تمايز إعراب التراكيب في إطار الأداة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث الإعراب في إطار الأداة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
قـال الراوي:قالت ألا ليتما هذا الحمامَ َلنا " صيغة ليت المحتاجة"
وقال الراوي: قالت ألا ليتما هذا الحمام ُ لنا " صيغة ليت المهملة "
الراوي الأول أبقى على علاقة الاحتياج المعنوي بين "ليت" وبين الجملة الاسمية متجاهلا وجود الفاصل وهو "ما" ، وهذا:اسم ليت ، والحمام بدل ،ولنا : خبر ليت . أما الراوي الثاني فقد فصل بين "ليت" وبين الجملة بواسطة "ما" فألغى وجود ليت وطلبها للاسم والخبر ، فعادت الجملة بعدها مبتدأ وبدل وخبر المبتدأ. وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز إعراب التراكيب .