تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى :"ولئن قُتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون * ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون"* الآية الكريمة الأولى مبنية على الموت في سبيل الله ،والمباني هي الموت قتلا ،والموت ميتة طبيعية حتف الأنف ، وقد تقدم الموت قتلا لأن الآية الكريمة جاءت في المقاتلين والغالب في شأنهم أن من يلقى ربه منهم ويفضي إلى ربه يكون بسبب القتل أكثر مما يكون بسبب الموت حتف أنفه ، فالقتل هنا أخص من الموت حتف الأنف ،ولهذا تقدم القتل على الموت الطبيعي بسبب قوة العلاقة المعنوية مع المبني عليه ،وتأخر الموت بسبب ضعف منزلة المعنى بينه وبين المبني عليه ، أما الآية الثانية فمبنية على موت الناس في الأحوال العادية وحشرهم ،والمباني هي :الموت الطبيعي حتف الأنف ، والقتل ، وقد تقدم الموت الطبيعي على القتل لأن من تزهق روحه وتخرج من بدنه بسبب الموت حتف أنفه أكثر من القتل ، فالموت هنا أخص من القتل ،ولهذا تقدم بسبب الأهمية و قوة العلاقة المعنوية مع المبني عليه وتأخر القتل بسبب ضعف منزلة المعنى بينه وبين المبني عليه . وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .تبادل الأهمية المعنوية بين القتل والموت