دور منزلة المعنى في تقارض الأحكام
الإعراب معنوي لا شكلي
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتقارض فيها الألفاظ الأحكام اعتمادا على منزلة المعنى: قالت السيدة عائشة –رضي الله عنها-: "وإنه متى يقومُ مقامك لا يُسمع الناس"فقد أهملت "متى" حملا على "إذا" ،أو لأنها بمعنى "إذا"،ولو كانت العلاقة بين الألفاظ شكلية لانجزم الفعل بعد"متى" ،ولكن العلاقة بين أجزاء التركيب علاقة احتياج معنوي، فمتى بمعنى "إذا" ، و"إذا " ليست مبهمة وإنما تأتي للوقت المعلوم ولهذا لا ينجزم الفعل المضارع بعدها بسبب منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين معنى "إذا" ومعنى الفعل المرفوع بعدها الذي يدل على حدوث الفعل واستمراريته .
وقال الشاعر:
وإذا تصبْك مصيبة فاصبر لها//وإذا تصبْك خصاصة فتجمَّل
فقد أعطى "إذا" حكم "متى" وجزم بها ،ولو كانت العلاقة بين الألفاظ شكلية لما انجزم الفعل بعد"إذا"،ولكن العلاقة بين أجزاء التركيب علاقة احتياج معنوي، فـ"إذا" بمعنى "متى"،و"متى" مبهمة لا تدل على زمن معين ولهذا ينجزم الفعل بعدها بسبب منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين معنى "إذا" ومعنى الفعل المجزوم بعدها الذي يدل على عدم الفعل والشك فيه أو قلته أو استحالته.
وبهذا يتضح أن الإنسان يتحدث تحت رعاية منزلة المعنى وعلامات أمن اللبس ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في إعراب التراكيب .