الداعية بين النقد والنقض
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه وسلم
وبعد ،
النقض : هو الهدم .
النقد : إظهار المحاسن والمساوئ.
أربأ بالداعية ألا يكون ناقدا للأشخاص ولا ناقضا .
يحفظ لسانه من ذكر الناس ، تكون همته كلها في تفكيره كيف أجدد وسائل للدعوة إلى الله تعالى .لا ينقض فيهدم ويذم فيندم .
ولاينقد بذكر محاسن أحد فسيجره لذكر المساوئ .
الناقد وظيفته النقد يمسك الكتاب ، القصيدة فيخرج محاسنها ومساوئها ولا يتعرض للكاتب والشاعر ، بل هذا النقد يفرح الكاتب لأن كتابه وقصيدته تقرأ .
لم نسمع عن انقد في الأشخاص إلا في زماننا ، الناقد يتعامل مع الجمادات لذلك لا يثير حفيظة الكتاب والشعراء .
فلا يحدث شتما ولا سبا ؛ إلا من ضيق الأفق .فالكاتب لا يفزعه النقد لأنه ينفع الناس وليس الناقد يجرح شخص الكاتب أبدا .
أما نقد الأشخاص الذي ابتلينا به فمنهم من يظنه جرحا وتعديلا وهذا العلم قام لحفظ السنة .
فالأصل في الإنسان العدالة ولقد تحرج شيخ الإسلام في تكفير أحد.
فالداعية يربأ بنفسه ويبعد عن هذه الترهات والشبهات التي ستضيع وقته وبدلا من أن يجمع الناس حوله ليقربهم لله تعالى ويدلهم على طريقه القويم ، يتفرغ للرد وأحيانا إلى .......والأمر لا يسلم من غيبة و....الخ
وهذه أمراض تتوالى على قلب الداعية هو بمنأى عنها
فانظر لنفسك أولا ، يرى أحدكم الشعرة في عين أخبه ولا يرى الخشبة في عينه .
ومع ذلك لا تلتفت لنقض أحد ، واهتم بمن يقدمون لك النصائح ، واقبلها ببشر وفرح ، فعدوك لن يكذب عليك في النصائح لأنه يراقبك جيدا .
وصل اللهم على محمد وآله وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
عادل الغرياني