تبادل الأهمية المعنوية بين الأولاد والمال
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:" إنما أموالكم وأولادكم فتنة " وقال تعالى:"لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله " وقال تعالى:"زيِّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة " فالآيتان الكريمتان الأوليان مبنيتان على أسباب الفتنة والانشغال والبعد عن ذكر الله ،والمباني هي الأموال والبنين ،وقد تقدمت الأموال على البنين نحو المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية ،لأن اشتغال الناس بأموالهم والتلاهي بها أعظم من اشتغالهم بأولادهم ،حتى إن الرجل ليستغرقه اشتغاله بماله عن مصلحة ولده وعن معاشرته وقربه ،ولهذا تقدم الأهم على الأقل أهمية ،أما الآية الكريمة الثالثة فمبنية على حب الشهوات ، والمباني هي :النساء والبنين والأموال ، وقد تقدمت النساء على البنين والأموال لأن تعلق الشهوة بهن أقوى وأشدّ ، و تقدم البنون على الأولاد لأن تعلق الشهوة بهم أشد من المال ، وتأخر المال بسبب ضعف منزلة المعنى مع المبني عليه .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .