تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    على خلاف بين أهل العلم؛ فمنهم مَن قال بأنها تموت، واستدلوا بقوله -تعالى-: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]، وقالوا: إذا كانت الملائكة تموت، فالنفوس البشرية تموت من باب أولى.

    وذهب آخرون إلى أنها لا تموت؛ فإنها خُلِقت للبقاء وإنما تموت الأبدان، قالوا: وقد دل على ذلك الأحاديث الدالة على النعيم والعذاب للأرواح بعد مفارقتها للبدن.

    والصواب أن يقال: موت النفوس: هو مفارقتها للجسد وخروجها منه، فإن أرادوا بموتها هذا القدر، فهي ذائقة الموت، وإن أرادوا أنها تعدم وتفنَى بالكلية، فهي لا تموت بهذا الاعتبار، بل هي باقية بعد قبضها في نعيم أو في عذاب أليم . انظر: "الكواشف الجلية عن معاني الواسطية"؛ للشيخ عبدالعزيز السلمان (1/421).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    وفي كتاب : "الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات" للعلامة الألوسي رحمه الله :
    الثالثة : هل الروح تموت أم الموت للبدن وحده ؟
    وجوابها : أن الناس اختلفوا في ذلك فقالت طائفة : تموت وتذوق الموت لأنها نفس والنفس ذائقة الموت . قالوا وقد دلت الأدلة على أنه لا يبقى إلا الله وحده قال الله تعالى : { كل من عليها فان } وقال تعالى : { كل شئ هالك إلا وجهه } قالوا : وإذا كانت الملائكة تموت فالنفوس البشرية أولى بالموت . ( 1 )
    وقال آخرون : لا تموت الأرواح فإنها خلقت للبقاء وإنما تموت الأبدان . قالوا : وقد دل على هذا الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله تعالى في أجسادها ولو ماتت الأرواح لا نقطع عنها النعيم والعذاب وقال الله تعالى : { ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } هذا مع القطع بأن أرواحهم قد فارقت أجسادهم وقد ذاقت الموت . وقد نظم أحمد بن الحسين الكندي ( 1 ) ذلك في قوله :
    تنازع ( وفي غيره : تخالف ) الناس حتى لا اتفاق لهم إلا على شجب والخلف في الشجب
    فقيل تخلص نفس المرء سالمة وقيل تشرك جسم المرء في العطب

    وقال الشيخ الراجي في شرح العقيدة الطحاوية :
    ومن مباحث الروح: هل تموت الروح؟ أم الموت للبدن وحده؟
    اختلف الناس في هذا فقالت طائفة: تموت الروح، وتذوق الموت، واستدلوا بما يأتي:
    أولا: قول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذائقة الْمَوْتِ} والروح نفس، فلا بد أن تذوق الموت.
    ثانيا: قول الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} وقوله سبحانه: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} قد دلت الآيتان على أنه لا يبقى إلا الله وحده، وهذا يدل على أن الروح تموت.
    ثالثا: قالوا إذا كانت الملائكة تموت، فالنفوس البشرية أولى بالموت، وهذا الدليل العقلي.
    فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} وهذا يدل على أن الأرواح تصعق عند النفخ، ويلزم من ذلك موتها.
    القول الثاني: إن الأرواح لا تموت، وإنما تموت الأبدان، واستدلوا بما يأتي:
    أولا: أن الأرواح خُلقت للبقاء، فلا تموت.
    ثانيا: الحديث الدال على نعيم الروح وعذابها، بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها، ولو ماتت الأرواح، لانقطع عنها النعيم والعذاب كحديث، (إن مثل روح المؤمن الطائر، يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله إلى جسده، يوم يبعثه) وحديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - وفيه قصة العبد الكافر، أنها تنتزع روحه نزعا شديدا، أو تخرج منها ريح خبيثة، وتطرح روحه إلى أرض الطرحات.
    والصواب في المسألة أن يقال: موت النفوس، هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها، فإن أريد بموتها هذا القدر كان هذا إيقاف الموت، وإن أريد أنها تعدم، وتفنى بالكلية، وتضمحل، وتصير عدما محضا، فهي لا تموت بهذا الاعتبار، بل هي باقية بعد خلقها في نعيم، أو عذاب، ويرجح هذا، ويدل له أنه -سبحانه- أخبر أن أهل الجنة لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى، وتلك الموتة هي مفارقة الأرواح للأجسام.
    والنصوص الدالة على بقائها تحمل على بقائها منفصلة عن الجسد، وبهذا تجتمع الأدلة، ولا تختلف.
    وأما استدلال الأولين على موت الروح بقوله -تعالى- حكاية عن أهل النار أنهم قالوا: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} وقوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)} فالمراد أنهم كانوا أمواتا، وهم نطف في أصلاب آبائهم، وفي أرحام أمهاتهم، ثم أحياهم بعد ذلك، ثم أماتهم، ثم يحيهم يوم النشور، وليس في إماتة أرواحهم يوم القيامة، وإلا كانت ثلاث موتات.
    وأما استدلالهم بآية الصعق، وهي قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} الآية، فيجاب عن استدلالهم بأن صعق الأرواح عند النفخ في الصور، لا يلزم من موتها، وأن الناس يصعقون يوم القيامة إذا جاء الله لفصل القضاء، وأشرقت الأرض بنوره، وليس ذلك بموت، وكذلك صعق موسى -عليه الصلاة والسلام- ولم يكن موتا، والذي تدل عليه الآية أن نفخة الصعق موت، كل مَن لم يذق الموت قبلها من الخلائق، وأما مَن ذاق الموت، أو لم يكتب عليه الموت من الحور والولدان وغيرهم، فلا تدل الآية على أنه يموت موتة ثانية.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    513

    افتراضي رد: هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    لتحرير محل النزاع لابد من تعريف الموت هل الموت هو الفناء أم انتقال من دار لدار فإن كان الأول فالأرواح لا تفنى و لما تصعق لا يلزم من هذا فناؤها و إن كان الثاني فظاهر و لذا لا أظن الفريقين متنازعين بل اختلافهما اختلاف اصطلاحي
    قال بن عمــر
    "مجلس فقـــه خيـــر من عبـــادة ستيــن سنـــة"

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    بارك الله فيك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوقاسم رفيق مشاهدة المشاركة
    لتحرير محل النزاع لابد من تعريف الموت هل الموت هو الفناء أم انتقال من دار لدار فإن كان الأول فالأرواح لا تفنى و لما تصعق لا يلزم من هذا فناؤها و إن كان الثاني فظاهر و لذا لا أظن الفريقين متنازعين بل اختلافهما اختلاف اصطلاحي
    نفع الله بك .
    لكن يقال : أي فناء ، فناء الروح مع الجسد ، أم الجسد وحده ؟
    فإن كان الأول ، فهي تموت فعلا وتفنى ، فلا عذاب ولا نعيم ، وإن كان الثاني ، فإنها تنتقل وتنفصل عن الجسد ، ويموت الجسد ، أما الروح إما أن تنعم أو تعذب .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    513

    افتراضي رد: هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    أقصد بالفناء العدم فهل تصير الروح عدما
    قال بن عمــر
    "مجلس فقـــه خيـــر من عبـــادة ستيــن سنـــة"

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوقاسم رفيق مشاهدة المشاركة
    أقصد بالفناء العدم فهل تصير الروح عدما
    والصواب أن يقال: موت النفوس: هو مفارقتها للجسد وخروجها منه، فإن أرادوا بموتها هذا القدر، فهي ذائقة الموت، وإن أرادوا أنها تعدم وتفنَى بالكلية، فهي لا تموت بهذا الاعتبار، بل هي باقية بعد قبضها في نعيم أو في عذاب أليم .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل الروح تموت كما يموت البدن ؟

    لأنها لو أريد العدم لما كان عذاب ولا نعيم ، فالصحيح ما سبق من موت النفوس ، بالتفصيل المذكور ، والله أعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •