أيها الأحباب الكرام
هذا الكتاب سبق أن وضعته سابقاً وهو موجود في مكتبة صيد الفوائد
http://saaid.net/book/open.php?cat=84&book=3115
وهذا الكتاب الذي أقدمه لكم اليوم ، هو مختصر للكتاب الأصلي ، لأن همم الناس قد تقاصرت عن قراءة الكتب الكبيرة
وذلك نظرا لأهميته البالغة حيث إن معظم الكتاب لا يتعرضون لهذا الموضوع بشكل دقيق .
وهذا الكتاب حقوق الطبع فيه لكل مسلم بشرط أن يتركه كما هو
قبسات من المقدمة
إن الذي يرى هذه النكبات ، التي تصب على هذه الأمة صبا من قبل أعدائها ،يظن أن الله تعالى قد تخلى عن هذه الأمة ، فيصل به الحال إلى حدِّ اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى 0
ونسي هؤلاء قول الله تعالى :{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران
وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ » أخرجه أحمد في مسنده .
ولذا أقول :
إن الله تعالى لم يتخل عن هذه الأمة ولن يخلى عنها أبدا حتى قيام الساعة ، وفي هذا الكتاب جواب مفصل على هذا السؤال الجلل ، والرد على من زعم تخلي الله تعالى عن هذه الأمة الخاتمة ، قال تعالى : {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} (44) سورة الزخرف
هذا وقد قسمت الموضوع لأربعة أبواب وهي :
الباب الأول)) -الأدلة على عدم تخلي الله تعالى عن هذه الأمة
الباب الثاني )-شروط الاستخلاف في هذه الأرض
الباب الثالث )- شروط النصر :
الباب الرابع )- متى يتخلى الله عنا ويخذلنا ؟
وتحت كل باب تحته بحوث عديدة
وعمدة هذا البحث هو القرآن والسنة فعن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ :« تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ ».أخرجه مالك
فلا فلاح ولا نجاح ولا سعادة لهذه الأمة بغيرهما .
وقد شرحت الآيات القرآنية بشكل مختصر بحث يدلُّ على المعنى العام للآية
هذا وأسال الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره في الدارين آميـــن
وكتبه
الباحث في القرآن والسنة
الدكتور علي بن نايف الشحود
في 20 ذو الحجة 1427 هـ الموافق 10/1/2007م
وقد قمت باختصاره في الشام بتاريخ 14ذو القعدة لعام 1428 هـ الموافق ل 23/11/2007 م