لهذا الأمر جاء الكتاب الذي بين أيدينا، ففيه عمل المؤلف على تذكير أهل التوحيد (أهل السنة والجماعة)- كما يذكر في تمهيد كتابه- بماهية كل قسم من أقسام التوحيد الثلاثة... التي لا يكون التوحيد إلا بها مجتمعة، وذلك لأن التبصير بأقسام التوحيد، والوعي بماهية كل قسم، أمر ذا أهمية قصوى لكل مسلم، فيجب أن ينشأ عليه الصغير، ويموت عليه الكبير.
الكتاب: الشيعة والتوحيد، قصة الهدم الشيعي للتوحيد(*)
المؤلف: الدكتور حافظ موسى عامر
دار النشر: مكتبة الإمام البخاري
الطبعة: الأولى 1428هـ، 2007م
عدد الصفحات: 126
ـــــــــــ
لقد كان هدم التوحيد هدفاً من أهداف غرس عقيدة العصمة في كيان وتكوين الشيعة... فاعتقاد عصمة الإمام أدى بالشيعة إلى الخروج عن عقيدة التوحيد، وذاك الهدم لم يكن عفوياً بل كان مقصوداً وعمداً ومدبراً، بالقرن الأول- آخر الخلافة الراشدة- وحتى يومنا هذا وإلى قيام الساعة، طالما بقيت عقيدة عصمة الإمام جاثمة على صدور أتباعها، وطالما بقيت روايات الزور قابعة في كتب التشيع..
وما كانت صياغة عصمة الإمام، وما مرت به من مراحل، ابتداء من التأليه المعلن المباشر، إلى رفعها أعلى من عصمة الأنبياء، إلى جعلها مكافئة لعصمة الأنبياء، ثم إلى إضافة صفات الألوهية إليها لتعود إلى تأليه الإمام من حيث بدأت... ما كانت تلك الصياغة إلا تنفيذا لسياسة يهود متربصين بدين التوحيد السماوي، من يوم بعثة نبيهم موسى عليه السلام إلى إفسادهم دين التوحيد الذي جاء به عيسى عليه السلام، ثم إلى تكوينهم لفرق الشيعة، تنهش في توحيد خير أمة أخرجت للناس.
لهذا الأمر جاء الكتاب الذي بين أيدينا، ففيه عمل المؤلف على تذكير أهل التوحيد (أهل السنة والجماعة)- كما يذكر في تمهيد كتابه- بماهية كل قسم من أقسام التوحيد الثلاثة... التي لا يكون التوحيد إلا بها مجتمعة، وذلك لأن التبصير بأقسام التوحيد، والوعي بماهية كل قسم، أمر ذا أهمية قصوى لكل مسلم، فيجب أن ينشأ عليه الصغير، ويموت عليه الكبير.
هذا التذكير الموجز لكل قسم جاء تقديماً لما ساقه المؤلف رحمه الله من نصوص شيعية هدامة لهذا القسم، ليظهر للقارئ في النهاية، أن معصوم الشيعة الموهوم، لم يدع قسماً من أقسام التوحيد، إلا وأتى عليه بالهدم والاستئصال.
وقد جاء هذا الكتاب في تمهيد وثلاثة مباحث ذيلها مؤلفها بخاتمة جمع فيها خلاصة كتابه وما ساق فيه من أفكار.
عرض المؤلف لفكرة كتابه بشكل عام في تمهيد وجيز ثم انتقل مباشرة إلى مباحث كتابه. فبدأ بالمبحث الأول وعنوانه (توحيد الربوبية) وفيه ذكر المؤلف بعقيدة توحيد الربوبية الصحيحة، لدى أهل السنة والجماعة، ثم عرض لبعض النصوص الهادمة لهذا القسم من أقسام التوحيد، في الحاضر، وفي الماضي من قديم، وقد نبه المؤلف في بداية هذا المبحث، أنه امتداد لما سطره في الفصل الأول من الباب الأول من رسالته (عصمة الإمام في الفقه السياسي الشيعي) حول إضافات العصمة الإمامية، التي رفع بها المتشيعون أئمتهم الاثنى عشر فوق بشريتهم.
فبعد عرضة للمعتقد الصحيح فيما يخص توحيد الربوبية بين المؤلف أن الهدم الشيعي كان قديم، ولا يزال أثره داخل المجتمعات الشيعية، إلى يومنا هذا، إلا ما شاء الله، ما دامت الروايات الهدامة عالقة بصفحات كتب التشيع، وما داموا مصرين على تعصيم اثنى عشر، وبين المؤلف أن هذا الهدم كما كان في القديم- وقد مثل المؤلف على ذلك- ما زال أثره وفعله في الحديث ومثل لذلك ما جاء على لسان زعيمهم الحديث ومرشد ثورهم "الخميني"، الذي جاء له المؤلف بنصوص صريحة في ربوبية الإمام، كما عرض لمعتقده الخبيث فيما يخص الحلول والاتحاد إلى غير ذلك من الشطحات المنافية والهادمة لتوحيد الربوبية.
وفي المبحث الثاني تحدث المؤلف عن توحيد الألوهية، فعرف بالمعتقد الصحيح في ذلك، ثم أتبع ذلك ببيان كيف اقتلع المتشيعون هذا القسم من التوحيد، من أرض التشيع، بالتوجه إلى غير الله تعالى، ودعاء غير الله تعالى، وغير ذلك من معاول هدم توحيد الأوهية.
ولبيان فساد المعتقد الشيعي في هذا الأمر اكتفي المؤلف رحمه الله ببيان صرف توحيد الألوهية إلى غير الله، بما قرره زعيم الدولة الشيعية المعاصرة، بجواز التوجه بالدعاء إلى المقبورين، الذي جعلوهم معصومين، وبيان منافحته عن طلب الشفاء من طين كربلاء، ثم بين كيف يصر المتشيعون على حمل كل واحد منهم حجرا من تربة كربلاء، للسجود عليها، في وثنية ما أنزل الله بها من سلطان، وأشار المؤلف إلى أن الصلة وثيقة بين هذه المور وبين تعصيم الأئمة، فقد كان تعصيمهم هادفاً إلى هذا الهدم.
وفي مبحثه الأخير (توحيد الأسماء والصفات) ذكَّر المؤلف- رحمه الله- بتوحيد الأسماء والصفات، عند أهل السنة والجماعة، ثم عرض لمعتقد الشيعة في هذا الأمر، مشيراً إلى ما قاموا به من عمليات هدم وتخريب، فبين المؤلف أن غلو الشيعة في أئمتهم، قد أدى بهم إلى هدم توحيد الأسماء والصفات، حيث خلطوا ولبسوا أسماء وصفات الرب تبارك وتعالى بأشخاص الأئمة، فأئمة الشيعة ليسوا معصومين عندهم عن الخطأ والنسيان فحسب، بل حازوا واتصفوا عندهم بأسماء وثفات ذات الله!!.. من واقع نصوص كثيرة يتداولونها في كتبهم.
ومن صور الهدم عندهم فيما يخص أسماء الله تعالى، الهدم بزعم أن الأئمة هم أسماء الله الحسنى وأن الله تعالى خلطهم بنفسه، ومن ذلك العدوان الشيعي على صفة الكلام لله تعالى حيث جعلوا القرآن هو الإمام، إلى غير ذلك من الصور.
فنسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لمؤلف هذا الكتاب وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناته، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ــــــــ
(*) الكتاب الذي بين أيدينا في أصله بحث مستل من رسالة الدكتوراة التي نشرت للمؤلف في ثلاثة مجلدات بعنوان (عصمة الإمام في الفقه السياسي الشيعي). |