دور منزلة المعنى في النقد الأدبي
الناقد الأسلوبي طرفة بن العبد
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، وتقوم منزلة المعنى بدور هام في النقد الأدبي وبيان مستويات التراكيب ،كما هو الحال في قول طرفة بن العبد :استنوق الجمل ، الذي صار مثلا ، ولهذا المثل قصة : ورد في تاج العروس أن المسيب بن علس مر بمجلس بني قيس بن ثعلبة فاستنشدوه فأنشدهم وطرفة بن العبد حاضر، وهو غلام، وعندما وصل:
وقد أتناسى الهم عند احتضاره // بناج عليه الصيعريـة مكـدم
قال طرفة: استنوق الجمل، وذلك لأن الصيعرية من سمات النوق دون الفحول فغضب المسيب وقال: من هذا الغلام؟ فقالوا: طرفة بن العبد، فقال: ليقتلنه لسانه، فكان كما تفرس فيه، وصار قول طرفة مثلا.
فطرفة بن العبد يعتمد على منزلة المعنى في نقده للتراكيب اللغوية ،ومنزلة المعنى هذه أدت إلى انخفاض جودة التركيب ،لأنه لا يوجد احتياج معنوي بين الجمل والصيعرية ، التي هي من سمات النوق ، وبما أن اللغة تعتمد على منزلة المعنى فينبغي الاعتماد عليها في نقدنا للتراكيب اللغوية ، ويمكن أن نعد طرفة بن العبد أحد رواد المنهج الأسلوبي في النقد الأدبي في العصر الجاهلي.