مامعنى هذه الآية ؟ ومن هم المقصودون ؟
مامعنى هذه الآية ؟ ومن هم المقصودون ؟
هذا نظير قول النبي لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم و لا من خذلهم حتى تقوم الساعة
إذا نظرنا للآية نزلت في عهد النبي تخاطب المسلمين و ترد على اليهود و تفند طرائق النصارى المنحرفة قيكون المقصود أتباع عيسى في زمنه و بعده و يدخل فيه المسلمون فأهل الحق قاطبة في أي زمن ظاهرون على أهل الباطل
و في هذا إعجاز بلاغي جملة واحدة و معاني غزيرة و خطاب لكافة الشرائح
أما معنى الظهور فهو بقاء الحق و علوه على الباطل بالدليل و البرهان و أصحابه هم الأعلون و إن أوذوا
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره : وقوله: { وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } المراد بمن اتبعه: الطائفة التي آمنت به، ونصرهم الله على من انحرف عن دينه. ( قلت ـ المديني ـ : وقيل غير ذلك ) ثم لما جاءت أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكانوا هم أتباعه حقا، فأيدهم الله ونصرهم على الكفار كلهم، وأظهرهم بالدين الذي جاءهم به محمد -صلى الله عليه وسلم-: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَن َّهُمْ فِي الأَرْضِ } الآية.
ولكن حكمة الله عادلة، فإنها اقتضت أن من تمسك بالدين، نصره الله النصر المبين، وأن من ترك أمره ونهيه، ونبذ شرعه، وتجرأ على معاصيه، إنه يعاقبه ويسلط عليه الأعداء، { وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }