تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 73

الموضوع: ما صحة حديث: "لا يزداد الأمر إلا شدة ولا المال إلا إفاضة .." ؟!

  1. #21

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    أما بعد ؛
    فقد من الله تعالى علي بتخريج هذا الحديث فقد أتممت تخريجه منذ بضعة أيام بشكل موسع حسب قواعد علم المصطلح، وعما قريب أدونه في ملتقى أهل الحديث توسيعا للفائدة تحت إسم " الثمرات الجنية الفدة في تبوث حديث " لا يزداد الأمر إلا شدة ..."
    تأليف أبو آدم عبد المنعم بن محمد شيبة البيضاوي .
    أسأل الله تعالى أن يكتب له القبول ؛ وينفع به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

  2. افتراضي

    بارك الله فيك أبا آدم.
    ودونه هنا أيضًا حتى تعم الفائدة، بإذن الله.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #23

    افتراضي

    وفيكم بارك الله ، أدونه في هذا الملتقى المبارك أيضا إن شاء الله تعالى

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو آدم البيضاوي مشاهدة المشاركة
    وفيكم بارك الله ، أدونه في هذا الملتقى المبارك أيضا إن شاء الله تعالى
    لم تنته بعد أبا آدم ؟!
    شوقتنا يارجل !
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  5. #25

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا ، قد انتهيت من البحث في هذا الحديث وقد شرعت في تدوينه في ملتقى أهل الحديث منذ البارحة بعنوان : " الثمرات الجنية المده في ثبوت حديث : " لا يزداد الأمر إلا شدة .." تحث إسم أبو آدم عبد المنعم البيضاوي ، وسأدونه في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله تعالى كما ذكرت ، أحسن الله إليكم ورزقنا الله وإياكم جنة الفردوس أخي الحبيب أبا عاصم

  6. افتراضي

    سددك الله أبا آدم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  7. #27

    افتراضي

    الثمرات الجنية المده في ثبوت حديث : " لا يزداد الأمر إلا شدة ..."
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
    أما بعد ؛
    فمن رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أن بين لهم أوامره ليمتثلوها ، ونواهيه ليجتنبوها ، ومن عليهم ببيانها أحسن بيان ، وتفصيلها أحمل تفصيل .

    ومن هذا البيان تحذيرهم مما يقع في آخر الزمان من الفتن والأحوال المخالفة لهدي الإسلام .
    وقد أولى العلماء عامة والمحدثين منهم خاصة هذا الأمر ببالغ الاهتمام ، في كتبهم ومصنفاتهم العلمية تحت باب الفتن والملاحم .

    وهذا الحديث جزء منها ، وقد ارتأيت تخريحه للناس ، وبيان حكمه إذ لم أجد من سبقني إلى بيان ذلك بشكل مفصل شامل لطرقه وشواهده حسب علمي .
    وهذا تخريجه بحمد الله تعالى وتوفيقه أهديه لأول مرة للمسلمين عامة ، ولأهل الحديث وطلبته خاصة ، لعل الله تعالى أن يتجاوز عني بفضله وكرمه ويتقبله مني إنه جواد سميع مجيب .

  8. #28

    افتراضي

    أولا متن الحديث :
    فعن أبي أمامة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا المال إلا إفاضة ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار خلقه ".


    ثانيا تخريج الحديث :


    أخرجه القضاعي في " المسند " (2/ 70) من طريق محمد بن الحسين النيسابوري ، نا القاضي أبو طاهر ، نا أحمد ، نا محمد بن أبان البلخي ، نا معن بن عيسى ، حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث الدمشقي ، عن القاسم عنه به .

    وسنده حسن لذاته رجاله ثقات عدا العلاء بن الحارث الدمشقي ،
    فقد قال عنه الحافظ في " التقريب " (ص 759) : " صدوق فقيه لكن رمي بالقدر " .
    فحديثه من قبيل الحسن ، وقد روى له مسلم في " الصحيح " متابعة .

    ومعاوية بن صالح قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص955) :
    " صدوق له أوهام " .

    ومعناه أنه حسن الحديث ما لم يظهر وهمه فيه ، وقد وافقه العديد من الرواة الثقات والصدوقين كما سيأتي بيانه عما قريب .

