المستويات اللغوية في قوله تعالى"ألم نشرحْ لك صدرك"
تمايز مستويات التراكيب في إطار العلامة الإعرابية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو في هذين التركيبين:
قال تعالى:"ألم نشرحْ لك صدرك"
وقُـرئ:"ألم نشرحَ لك صدرك"
التركيب الأول من مستوى الكلام المستقيم الحسن ، لأن لم تفيد نفي الفعل ويأتي الفعل بعدها مجزوما ،والجزم يدل عادة على عدم الفعل (إذا كان بدون الاستفهام ،أما مع الاستفهام فمعناه التقرير : قد شرحنا لك صدرك) فهناك احتياج معنوي بين لم وبين الفعل المجزوم ، كما أن لم تقلب زمن الفعل إلى الماضي ،وهذا يتناقض مع قراءة النصب (النصب بـ"بلم")وهي قراءة ضعيفة لأن النصب يعني الاستقبال ، و"لمْ" تقلب الزمن إلى الماضي ، فهناك تناقض ، ولا يوجد احتياج معنوي بين "لم" التي تنفي الفعل وبين الفعل المنصوب الذي يدل على الحدوث في المستقبل ،وقد خرَّج بعضهم هذه القراءة على توكيد الفعل بالنون ثم حذفها ،فبقي"نشرحَ" مع أن الفعل المنفي لا يؤكَّد ،ولا يوجد احتياج معنوي بين الفعل المنفي والتوكيد ،بل هناك تعارض وتنافي.
وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس بمستويات ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى التراكيب .