تقديم الخوف على الطمع
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه الآية الكريمة ،قال تعالى:"ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا "وفي هذه الآية الكريمة عدة أمور ،منها :
1- تقديم الخوف على الطمع لأن الآية الكريمة مبنية على رؤية البرق وأهدافها ،أما المباني فهي :الخوف والطمع ،وتقديم الخوف على الطمع نحو المبني عليه ،من قبيل تقديم الأهم على الأقل أهمية،لأن متعلق وسبب الخوف هو الحرص على أصل الحياة ،أما سبب ومتعلق الطمع فهو الحرص على الزيادة من متع الحياة ،والحرص على الحياة هو الأصل والأهم وأخص من الحرص على متع الحياة . 2- دعت الأهمية المعنوية عند المتكلم إلى مجيء المبتدأ "يريكم"على صيغة الفعل المضارع المستمر لإفادة الديمومة والاستمرارية .
3- كما دعت الحاجة المعنوية عند المتكلم إلى تقديم الخبر"من آياته" على المبتدأ "يريكم" ليتصل المبتدأ مع الغاية والسبب مع المسبب ، بسبب قوة العلاقة المعنوية .
وهذا يعني أن اللغة تقوم على منزلة المعنى ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.