    قلت : فهذا السند سلسلة الذهب في هذا الحديث ؛ فهو الوحيد الذي سلم من العلل القادحة المسقطة له عن رتبة الحسن لذاته ، وما عداه من طرقه ومتابعاته وشوهده ؛ لا تخلوا من مقال أغلبها خفيف وبعضها شديد ، وسيأتي تفصيل أمرها إن شاء الله تعالى .


  9. #29

    Arrow

    أ - متابعات الحديث :

    المتابع الأول : عبد الله بن صالح

    تابع معن بن عيسى عن معاوية بن صالح

    أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4/ 486) من طريق أبي زكريا بن محمد العنبري ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث الدمشقي به .

    بنفس لفظه إلا أنه أضاف حرف [ من ] فقال : " ..ولا تقوم الساعة إلا على شرار [ من ] خلقه " والباقي مثله سواء .

    قلت : وسنده فيه ضعف يسير ينجبر بما قبله وما بعده ؛

    لأن فيه عبد الله بن صالح ، وقد اختلف أهل العلم فيه اختلافا شديدا ، ومن أجود من أنصفه فيما قرأت الإمام الذهبي في " السير " (10/ 405) حيث قال :
    " قد شرحت حاله في " ميزان الاعتدال " ، وليناه ،
    وبكل حال ، فكان صدوقا في نفسه ، من أوعية العلم ، أصابه داء شيخه ابن لهيعة ، وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه ، ولم يترك بحمد الله ، والأحاديث التي نقموها عليه معدودة في سعة ما روى ".

    وقال عنه في :" من تكلم عنه وهو موثق " (1/ 109) :
    " صالح الحديث " .

    قلت والراجح عندي فيه قول ابن حجر في " التقريب " ( ص515) :
    " صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وفيه غفلة " .

    فهو صدوق في نفسه ؛ ولكنه كثير الغلط ، فحديثه ضعيف متى انفرد وخالف الثقات .
    وهو مما يصلح للمتابعات والشواهد ، بل مما ينفع الحديث خاصة ؛ إذا لم يخالف الثقات أو أتى بما ينكر عليه ، فيكون حديثه حينئذ صحيحا أو حسنا إن شاء الله تعالى ،
    والله أعلم .

  10. #30

    افتراضي

    وانظر ترجمته في : " تهذيب الكمال " ( 15/ 98) للمزي ، و" تاريخ دمشق " ( 29/ 182 فما بعدها ) لابن عساكر ، و" تاريخ الإسلام " ( 16/ 224 فما بعدها ) و " تذكرة الحفاظ " (1/ 284 ، 286) كلاهما للذهبي .
    و " تاريخ بغداد " ( 11/ 155 فما بعدها ) للخطيب ، و " تهذيب التهذيب " ( 5/ 256، 261) و " السان الميزان "
    ( 7/ 264) كلاهما لابن حجر العسقلاني .

    قلت : وقد أخرج له البخاري ولكن روايته عنه ليست على شرطه ، بل أخرج له ما صح من حديثه مما انتقاه له .

    يشهد لذلك قول ابن حجر في " الفتح " ( 1/ 415) :
    " وأما التعليق عن الليث من رواية عبد الله بن صالح عنه فكثير جدا ، وقد عاب ذلك الإسماعيلي على البخاري وتعجب منه كيف يحتج بأحاديثه حبث يعلقها؛ فقال هذا عجيب يحتج به إذا كان منقطعا ولا يحتج به إذا كان متصلا .

    وجواب ذلك أن البخاري إنما صنع ذلك اما قررناه أن الذي يورده من أحايثه صحيح عنده ، قد انتقاه من حديثه لكنه لايكون على شرطه الذي هو أعلى شروط الصحة ، فلهذا لا يسوقه مساق أصل الكتاب وهذا الاصطلاح له قد عرف بالاستقراء من صنيعه فلا مشاقة فيه ،
    والله أعلم " اتنهى .

    قلت : فهذه فائدة عزيزة عزة الكبريت الأحمر ، فاغتنمها يرحمك الله .
    وباقي رجاله لا مطعن فيهم .

  11. #31

    Arrow

    وقال الحاكم عقبه : " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ".
    ووافقه الذهبي !

    قلت : وقد هما في الإستدراك على الشيخين رحمة الله عليهم أجمعين ؛ لأن حديث عبد الله بن صالح من قبيل الحسن لا الصحيح اللهم إن كان باصطلاح ما قبل الترمذي فنعم ؛ وإذا لم يخالف وقد خالف الثقات بزيادة [ من ] ولم يتابعه عليها أحد فيما أعلم .

    المتابع الثاني : كثير بن العلاءتابع العلاء بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن
    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 8/ 182) وفي " مسند الشاميين " ( 3/ 134) من طريق بكر بن سهل الدمياطي ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن كثير بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرحمن به مثله .

    مع زيادة جملة [ ولا يزداد الناس إلا شحا ] بعد الجملة الثانية ؛
    وزيادة كلمة [ يزداد ] قبل قوله ( ..المال إلا إفاضة ) ولفظ ( الناس ) بدل لفظ ( خلقه ) في آخر الجملة .

  12. #32

    افتراضي

    وسنده ضعيف فبالإضافة إلى ضعف عبد الله بن صالح ضعفا يسيرا ؛

    فيه بكر بن
    سهل الدمياطي أبو محمد ؛
    ترجم له الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( 21/ 134) فقال :
    " وكان شيخا أسمر ، مربوعا ، كبير الأذنيين .
    ولد سنة ستة وتسعين ومائة .
    وقال أبوالشيخ : وكان قد جمعوا له بالرملة خمسمائة دينار ليقرأعليهم التفسير ، فامتنع . وقدم بيت المقدس ، فجمع له من الرملة وبيت المقدس ألف دينار فقرأ عليهم الكتاب .
    ومات في هذه السنة ، أي سنة تسع وثمانين .
    ( قلت : أي بعد المائتين ) .
    قال النسائي : ضعيف
    وقال ابن يونس : توفي بدمياط في ربيع الأول ، سنة تسع وثمانين ، وهذا أصح " .

    قلت : فقد ضعفه النسائي ولم يعدل بما يدفع عنه الضعف ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .

    وانظر ترجمته أيضا في " تاريخ دمشق " ( 1/ 70) لأبي سعيد الصدفي و" تاريخ دمشق " ( 10/ 379) لابن عساكر ، و " الأنساب " ( 5/ 378)
    وباقي رجاله لا مطعن فيهم .

    ( تنبيه : وحيث أقول " لا مطعن فيهم " ففيهم الثقات والصدوقين ؛ وإذا كانوا كلهم ثقات قلنا " وباقي رجاله ثقات " ؛
    فإن كانوا صدوقين قلنا : " وباقي رجاله " صدوقين " .
    فاعلم هذا يرحمك الله ) .

    وفيه متابعة للفضل بن محمد الشعراني من طرف بكر بن سهل كذلك .

    وقد أخرجه البيهقي في " المجمع " ( 7/ 285) وقال عقبه :
    " رواه الطبراني ، ورجاله وثقوا وفيهم ضعف ، ورواه بإسناد آخر ضعيف " .

    قلت : وهو كما قال عدا بكر بن سهل فهو ضعيف ولم يوثق ؛
    وأما كثير بن الحارث أبو أمين الدمشقي ، فقد لخص الحكم عليه ابن حجر في " التقريب " ( ص 807) فقال :
    " مقبول " .
    أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث وقد توبع ولله الحمد .

  13. #33

    Arrow

    وانظر ترجمته في " تهذيب الكمال " ( 24/ 108) و" التاريخ الكبير " ( 7/ 214) للبخاري ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 50/ 18-19) .
    وأما القاسم بن عبد الرحمن فهو ثقة قد جاوز القنطرة ولله الحمد والمنة .المتابع الثالث : أبي مالكتابع العلاء بن كثير وكثير بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن

    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 8/ 227) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن أبي مالك ، عن القاسم به .

    بلفظ : " كلمات حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " لا يزداد المال إلا إفاضة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ، ولا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " .
    وسنده ضعيف فيه أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني وهو ضعيف ضعفا ليس بيسير ؛
    قال عنه الذهبي في " ميزان الاعتدال " ( 1/ 116) :
    " عن أبي جعفر النفيلي .
    قال أبو عروبة : ليس بمؤتمن على دينه .
    قلت : يروي عنه ابن عدي ، والطبراني .
    يكنى أب
    الفوارس " .
    وانظر ترجمته في " الكامل " ( 1/ 334-335) لابن عدي ، و" المغني " ( 1/ 46) للذهبي .

    " وقال ابن عدي بعدما ساق له حديث النهي عن الشرب قائما " فقال :
    " ولم أرى له أنكر من هذا وهو ممن يكتب حديثه " .
    وانظر " لسان الميزان " ( 1/ 213) لابن حجر العسقلاني .


  14. #34

    Arrow

    وفيه كذلك أبي عبد الملك وهو علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني ، أبو عبد الملك ؛ قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 707) :
    "
    ضعيف " .
    قلت : وباقي رجاله ثقات لاغبار عليهم .

    وفي هذه المتابعات علة أخرى وهي الإضطراب ؛

    فقد زيد في بعضها حرف وجملة ، وفيها اختلاف في ترتيب جمل متنه ، كما هو مشاهد ، وهذا وإن كان يزيد ضعف هذه المتابعات إلا أنه لا يوهن الحديث عن رتبة الحسن لرجحان لفظ " المسند " للقضاعي .

    فقد ثبت من طريق حسن لذاته ،
    ولا يسمى الحديث مضطربا حتى تستوي ألفاظه ولا مرجح فأما إذا لو تستوي ألفاظه من حيث الصحة أو الحسن فلا يسمى مضطربا .
    وأما إذا كان تساوت
    ألفاظه وهي صحيحة أو حسنة ولا مرجح بينها فهذا هو المضطرب فتنبه !.وهذه فائدة عزيزة قررها الشيخ الألباني في مقدمة كتابه الماتع " تمام المنة " ( ص 17) فقال نقلا عن " المقدمة " ( ص 103-104)
    لابن الصلاح في تعريف الحديث المضطرب :
    "
    هو الذي تختلف الرواية فيه ، فيرويه بعضهم على وجه ، وبعضهم على وجه أخر مخالف له ، وإنما نسميه مضطربا إذا تساوت الروايتان ، وأما إذا ترجحت إحداهما بحيث لاتقاومها الأخرى ، بأن يكون راويها أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه ، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات المعتمدة ؛ فالحكم للراجحة ، ولا يطلق عليه حينئذ وصف المضطرب ، ولا له حكمه " .

    وهذا تحقيق دقيق منهما رحمة الله عليهما .

    ثم رواه البوصيري في " إتحاف المهرة "( 8/ 98) بنفس لفظ " مسند " القضاعي ؛ وقال عقبه :
    " رواه أبو يعلى الموصلي ، ورواتهة ثقات وله شاهد من حديث أنس رواه ابن ماجه والحاكم " .

    قلت :وولم أجد الحديث عند أبي يعلى في " المسند " في النسخة التي عندي . والله
    أعلم .
    فمن ثبتت عنده فليفدنا بها وأجره على الله تعالى .

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو آدم البيضاوي مشاهدة المشاركة
    قلت : وقد أخرج له البخاري ولكن روايته عنه ليست على شرطه ، بل أخرج له ما صح من حديثه مما انتقاه له .

    نعم، بارك الله فيكم: فعبدالله بن صالح ليس على شرط البخاري، فهو ليس من رجاله الذين أخرج لهم في الأصول؛ وإنما أخرج له في المعلقات كما أشار ابن حجر.
    وقال أيضًا:
    (قال: عبد الله بن صالح عن الليث: (ولك الحمد)، يعني أن ابن صالح زاد في روايته عن الليث الواو في قوله: (ولك الحمد) وأما باقي الحديث فاتفقا فيه وإنما لم يسقه عنهما معا وهما شيخاه؛ لأن يحيى من شرطه في الأصول وبن صالح إنما يورده في المتابعات). الفتح (2/ 273).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #36

    Arrow

    ب - شواهد الحديث :
    وللحديث شواهد لنفس الحديث ، وشواهد أخرى شاهدة لمعناه وهي كالآتي :

    أولا : شواهد لنفس الحديث :
    الشاهد الأول : عن معاوية" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " .


