الدينُ حين يحكم ويسيطر على النفس يثمر طاقة روحية لا سقف لها تدفعه للقيام بتبعات فوق واجبه، لذا علينا مراجعة منهج التربية الإيمانية في حياتنا ورده إلى الأصول الشرعية. وهذه التربية لا تنقطع ولا تتوقف عند لحظة من لحظات الحياة، لأن الأمر الذي استوجبها لا ينقطع، ولأن" القلب البشري سريع التقلب، سريع النسيان، وهو يشفُّ ويشرق فيفيض بالنور، فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر، تبلد وقسا وانطمست إشراقته، وأظلم وأعتم، فلابد من اليقظة الدائمة كي لا يُصاب بالتبلد والقسوة" .
وهذا رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوصي جيش المسلمين في غزواته فيقول:" اغْزوا باسمِ اللهِ فقاتلوا عدُوَّ اللهِ وعدُوَّكم بالشامِ، وستجدون فيهم رجالًا في الصوامعِ معتزلين من الناسِ فلا تَعرَّضوا لهم، وستجدونَ آخرينَ للشيطانِ في رؤسهم مفاحصُ فافْلِقوها بالسيوفِ، ولا تقتلوا امرأةً ولا صغيرًا ضَرَعًا ولا كبيرًا فانيًا، ولا تقْطَعُنَّ شجرًة، ولا تَعْقِرُنَّ نخلًا، ولا تهدِموا بيتًا " . فأي وصية تعدل هذه الكلمات الجامعات؟ إنه دين الرحمة، ودين الحب والتفاعل مع الكون بما فيه!!