هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات ؟


قال الألوسي: وجوابها نعم، قال الله -تعالى-: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 42].


روى أبو عبدالله بن مَنْدَه بسنده إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - في هذه الآية، قال: "بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم، فيمسك الله -تعالى- أرواح الموتى، ويُرسِل أرواح الأحياء إلى أجسادها".

والقول الثاني في الآية: أن الممسَك والمرسَل في الآية كلاهما توفِّي وفاة النوم؛ فمَن استكملت أجلها، أمسكَها عنده فلا يردها إلى جسدها، ومَن لم تستكملْ أجلها، ردَّها إلى جسدها لتستكملَه.
وعلق الألباني قائلاً: وقد واجه ابن القيم (ص 20 - 21) كلاًّ من القولين، وذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية اختار القول الثاني، ثم رجَّح هو القول الأول، ثم أفاد من التحقيق أن الآية تتناول النوعين: الوفاة الكبرى، وهي الموت، والوفاة الصغرى، وهي النوم، وبذلك فسر الآية ابن كثير، ثم قال (4/55): فيه دلالة على أنها تتجمع في الملأ الأعلى؛ كما ورد بذلك الحديث المرفوع الذي رواه ابن مَنْدَه، وغيره" . انظر الآيات البينات ( 106).