    رواه الطبراني في " الكبير " ( 19/ 357) من طريق زكريا بن يحيى الساجي ، ثنا محمد بن المثنى ، ثنا معاذ بن هاشم ، حدثني أبي عن قتادة ، عن الحسن قال عنه به .

    قلت : وسنده ضعيف لعدم تصريح الحسن البصري بالسماع أو التحديث وهو ثقة فاضل مدلس معروف ؛
    وباقي رجاله ثقات عدا معاذ بن هاشم الدستوائي
    ؛ فقد قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 952) :
    "
    صدوق ربما وهم " .
    وهو حديث تفرد به عن أبيه عن قتادة عن الحسن به .

    ورواه ابن كثير في " جامع المسانيد " ( 8/ 36) والبيهقي في " المجمع " ( 8/ 13-14) وقال عقبه :
    " رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح " .

    قلت : نعم رجاله رجال الشيخين ، عدا زكريا بن يحيى الساجي فقد قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 339) :
    " ثقة فقيه "
    ولم يخرجا له في الصحيحين شيئا فيما أعلم والله أعلم .

    والحديث مما يصلح للمتابعات والشواهد بقوة ،لأن رجاله ثقات رجال الشيخين سوى الساجي فهو ثقة وليس فيه سوى عنعنة الحسن ؛ ولا شك أن هذا السند مما يشد عضد الحديث ويزيد من قوته .

  17. #37

    Arrow

    الشاهد الثاني :عمران بن الحصين
    " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    " إن هذا الأمر لا يزداد إلا شدة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " .

    أخرجه أبي نعيم في " الحلية " ( 7/ 262) من طريق أحمد بن جعفر بن مسلم ، ثنا محمد بن يوسف التركي ، ثنا إدريس بن علي ، ثنا يحيى بن ضريس ، ثنا مسعر ، عن قتادة ، عن الحسن به .

    وسنده ضعيف فيه علتان وهما :العلة الأولى : جهالة إدريس بن علي ولم يروي عنه سوى محمد بن يوسف الرازي ، ومحمد بن يوسف التركي ، ومهدي بن هارون الصدي ، ولم يترجم له أحد فيما أعلم ؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ؛
    فهو مجهول الحال .والعلة الثانية : عنعنة الحسن البصري عن عمران بن الحصين ، ولم يصرح بالتحديث من طريق آخر .

    وباقي رجاله ثقات عدا يحيى بن ضريس فقد قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 1058) :
    " صدوق "

    وقال أبي نعيم عقبه :
    " تفرد به إدريس ، عن يحيى " .
    قلت : وهو كما قال .

    والحديث مما يصلح للمتابعات والشواهد ليسر ضعفه ، ويقوي من شأن الحديث كذلك .

  18. افتراضي

    بارك الله فيكم أخي الطيب أبا آدم.
    لم تستهويني هذه الطريقة في عرض الحديث، من أجل تقطيعه هكذا، مما شوَّش عليَّ استيعاب المعلومة جملة واحدة، بربط سابقها بلاحقها، فلو كان لديك في ملف؛ ضَعْه هنا مشكورًا.
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  19. #39

    افتراضي

    الشاهد الثالث :أنس بن مالك
    " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    " لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا الدنيا إلا إدبارا و[ لا ] الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا [ ال ] مهدي إلا عيسى ابن مريم " .

    أخرجه ابن ماجه في " السنن " ( 2/ 134) وسياق سنده له ، وعنه المزي في " تحفة الأشراف " ( 1/ 168) والبوصيري في " مصباح الزجاجة " (4/ 192) والسيوطي في " الجامع الصغير وزيادته " ( 1/ 14489) والقضاعي في " المسند " (2/ 68) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 47/ 515-516) و ( 47/ 517) .

    كلهم من حديث يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن إدريس الشافعي ، قال حدثني محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن عنه به .

    والزيادة الأولى للقضاعي والبوصيري ،
    والزيادة الثانية لهم سوى السيوطي وابن عساكر في الموضعين معا.
    وفي لفظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " في الموضع الثاني : ( والزمان وقال ابن الجارود الدنيا إلا إدبارا) والباقي مثله سواء
    وهذا لفظ منكر مخالف لما رواه الثقات .

