الحديث تحت رعاية الضابطين: المعنوي واللفظي
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذه التراكيب: قال – صلى الله عليه وسلم- يعوِّذ الحسن والحسين – رضي الله عنهما-أعيذهما من السَّامة والهَّامة ومن كل عين لامَّة " وكان حقها أن تكون "ملمة" ولكنه عدل عن الأصل من أجل الأهمية الصوتية وتحقيقا للنسق الصوتي ،والمعنى واضح ، فجمع بين الأهمية المعنوية والأهمية الصوتية . وقال –صلى الله عليه وسلم-"ارجعن مأزورات غير مأجورات"فهمز "مأزورات"وهي لا تستحق الهمز لأنها من الوزر،وذلك تحت رعاية الضابط الصوتي ،لتتسق همزتها في النغم الصوتي مع همزة "مأجورات " والمعنى واضح، فجمع بين الأهمية المعنوية والأهمية الصوتية . وقال –صلى الله عليه وسلم- يخاطب نساءه :"ليت شعري أيَّتُكُنَّ صاحبة الجمل الأدبَبْ تخرج فتنبحها كلاب الحوأب"فقد فك إدغام "الأدبّ" ليخرج على مثال "الحوأب" ، والمعنى واضح، فجمع بين الأهمية المعنوية والأهمية الصوتية . ونقــول:الحمد لله العليِّ الأجلّ. وقال المتنبي:الحمد لله العلي الأجلل. التركيب الأول نقوله تحت رعاية الضابط المعنوي والأهمية المعنوية ، أما التركيب الثاني فقد قاله المتنبي تحت رعاية الضابط المعنوي واللفظي من أجل الوزن والقافية فأتى بصيغة الأجلل والأصل هو:الأجل، والمعنى واضح ، فجمع بين الأهمية المعنوية والأهمية الصوتية . فالأصل هو أن يتحدث الإنسان تحت رعاية الضابط المعنوي غالبا، ولكنه قد يتحدث تحت رعاية الضابط اللفظي أحيانا ،وقد يتحدث تحت رعاية الضابطين :المعنوي واللفظي ،قال تعالى:فأوجس في نفسه خيفة موسى " فقدم شبه الجملة لترتبط بالفعل أولا للغرض المعنوي ليقول لنا :إن الخوف الذي استشعره سيدنا موسى كان خوفا داخليا لم يظهر على ملامحه ،كما خدم التقديم تساوي الفواصل.