الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد , فمن المعلوم أن حمزة يقرأ ( والصافات صفا ) بإدغام التاء إدغاما محضا من غير روم ولا تثليث مد لأن سكونها لازم عنده وليس بعارضللإدغام كما عند البصري وعلى ذلك كلام الأئمة والمحررين كابن الجزري والصفاقسي والخليجي وغيرهم , ويفهم من هذا أن الإدغام لحمزة إنما هو إدغام صغير وليس بإدغام كبير كما للبصري , ويترتب على ذلك منع الروم والتثليث وقفا لحمزة كما امتنعوا له في الوصل , وقد كتبت ذلك في كتابي شرح التحريرات الشعبانية فاعترض معترض بأن سكون ( والصافات ) وقفا لحمزة هو سكون عارض , فسألته : وهل سمعت بسكون عارض في الوقف من سكون لازم في الوصل ؟ فلم يجب وحاد إلى ما لا ينبغي ذكره , فسألته : من المسلمات المتفق عليها أن الروم كالوصل قال الشاطبي : ورومهم كما وصلهم . وقال ابن الجزري : وإن ترم فمثل ما تصل . وقال السمنودي : والروم كالوصل وتتبع الألف .... ما قبلها والعكس في الغن ألف فإذا وقفنا بالروم كما زعم فوقفنا بحركتين نكون قد خالفنا الوصل في أمرين : الأول وقفنا بحركتين وهي في الوصل بست حركات , والثاني : وقفنا ببعض الكسرة وهي في الوصل لا كسرة فيها . وإذا وقفنا بست حركات خالفنا الوصل في أمر واحد وهو الوقف ببعض الكسرة ولا كسرة في الوصل , فلابد من المخالفة , فليحل لنا هذه المعضلة التي أوقع نفسه فيها وليجب ولا يحد . فلم يجب , وسأل بعض القراء على صفحة من الصفحات فبعد لآي أجابه أحدهم بأن في كتاب هبة المنان للإبياري أن الوقف بتثليث المد , فسألته عن الروم وكيف يكون كالوصل فلم يجب , ثم لما ظن أنه قد انتصر إذا به يهدد ويكتب لي على صفحتي : أنا مكسوف أن أجيب على السؤال لأنه لا دخل بموضوعنا ..الروم كالوصل معناه أن الروم يأخذ تشكيل الحرف في الوصل يعني لو مكسور أو مضموم وصلا تأتي في الروم كذلك ، ولأن حمزة عنده الوصل السكون فقط منعوا فيه الروم إذن الإسكان وصلا لازم يعني قولا واحدا ، أما في الوقف فيرجع الأمر على ماكان قبل الإدغام فيجوز فيه ثلاثة العارض والروم على القصر ..وهذا الكلام كررته كثيرا ......فلابد من الاعتذار لأنه اتضح من منا يجهل أبسط قواعد التجويد فضلا أن تدخل في علم التحريرات ، ولعل الله ساقك إلى صفحة القراءات لترى هذا النص . ولك عليّ ألا أشهر بك في حال الاعتذار ، أما عند عدم الاعتذار سأحكي لأمة لا إله إلا الله سواء في المعاهد التي أعمل ، أو أحبابي من الشيوخ أو المنتديات مثل ملتقى التفسير والحديث والمجلس العلمي ومنتدى الجكني وستكون حديث الساعة .انتهى ما كتب . ولأنه لا فضيحة في ألأمر كما زعم فأنا الذي أعرض الأمر على القراء هنا وفي كل مكان , نعم أنا قلت بمنع التثليث والروم وقفا وما زلت أقوله وإلى الآن لم يتبين لي أنه خطأ , ولو بين لي أحد أنه خطأ بالدليل لأعلنت خطأي ولا يضيرني ذلك شيئا فالأئمة الكبار يخطئون ويرجعون فمن أنا بالنسبة لهم ومن أكون , والذي يجعلني متمسك بذلك هو ما وجدته من كلام صريح للإمام مكي بن أبي طالب في كتابيه التبصرة في القراءات السبع وفي توجيهها لها في كتابه الكشف وأبدأ بنقل كلامه من التبصرة , قال تحت عنوان ذكر اختلافهم في الإظهار والإدغام : فأما المتقاربان إذا سكن الأول ففيهما وقع الاختلاف , وأنا أذكره لك فصلا فصلا لتقف عليه إن شاء الله . انتهى من ص 116 طبع دار الصحابة . ونفهم من كلام الإمام مكي أن كل ما يذكره هنا ساكن قبل إدغامه وليس سكن لإدغامه وفرق كبير بينهما لأن الذي سكن قبل إدغامه سكونه لازم وصلا ووقفا وأما ما سكن لإدغامه فسكونه عارض وصلا ووقفا . نكمل كلام الإمام مكي , حيث قال : فمن ذلك الدال من قد . انتهى من ص 117 وذكر أحكامها , ومعلوم أن سكون دال قد سكون لازم سواء وقفنا أم وصلنا . ثم قال الإمام : ومن ذلك الذال من إذ . أ . هـ ص 118 فذكر أحكامها , وأيضا هنا الذال سكونها لازم وصلا ووقفا . ثم قال الإمام : ومن ذلك تاء التأنيث . أ. هـ ص 119 . فذكر أحكامها , وأيضا هنا التاء سكونها لازم وصلا ووقفا . ثم قال الإمام : ومن ذلك تاء التأنيث في الجمع . أ. هـ ص 120 . وقوله من ذلك أي مما سكن فيه الأول قبل إدغامه وإدغامه أدغاما صغيرا لا كبيرا تاء التأنيث في الجمع , وهنا لابد أن أنقل كلامه كاملا مع توضيح وجه الاستدلال منه فأكمل الإمام قائلا : ومن ذلك تاء التأنيث في الجمع , وجملة ما اختلف فيه منها أربعة مواضع , وهي ( والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا ) و ( الذاريات ذروا ) فقرأهن حمزة وحده بالإدغام , وأظهر الباقون إلا ما روي عن أبي عمرو في الإدغام الكبير . انتهى من ص 120 فتأمل قول الإ