تمايز معنى التراكيب في إطار العلامة الإعرابية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث المعنى والإعراب في إطار العلامة الإعرابية .
يقول العرب:مرهُ يحفـرُها .
ويقولـون: مرهُ يحفـرَها .
ويقولـون:مره يحفـرْها .
التركيب الأول يدل على الحال ، والاستمرارية جاء في الكتاب: وتقول : ذره يقول ُ ذاك ،فالرفع من وجهين: أحدهما الابتداء والآخر على قولك:ذره قائلا ذاك ،وتقول:قم يدعوك ،لأنك لم ترد أن تجعل دعاء بعد قيامه ويكون القيام سببا له ولكنك أردت:قم إنه يدعوك ،وإن أردت ذلك المعنى جزمت (1)وجاء في المفصل:وإن لم تقصد الجزاء فرفعت كان المرفوع على أحد ثلاثة أوجه :إما صفة كقوله تعالى"فهب لي من لدنك وليا يرثُني" أوحالا كقوله تعالى:فذرهم في طغيانهم يعمهون"أو قطعا واستئنافا كقولك:لا تذهب به تغلبُ عليه" و"قم يدعوك "(2) التركيب الثاني:يدل على الاستقبال والفعل منصوب بأن مقدرة ،كما يفيد النصب بأن معنى الاسم الذي هو المصدر.(3) كما جاء في حديث اليهودي"لا تسألوه لا يجئَ بأمر تكرهونه "أراد :أن لا يجيءَ"و"لئلا يجيءَ" وكقول ابن مسعود –رضي الله عنه- في الذي يطيل الجلوس في التشهد الأول" يقعد على الرَّضف خير له"فلولا تقدير أنْ ههنا ما صحَّ الإخبار عن الفعل (4) التركيب الثالث : يفيد الجزاء والفعل مجزوم على جواب الأمر بالشرط الموجود في العقل ، والجزم والشرط بإنْ يعني تقليل الفعل والشك فيه ، لأن العرب تستعمل"إن" في النادر والقليل والمشكوك بحصوله ......إلخ ، فالجزم على جواب الأمر كما جاء في الحديث الشريف:خللوا بين أصابعكم لا يخللْها الله بالنار،والتقدير :إن تخللوا لا يخللْها الله (5) وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معاني التراكيب .
============================== ====
(1)سيبويه-الكتاب-ج1- ص449-151) (2)المفصل-ج2- ص146-147
(3)،(4)،(5) أمالي السهيلي – ص83-85 نقلا عن د.خديجة الحديثي – موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث-ص197