بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. أمابعد :
فليس من طبعي كثرة الكلام ، ولا أحب اللف والدوران ، ولا أحسن دندنة الإخوان ، لذلك أقول وبدون مقدمات فقد عن لي مشروع أحببت أن يشاركني فيه إخواني الكرام وهو أن نقوم بتتبع المواطن التي نص فيها العلماء على وجوب الوقف وهي التي يشار إليها في المصاحف التي تعتمد رواية حفص عن عاصم بحرف الميم هكذا م ، حيث نحاول دراستها دراسة نحوية تساعدنا في فهم المعنى والوصول إلى المراد ،ونروم من خلالها معرفة السبب وراء قول العلماء بوجوب الوقوف على ذلك الموضع دون غيره ، وأعطي مثالا يجلي الأمر للإخوان الكرام ،مثلا قوله عز وجل "إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله " الناظر في المصحف برواية حفص سيجد فوق حرف النون من قوله تعالى يسمعون حرف الميم وهو يدل كما مبثوث في آخر المصحف على أن الوقف في ذلك الموضع لازم وواجب ولايجوز وصله بما بعده لكي لا يختل المعنى وهو ما قصده الجزري بقوله:
وليس في القرآن من وقف وجب *** ولاحرام غير ما له سبب
يعنى أن الوقف ليس له حكم شرعي يمنعه أو يجيزه إلا بسبب خطأ في اللغة أو فساد في المعني . وهذا هو الحاصل في هذه الأية فلو وصلنا الموتى بالذين يسمعون واعتبرنا الواو للعطف ولم نعدها للاستئناف فسد المعنى فيصير الموتى يستجيبون لله وهذا غير مراد من الأية ، فإذا فهم الواحد منا السبب من وجوب الوقف حصل له التدبر المقصود من قراءة القرآن وهذا هو المقصود من هذا المشروع وهو أن نفهم كلام الله ونتدبره ، فهل من مشمر وراغب في المساعدة ، مارأيكم ياإخوان؟
تنبيه : نأمل من الإخوان مرعاة ترتيب آيات وسور القرآن ، فنبدأ من سورة البقرة إلى ننهي القرآن بإذن الرحيم الرحمن وأول آية تجدون فوقها حرف الميم هي قوله عزوجل : "مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا" فوق مَثَلًا