    قلت : وسنده ضعيف فيه ثلاثة علل وهي كالآتي :

    العلة الأولى : ضعف ونكارة محمد بن خالد الجندي

    وقد اختلف أهل العلم فيه وهذه ترجمته من " تهذيب التهذيب " ( 9/ 143-145) لابن حجر ، قال رحمه الله :
    " محمد بن خالد الجندي الصنعاني المؤذن .
    روى عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس حديث لا مهدي إلا عيسى وعن شبل بن عباد وعبد الصمد بن معقل .
    روى عنه الشافعي وزيد ويقال يحيى بن السكن الجندي ، وعبد الحميد بن عمر .


  20. #40

    Arrow

    ومنصور بن محمد بن مروان البلخي العابد .

    ... وروى الآبري في " مناقب الشافعي " بإساد له عن يونس قال جاءني رجل عليه منطقة وبإزار فقال لي تعرف من محمد بن خالد ؟ قلت : لا ، فقال : هذا مؤذن الجند وهو ثقة فقلت أنت ابن معين ؟ قال : نعم .

    قال الآبري : محمد بن خالد غير معروف عند أهل الصناعة من أهل النقل وقد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قي المهدي وأنه من أهل بيته ...
    وقال البيهقي : قال أبو عبد الله الحافظ : محمد بن خالد مجهول ، .. قال أبو عمر : محمد بن خالد والمتنى بن الصباح متروكان ...

    وقال أبو الفتح الأزدي : في الضعفاء وذكر محمد ا وحديثه لا يتابع عليه وإنما يحفظ عن الحسن مرسلا ورواه جرير بن حزم عنه " انتهى .

    قلت : فقد حكم بجهالته الحاكم أبو عبد الله الحافظ وتبعه البيهقي ، وتركه أبو عمر وحكم بضعفه الأزدي وأنه لا يتابع على حديثه .

    وتبعهم ابن حجر في " التقريب " ( ص840) فقال :
    " مجهول " .
    ووافقه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 1/ 175) .
    وقد خالفهم ابن كثير فقال في " البداية والنهاية " ( 19/ 16)
    بعدما ذكر حديث ابن ماجه :

    " فإنه شيخ مشهور بمحمد بن خالد الجندي الصنعاني المؤذن ، شيخ الشافعي ، وروى عنه غير واحد أيضا ، وليس بمجهول كما زعمه الحاكم ، بل قد روي عن ابن معين أنه وثقه " .
    ووافقه الذهبي في ترجمته في " المغني في الضعفاء " ( 2/ 576) فقال مانصه :
    " قال الحاكم مجهول
    قلت : بل هو مشهور من شيوخ الشافعي
    " .

    قلت : والتحقيق في المسألة أن نقول أنه مجهول عند البعض معروف عند غيرهم ، وجهالته ليس معناها ما قرره ابن حجر في مقدمة
    " التقريب " ( ص81) أن المجهول : " من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق " .

    : فقد روى عنه الشافعي وزيد ويقال يحيى بن السكن الجندي وعبد الحميد بن عمر ومنصور بن محمد بن مروان البلخي العابد " .

    كما سبق ذكره في " تهذيب التهذيب " ( 9/ 143-145)

    وإنما هو مجهول بالمعنى الذي ذكرع الآبري : أي " غير معروف عند أهل الصناعة من أهل النقل " .
    وعلى هذا يتنزل كلام من حكم بجهالته ، أو من رأى أنه لم يروي عنه غير واح تحقيقا ولم يوثق .

    والذي أدين الله تعالى به أنه معروف ضعيف منكر الحديث ، فمن عرفه حجة على من لم يعرفه ، والمتبث مقدم على النافي ، لأن معه زيادة علم ، فقوله أرجح ،
    والله أعلم .

    وهذا الذي يترجح من كلام الأزدي ويؤكده ما ذكره الذهبي في " تاريخ الإسلام " (13/ 363) فقد ختم كلامه بقوله :

    " قلت : هو صاحب ذاك الحديث المنكر : " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " .

    وما ختم به ترجمته في " المغني في الضعفاء " ( 2/ 576) حيث قال :

    " وقال الأزدي : منكر الحديث " .

    وهذه مسألة دقيقة من دقائق علم الجرح والتعديل فتأمل منصفا .


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •