تمايز معنى وإعراب وصحة التراكيب في إطار الرتبة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى والإعراب والصحة في إطار الرتبة نظرا لتغير منزلة المعنى داخل التركيب:
نقــول:أتبع السيئة الحسنة تمحها .
ولا نقول:أتبع الحسنة السيئة تمحها.
لأن المعنى سيختلف بسبب تغير منزلة المعنى ، ففي التركيب الأول السيئة متبوعة والحسنة تابعة ، وفي التركيب الثاني الحسنة متبوعة والسيئة تابعة ، والتابع يمحو المتبوع ،وقد جاء هذا التغير في المعنى بسبب تغير منزلة المعنى داخل التركيب ، والقريب من الفعل هو المتبوع والبعيد هو التابع ، والقريب هو المفعول الأول والبعيد هو المفعول الثاني، وذلك بحسب منزلة المعنى من الفعل ، ومن ناحية أخرى:لاحظ القرب المعنوي بين الحسنة والفعل "تمحها" فالحسنة هي التي تمحو ،وإن عكسنا صارت السيئة هي الماحية .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز التراكيب من حيث المعنى والإعراب والنظم .