لماذا سمي علم الكلام بهذا الاسم ؟!!


حار المتكلمون كثيرا في تعليل اسم : علم الكلام , واضطربوا فيه ذلك كثيرا , حتى بلغت تعليلاتهم أكثر من أربعة عشرا قولا أو احتمالا , ذكرها التفتازاني في شرع العقائد النسفية وغيره .


والحقيقة أن كل تلك التعليلا ضرب من التخرص والظنون التي لا تقوم على أساس صحيح .


ومعرفة العلة في تلك التسمية تقوم على معرفة السبب الدافع لإطلاقها وعلى معرفة طبيعة من أطلقها .


والصحيح أن أول من أطلع تلك التسمية هم أئمة السلف الصالح , وجاء إطلاقهم لها في سياق ذم طريقة المتكلمين والتحذير منها .


وبناء عليه , فإنما سمي علم الكلام بهذا الاسم , من باب التنقص له وكونه مجرد كلام لا يقوم على أساس ولا يستند إلى برهان .


ولكن لما انتشرت هذه التسمية وشاعت ولم يستطع المتكلمون التخلص منها , حاولوا أن يجدوا لها مبررا صحيحا , فاختلفت أقوالهم في ذلك إلى أكثر من أربعة عشرا قولا واحتمالا .

سلطان العميري.