قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1 / 233 :
باب: طرح العالم المسألة على المتعلّم
463- حدثنا خلف بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل، قال: كنت رِدْفَ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس؟".
قال: قلت الله ورسوله أعلم.
قال: "حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا. تدري يا معاذ ما حق الناس على الله إذا فعلوا ذلك؟".
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: "حق الناس على الله أن لا يعذبهم".
قال: قلت: يا رسول الله، ألا أبشر الناس؟
قال: "دعهم يعملوا"1.
464- وقرأت على أبي محمد عبد الله بن محمد بن أسد، أن بكر بن العلاء القاضي، حدثهم قال: حدثنا أحمد بن موسى الشامي، قال: حدثنا القعنبي، قال: قرأت على مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل الرجل المسلم حدثوني ما هي؟".
قال عبد الله: فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، قال: فاستحييت.
فقالوا: يا رسول الله ما هي؟
قال: "النخلة".
قال عبد الله بن عمر: "فحدثت عمر بن الخطاب بالذي وقع في نفسي. قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا"2.
465- وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن النعمان بن مرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما ترون في الشارب والسارق والزاني؟" وذلك قبل أن ينزل فيهم. قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: "هن فواحش وفيهن عقوبة وأسوأ السرقة الذي يسرق صلاته".
قالوا: يارسول الله وكيف يسرق صلاته؟
قال: "لا يتم ركوعها ولا سجودها"3.
466- وقرأت على أحمد بن محمد وسعيد بن نصر وأحمد بن قاسم وعبد الوارث بن سفيان أن وهب بن مسرة، حدثهم، قال: حدثنا ابن وضاح، قال حدثنا يحيى بن يحيى، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن المسيب، يقول: ما ترون في رجل يقع بامرأته وهو محرم؟ فلم يقل له القوم شيئًا. فقال سعيد: إن رجلًا وقع بامرأته وهو محرم... وذكر الحديث4.
467- أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد، قالا: أخبرنا عبيد الله بن يحيى، قال: حدثنا أبي, يحيى بن يحيى، قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: ما صلاة يجلس في كل ركعة منها؟ ثم قال سعيد: هي المغرب إذا فاتتك منها ركعة.
قال: وكذلك سنة الصلاة كلها5.
قال أبو عمر: يعني: إذا فاتتك منها ركعة أن تجلس مع إمامك في ثانيته وهي لك أولى، وهذه سنة الصلاة كلها إذا فاتتك منها ركعة.
468- وأخبرنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا يحيى، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، أن سعيد بن المسيب، قال: ما ترون فيمن غلبه الدم من رعاف, فلم ينقطع عنه؟ قال: يحيى بن سعيد: ثم قال سعيد:
أرى أن يومئ برأسه إيماء6.
•---------------------------------•
( 1 ) رواه البخاري برقم "2856" 6/ 58. وحديث رقم"5967" 10/ 397-398. وحديث رقم "6267" 11/ 60-61، وحديث رقم "6500" 11/ 337، وحديث رقم "7373" 13/ 347، ومسلم برقم "30" 1/ 58-59. وأبو داود برقم "2559" 3/ 25 بقصة إرداف النبي -صلى الله عليه وسلم- له دون المرفوع. والترمذي برقم "2643" 5/ 26-27، والنسائي في الكبرى برقم "5877" 3/ 443-444. وفي عمل اليوم والليلة برقم "186" ص224. وأحمد في المسند 5/ 228-229-230-234-236-238-242، وابن ماجه برقم "4296"، وأبو يعلى في مسنده برقم "4239" 7/ 236-237، وأبو عوانة 1/ 17، وأبو نعيم في الحلية 8/ 122، والدارقطني في العلل 6/ 62، والطبراني في المعجم الكبير "81-83-84-85-86-87-88" 20/ 48-50. وحديث رقم "140" 20/ 75، وحديث رقم "245" 20/ 122، وحديث رقم "254-255-256-257" 20/ 126-127، وحديث رقم "273- 274-275-276" 20/ 135-136، وحديث رقم "317-318-319-320" 20/ 152-153. وحديث رقم "372" 20/ 174.
( 2 ) رواه البخاري "61-62-72-131-2209-4698-5444-5448-6122-6144" ومسلم "2811"، والترمذي "2867"، وأحمد 2/ 12-31-41-115-123-157. والرامهرمزي في الأمثال ص68-69. والحميدي في مسنده "676-677"، والبزار في مسنده "43"، وابن منده في الإيمان "178-188-189-190"، وابن حبان "243-244-245-246" 1/ 478-481، والبغوي في شرح السنة "143".
( 3 ) رواه مالك في الموطأ "72" 1/ 167، وعبد الرزاق في المصنف برقم "3740" 2/ 371، والبيهقي في سننه 8/ 209 وهو مرسل، ولآخره شواهد من حديث:
أ- أبي هريرة: رواه أحمد بن منيع، كما في إتحاف المهرة 2/ 195، وابن حبان في صحيحه برقم "1888" 5/ 209، وأحمد في المسند 2/ 425، والطبراني في الأوسط "4665" 5/ 59، وإسحاق في مسنده "391" 1/ 274، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى "ق: 227"، والحاكم في المستدرك 1/ 229، والبيهقي في سننه 3/ 386، وفي الشعب "3115-3116-3117" 3/ 135 من طرق عن أبي هريرة، وسنده صحيح، رجاله ثقات.
ب- أبي قتادة: رواه أبو يعلى في معجم شيوخه برقم "150" ص196-197، وأحمد في المسند 5/ 310، والدارمي برقم "1328" 1/ 350، والطبراني في المعجم الكبير "3283" 3/ 242، وفي الأوسط برقم "8175"، وابن خزيمة في صحيحه "663" 1/ 331-332، والحاكم في المستدرك 1/ 229، والبيهقي في سننه 2/ 385-386، والخطيب في تاريخه 8/ 227، وفيه تدليس بقية بن الوليد، انظر إتحاف الخيرة المهرة 2/ 195. ورجح الدارقطني في العلل 6/ 141 حديث أبي هريرة على حديث أبي قتادة.
ج- أبي سعيد الخدري: رواه ابن أبي شيبة "2960" 1/ 257، وأحمد 3/ 56، والطيالسي "2219" ص294، وابن عدي في الكامل 5/ 199، وأبو يعلى "1311" 2/ 481، وأبو نعيم في الحلية 8/ 302.
د- عن الحسن مرسلًا: رواه ابن أبي شيبة "2967".
هـ- عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل: رواه الطبراني في الأوسط "3392" 3/ 355. والصغير "335" 1/ 209.
4 رواه مالك في الموطأ برقم "152" 1/ 382 مطولًا.
5 رواه مالك في الموطأ برقم "1280" 1/ 169.
6 رواه مالك في الموطأ برقم "52" 1/ 40.