكى إليه قرابته وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال لا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك . رواه مسلم
    هذا مع ما يتعجله من ثناء الناس عليه ويصيرون كلهم معه على خصمه
    فإنه كل من سمع أنه محسن إلى ذلك الغير وهو مسيء إليه وجد قلبه ودعاءه وهمته مع المحسن على المسيء وذلك أمر فطري فطر الله عباده
    فهو بهذا الإحسان قد استخدم عسكرا لا يعرفهم ولا يعرفونه ولا يريدون منه إقطاعا ولا خبرا
    هذا مع أنه لا بد له مع عدوه وحاسده من إحدى حالتين
    إما أن يملكه بإحسانه فيستعبده وينقاد له ويذل له ويبقى من أحب الناس إليه
    وإما أن يفتت كبده ويقطع دابره إن أقام على إساءته إليه فإنه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه
    ومن جرب هذا عرفه حق المعرفة
    والله هو الموفق المعين بيده الخير كله لا إله غيره
    وهو المسئول أن يستعملنا وإخواننا في ذلك بمنه وكرمه )) بدائع الفوائد - (ج 2 / ص 468)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: كلمات !!! اقرأها لعل الله ينفعني وينفعك بها.

    للرفع
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المشاركات
    1,054

    افتراضي رد: كلمات !!! اقرأها لعل الله ينفعني وينفعك بها.

    ((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ))

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل في شرح هذا الحديث:

    (( فإن الذي يستعاذ منه من الشر وأسبابه هو واقع بقضاء الرب تعالى وقدره وهو المنفرد بخلقه وتقديره وتكوينه فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن فالمستعاذ منه أما وصفه وأما فعله وأما مفعوله الذي هو أثر فعله والمفعول ليس إليه نفع ولا ضر ولا يضر إلا بإذن خالقه كما قال تعالى في أعظم ما يتضرر به العبد وهو السحر وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله فالذي يستعاذ منه هو بمشيئته وقضائه وقدرته واعاذته منه وصرفه عن المستعيذ إنما هو بمشيئته أيضا وقضائه وقدره فهو المعيذ من قدره بقدره ومن ما يصدره عن مشيئة وإرادته بما يصدره عن مشيئته وإرادته والجميع واقع بإرادته الكونية القدرية فهو يعيذ من إرادته بإرادته إذ الجميع خلقه وقدره وقضاء فليس هناك خلق لغيره فيعيذ منه هو بل المستعاذ منه خلق له فهو الذي يعيذ عبده من نفسه بنفسه فيعيذه مما يريده به بما يريده به فليس هناك أسباب مخلوقة لغيره يستعيذ منها المستعيذ به كما يستعيذ من رجل ظلمه وقهره برجل أقوى أو نظيره فالمستعاذ منه هو الذنوب وعقوباتها والآلام وأسبابها والسبب من قضائه والمسبب من قضائه
    والإعاذة بقضائه فهو الذي يعيذ من قضائه بقضائه فلم يعذ إلا بما قدره وشاءه وذلك الاستعاذة منه وشاءها وقدر الإعاذة وشاءها فالجميع قضاؤه وقدره وموجب مشيئته فنتجت هذه الكلمة التي لو قالها غير الرسول لبادر المتكلم الجاهل إلى إنكارها وردها ، أنه لا يملك الضر والنفع والخلق والأمر والإعاذة غيرك ، وأن المستعاذ منه هو بيدك وتحت تصرفك ومخلوق من خلقك، فما استعذت إلا بك ولا استعذت إلا منك وهذا نظير قوله في الحديث الآخر: "لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك" فهو الذي ينجي من نفسه بنفسه ويعيذ من نفسه بنفسه وكذلك الفرار يفر عبده منه إليه وهذا كله تحقيق للتوحيد والقدر وأنه لا رب غيره ولا خالق سواه ولا يملك المخلوق لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا بل الأمر كله لله ليس لأحد سواه منه شيء كما قال تعالى لأكرم خلقه عليه وأحسنهم ليس لك من الأمر شيء وقال جوابا لمن قال هل لنا من الأمر شيء قل ان الأمر كله لله فالملك كله له والأمر كله له والحمد كله له والشفاعة كلها له والخير كله في يديه وهذا تحقيق تفرده بالربوبية والألوهية فلا إله غيره ولا رب سواه ))

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •