تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الحلقة الرابعة من : قراءة أبي عُبُود لكتاب (الجامع في العلل والفوائد/ للدكتور الفحل)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    24

    افتراضي الحلقة الرابعة من : قراءة أبي عُبُود لكتاب (الجامع في العلل والفوائد/ للدكتور الفحل)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الرابعة من : قراءة شيخنا أبي عُبُود - عبد الله بن عبود باحمران - لكتاب ( الجامع في العلل والفوائد / للدكتور ماهر الفحل ) .

    قال الشيخ الفاضل أبو عُبُود عبدالله بن عبود باحمران - حفظه الله ووفقه - :

    ((
    الحلقة الرابعة :

    ب) لم تحتفِ بذكر الوساطة ما يفيد أنها من أبي إسحاق لا من شعبة :
    1) وذلك أَنْ يُصرِّح إمام ناقد أنّ أبا إسحاق لم يسمع من فروة ، أو لم يسمع من فروة هذا الحديث .
    2) لم يذكر الدكتور الفاضل أنه رُوي عن أبي إسحاق في إحدى طرق الحديث عنه أنّه قال : (( حُدِّثْتُ عن فروة )) .
    3) لم يذكر الدكتور الفاضل أنَّ أبا إسحاق صرَّح بالسماع من الوساطة التي ذكرها فقال : (( حدثنا رجل ، عن فروة ... )) .
    ج) وقع لشعبة نحو هذا :
    فقد زاد وساطة بين حجر بن عنبس ووائل بن حجر وهو علقمة بن وائل ، لم يزدها سفيان ورجَّح البخاري وغيره رواية سفيان على رواية شعبة ، وقد بيَّن ذلك الدكتور الفاضل في (4/427-430) ، وفي (4/430-437) .
    د) عناية شعبة بالمتون وحفظها أعلى من عنايته بالأسانيد فيحْدُث من ذلك أنْ يَضْعُفَ ضبطه أحياناً نادرة لبعض الأسانيد ، فيزيد فيها بما فيه مخالفة لمن هو أولى منه وخاصة سفيان الثوري . وقد قال الدكتور الفاضل في (4/427) : (( والسبب في خطأ شعبة في الأسانيد : عنايته بالمتون ... )) أهـ .
    11) ومن مرجحات الرواية الموصولة نشاط أو اختلاط أبي إسحاق فقد قال الدكتور في (2/75- 76) : (( ويبدو أن هذا هو صنيع صاحبي الصحيحين ، فقد أخرجا عن بعض المختلطين بطريق من سمع منهم بعد الاختلاط ، فقد أخرج البخاري ... وكذلك روى الإمام مسلم لأبي إسحاق السبيعي بطريق عمار بن رزيق ... )) أهـ .
    ي) وأزيد مثالاً آخر يتبيَّن منه أنَّ الدكتور يعتمد في ترجيحه على الدليل وليس على قول الإمام المتقدم :
    1) ففي (4/404-413) : ذكر رواية حماد بن سلمة ، وعبد العزيز الدراوردي ، ومحمد بن إسحاق ، وعبد الواحد بن زياد ، وأبي طوالة ، وخارجة بن مصعب ، كلهم عن عمرو بن يحيى بن عُمارة ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، مرفوعاً .
    2) ثم ذكر رواية سفيان ، عن عمرو ، عن أبيه مرسلاً .
    3) ماذا صنع الدكتور الفاضل تجاه هاتين الروايتين الموصولة والمرسلة ؟ .
    4) قال الدكتور الفاضل في (4/407-408) : (( بقي أنْ نعرف هل الصواب في هذا الحديث الوصل كما في رواية حماد ومن تابعه ، أو هو مرسلٌ كما هو عند الثوري ؟
    إنَّ الحكم في هذا إذا كان استناداً إلى قواعد الترجيح المعتمدة ، وعلى ما وقفت عليه من طرق هذا الحديث يكون لصالح الرواية الموصولة ؛ لأنَّه جاء من عدة رواة أغلبهم من الثقات عن عمرو ، في حين أنَّ الثوريَّ تفرد بإرساله . ولكن رغم هذا فقد ذهب بعض العلماء إلى ترجيح المرسل ... )) أهـ .
    5) الدكتور حكم للرواية الموصولة استناداً إلى الدليل المُرَجِّح وليس لقول الإمام المتقدم .
    6) بهذا الدليل المُرَجِّح خالف حكم (( بعض العلماء )) للرواية المرسلة .
    7) هل (( بعض العلماء )) من المتأخرين أم من المتقدمين ؟ .
    8) الدكتور الفاضل نقل قول الذين خالفهم ، فقال في (4/408) : (( ولكن رغم هذا فقد ذهب بعض العلماء إلى ترجيح المرسل قال الترمذي : " حديث أبي سعيد ... وكأنَّ رواية الثوري ، عن عمرو بن يحيى ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أثبت وأصح " ... وقال الدارمي : " الحديث أكثرهم أرسلوه " . وقال الدارقطني ... : " والمرسل المحفوظ " . وضعفه النووي ... )) أهـ .
    9) فقد خالف الدكتورُ الأئمةَ النقاد المتقدمين : الترمذي ، الدارمي ، الدارقطني ، الذين قال الدكتور في حقهم : (( ولكن رغم هذا ذهب بعض العلماء ... )) .
    والصواب مع (( بعض العلماء )) الذين حكموا للرواية المرسلة ، والدكتور يجمد على قرينة الترجيح بالعدد ، ويغفل عن قرينة الترجيح بالصفة : الحفظ والضبط والإتقان عند مخالفة العدد الذين هم دونه حفظاً وإن كانوا ثقاتاً ، وأنَّ راوياً واحداً – وهنا سفيان – يَرْجحُ بعددٍ من الرواة الثقات أحياناً – كما في هذه الرواية المرسلة – وسفيان عند الدكتور : (( الجبل في الحفظ والإتقان حتى أنه ما خالفه ثقة إلاّ وكان الصواب عند الثوري )) كما في (2/255) ، ولا أتذكّر أنّ الدكتور ذَكَرَ قرينة الترجيح هذه ضبط وإتقان الفرد في كتابه ( الجامع ) ، وأنها تُقَدَّم أحياناً على القرينة العامة الأقوى التي هي قرينة العدد ، أ و رجَّح بها إلاَّ في (4/358) فقط .
    ولن أبجث بيان صواب ترجيح : (( بعض العلماء )) ؛ لأنه ليس من طريقتي في هذه القراءة ، والبحث المجمل في البيان السابق لبيان نوعٍ من ترجيحات الدكتور ، والإشارة إلى غيرها .
    10) وذكر الدكتور (( بعض العلماء )) الذين استأنس بهم – هل اتَّبَعهم ؟ - في ترجيحه الرواية الموصولة في (4/410-412) وهم : الرافعي ، ابن المنذر ، الحاكم ، ابن حزم ، ابن دقيق العيد ، ابن تيمية ، ابن التركماني ، الألباني . وعقب ذلك قال الدكتور في (4/413) : (( ومما تقدم أرى أنَّ حديث عمرو موصولاً أصح ... ) أهـ .
    ك) كنتُ نويتُ الاكتفاء بالمثالَيْن السابقَيْن ؛ فنقضتُ ذلك لتأكيد الدليل ؛ فأزيد مثالاً ثالثاً :
    1) ذكر الدكتور الفاضل في (1/233) حديث همام بن يحيى ، عن ابن جُرَيْج ، عن الزهري ، عن أنس قال : (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه )) .
    2) ونقل فيه قول أبي داود : (( هذا حديث منكر ، وإنَّما يعرف عن ابن جريج ، عن زياد بن سعد ، عن الزهري ، عن أنس : (( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اتخذ خاتماً من وَرِقٍ ثم ألقاه )) والوهم فيه من همام ، ولم يرو إلا همام )) أهـ .
    3) ونقل بعده قول النسائي : (( هذا حديث غير محفوظ )) .
    4) وقول النسائي مجمل هو قول أبي داود نفسه المُبيِّن من قول الدكتور نفسه حين قال في (1/2340 – الحاشية " 5 " ) : (( ... فالمنكر وغير المحفوظ هما واحد عند المتقدمين )) أهـ .
    5) وإنما نوَّعا العبارة ؛ لأنه عند أبي داود قَوِيَ ظهور وهم همام بن يحيى في الحديث بمخالفته المعروف المعلوم ؛ فبيَّنه مصرِّحاً فيه بوهمه .
    والنسائي أجمل الحكم الذي فيه تفرُّد همام بما لا يحتمل منه ولم يقوَ عنده وهمه وخطؤه أن يصل إلى النكارة ؛ فيصرِّح بها .
    والدكتور الفاضل لم أذكر أن بيَّن وعلَل في كتابه ( الجامع ) لماذا الأئمة في حديثٍ واحدٍ يقولون : (( منكر )) ، (( غير محفوظ )) ، (( خطأ )) ، (( وهم )) ؟ .
    وفي كلا الحكمين الحكم بتفرُّد همام بن يحيى ؛ لأن أدنى ما يجتمع فيه الحكم بـ (( منكر )) و (( غير محفوظ )) هو وجود التفرد ، والتفرُّد ليس علةً بذاته وإنما هو كاشف للعلة القادحة أو للتفرُّد المقبول وذلك لحال الإسناد والمتن . وهنا التفرُّد الكاشف للعلة القادحة التي جعلت أبا داود يصرِّح بالنكارة مبيِّناً سببها ومَن يتحمَّلها .
    6) ماذا صنع الدكتور الفاضل مع حكم الإمامَيْن الناقدَيْن المتقدمَيْن أبي داود والنسائي ؟ .
    7) ردَّه متَّبعاً الدليل ، حين دفع على الأقل حكمهما الأدنى – وهو التفرُّد – بالمتابعة ، وذلك على أسلوب السؤال والجواب .
    8) قال الدكتور في (1/235-237) : (( وقد يقول قائل : إنَّ نسبة الوهم فِيْه إلى همام فيها نظر ، ووجهة النظر فيه : إنَّ توهيم همام في متن الحديث وإسناده إنما يتجه فيما لو صحت دعوى تفرده ومخالفته متناً وإسناداً ، ولكننا نجد أنَّ هماماً متابع عليه متناً وإسناداً ، فقد رواه الحاكم ... من طريق يحيى بن المتوكل البصري عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس ، به مرفوعاً . فنقول : أما يحيى بن المتوكل، فقد ذكره ... فمن هذا يظهر أنَّ حال يحيى يصلح للمتابعة والاعتضاد ، ... وبهذا تظهر صحة متابعة يحيى بن المتوكل لهمام ... ويبدو أنَّ الخطأ في هذا الحديث من ابن جريج ، ولا سيما أنَّ ابن المتوكل وهماماً بصريان ، وقد نص العلماء على أنَّ رواية البصريين عن ابن جريج فيها خلل من جهة ابن جريج لا من جهة أهل البصرة . وبيانه : أنَّ ابن جريج دلّس على البصريين الوساطة بينه وبين الزهري ، وهو زياد بن سعد ، وقد صرَّح بِهِ لغيرهم . كما أنَّه – وعند تحديثه لأهل البصرة – لم يكن متقناً لحفظ المتن فأخطأ فيه . فانحصر الخطأ في تدليس ابن جريج ، ... )) أهـ .
    9) ففي قول الدكتور هذا :
    *أ) ردّ (( دعوى تفرد همام ومخالفته متناً وإسناداً )) .
    *ب) الوهم ليس من همام إنما : (( فانحصر الخطأ في تدليس ابن جريج )) .
    *ج) على ماذا اعتمد ؟ اعتمد على : (( صحة متابعة يحيى بن المتوكل لهمام )) .
    10) فالدكتور خالف أبا داود ، والنسائي في أمرين :
    الأول : الحكم بالتفرُّد ؛ فنتج عنه :
    الآخر : تحميل الوهم تدليس ابن جُرَيج ، لا همَّاماً .
    11) وأتذاكر مع الدكتور الفاضل في أمور :
    الأول : إذا نصَّ إمام متقدم – كما هنا – على التفرُّد المقرون بالإعلال ، كيف تكون النظرة للمتابعة للمتفرِّد وخاصة ممن مرتبته في الحفظ : (( يصلح للمتابعة والاعتضاد )) – كما هنا - ؟ .
    هل في الآتي من قول الدكتور إجابة ؟ فإنه قال في (2/171) : (( أما المتقدمون : فالأصل عندهم في تنصيصهم على تفرد الراوي بالحديث إشارتهم إلى استغراب ذلك المتفرد ، وإعلال الرواية به ، و أحياناً قليلة يريدون إعلال متابعاتها ، وعدم الاعتداد بتلك المتابعات .. )) أهـ .
    هذا في التفرُّد كيف ومع التفرُّد الجزم بتوهيم المتفرِّد الذي هو هنا همام ؛ والذي يمنعها من صلاحيتها وغيرها من رفع الوهم ؟ .
    الجواب من أبي عُبُود : (( جزمُ إمامَيْن ناقدَيْن على أنَّ هماماً تفرَّدَ ووهمَ هو حكم ناتج عن استقراء تام للمرويات ولم يخفَ عليهما طريق ابن المتوكل )) . والذي قال نحوه الدكتور في نحو هذا المقام في (2/129) .
    الثاني : قول الحافظ الذي نقلتَه عنه في (1/234) : (( والخلل في هذا من جهة أن ابن جريج دلَّسه عن الزهري ، بإسقاط الواسطة ، زياد بن سعد ، ووهم همام في لفظه على ما جزم به أبو داود وغيره )) أهـ .
    هل في قول الحافظ هذا – وهو من المتأخرين – تسليم وانقياد لجزم أبي داود ، وغيره ، لتحميل همام الوهم في متنه ؟ .
    الثالث : ابن المتوكل وهمام بصريان ، وكذلك مِمَّن روى عن ابن جُرَيج بدون : (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه )) رَوحُ بن عُبادة ، وهو بصري . والدكتور عزى رواية رَوح هذه إلى (( مسلم في صحيحه (6/152 "2093" "60 " )) كما في (1/235- الحاشية "3" ) . ورَوح أرجح منهما بدون مُرَجِّح .
    و(( سماع رَوح منه كان بالبصرة )) نقله الدكتور في (1/263) عن الحافظ مقراً له .
    الرابع : إذا كان ابن جُريج دلَّس على البصريين الوساطة بينه وبين الزهري ، وهو زياد بن سعد ، وصرَّح به لغيرهم ، فلماذا دلَّسه ؟ ما هو السبب من أسباب التدليس الذي يُنَزَّل على زياد بن سعد ؟ .
    (( زياد بن سعد أثبت أصحاب الزهري )) نقله الدكتور في (1/234- الحاشية "1" ) ؛ فَمَن هذا حاله أّيُدلِّسه ابنُ جُرَيج ؟ .
    الجواب من الدكتور نفسه ، فإنه قال في (1/250) : (( هذا الإسناد تالف ، من أجل تدليس ابن جريج وهو مع ثقته وجلالته يدلس تدليساً قبيحاً كما ذكره الدارقطني )) . وفي ( الحاشية "3" ) نقل قول الدارقطني : (( تجنب تدليس ابن جريج فإنَّه قبيح التدليس لا يدلس إلاَّ فيما سمعه من مجروح )) ؛ لذلك قال الدكتور في (1/251) : (( وإنما صنع ابن جريج هذا لشدة ضعف شيخه محمد بن عبيد الله ، وبهذا نفهم معنى كلام الدارقطني بأن ابن جريج يدلس تدليساً قبيحاً ؛ إذ لا يدلس إلاَّ عن مجروح )) أهـ ؟ .
    فهل زياد بن سعد مجروح ؟ .
    وبهذا نُرْجِع قول الدكتور عليه عندما قال في (5/269) : (( وأنا أُحذِّرُ من تصحيحات المتأخرين التي تنبثق من النظر إلى كثرة الأسانيد من غير الخوض في غمرة عللها ، مخالفين أو متجاهلين حينذاك تعليلات الأئمة المتقدمين من أهل الشأن والحفظ والإتقان الذين سبروا وخبروا المتون واطلعوا على كوامن العلل وخفايا المتون والأسانيد ، فإليهم المآل في هذا الأمر ، وكلامهم هو الحكم الذي ترضى حكومته )) أهـ .
    فكيف يا دكتور بمتابعة واحدة ومِمّن يصلح في الشواهد والمتابعات رددتَ حكومة أبي داود والنسائي ، واتّبعتَ مَنْ هو بعض ممَّن تعنيهم بهذا التحذير ؟ .
    ل) وأزيدُ مثالاً آخــر .......
    يتبع .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: الحلقة الرابعة من : قراءة أبي عُبُود لكتاب (الجامع في العلل والفوائد/ للدكتور الف

    جزى الله الشيخ عبدالله بن عبود باحمران خيرا على هذه الحلقات العلميه وجزى ناشرها خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: الحلقة الرابعة من : قراءة أبي عُبُود لكتاب (الجامع في العلل والفوائد/ للدكتور الف

    جزاك الله خيرا وما انا الا محب للعلم اعجبني هذا الموضوع فبادرت بنشره هنا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: الحلقة الرابعة من : قراءة أبي عُبُود لكتاب (الجامع في العلل والفوائد/ للدكتور الف

    عند تصفحي للمنتدى الذي انقل منه هذه الحلقات وجدت للموضوع اثراء فاحببت نقله
    السؤال :

    جزى الله الشيخ خير الجزاء من قرائتى لهذه الحلقه طرئ هذا السؤال :
    لاحظت مما ذكره الشيخ ابو عبود ان الدكتور الفحل يجمد على قرينة الترجيح بالعدد ويغفل عن قرينة الترجيح بالصفة عند مخالفته للعدد الا في حاله واحده .
    لماذا هذا في رئيك ؟
    وهل وجدت من عمل علماء الحديث المتقدمين يرجحون بقرينة الصفة عند مخالفتهم للعدد ؟
    فأرجوا من الاخ الناشر لهذه الحلقات رفع السؤال للشيخ حفظه الله وبارك في وقته


    #4
    تاريخ التسجيل: Jan 2013
    المشاركات: 28

    جواب الشيخ أبي عُبُود على سؤالَي أخينا أبي دعاء

    بارك الله فيك أخي أبي دعاء وسلّمك .
    رفعتُ أخي سؤالَيْك لشيخنا أبي عُبُود - حفظه الله ووفقه - فكان منه الجواب التالي :
    قال حفظه الله تعالى - ومن خطه نقلتُ - :
    (( شكراً جزيلاً لإحسانك الظن بأخيك ، وقوَّاني الله عزوجل بأمثالك ، وأعانني وإياك أن نكون ممن يشارك في حفظ سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، وثبتني وإياك على طريق حفظ حق أئمتنا المتأخرين والمعاصرين ، وأن يكرمني ويشرفني وإياك أن نكون سبباً في هداية بعض مَنْ أُعْطِيَ مكانةً هي حق غيره ؛ فيعرف قدر نفسه ؛ فيعرف مكانه ؛ فيعطي غيره حقه . آمين .
    تنبيه :
    عندما ذكرتُ الترجيح بالأحفظ عند مخالفة العدد الذين دونه في الحفظ كأفراد ثم مجتمعين ، ليس ترجيحاً من قِبَلي إنما هو توجيه وبيان لحكم إمام من أئمتنا المتقدمين ؛ لنفهم جميعاً – ومعنا الدكتور – سبب حكمه ؛ ثم بعد ذلك نوازن بين قوَّة هذا السبب والسبب الذي قام عليه حكم المخالف له ؛ فلا يكون همنا وجهدنا في بيان وتوجيه الحكم الذي نعتقده صواباً فقط ، وللأسف الشديد كتاب الدكتور مليئ بتوجيه وتفهيم قارئ كتابه الحكم الذي يعتقد صوابه ورجحانه فقط ، وعند المحاققة أغلب ما يراه غير راجح وغير صواب وبخاصة من أحكام الإمام الناقد الترمذي من المتقدمين وإمام أهل العلل في عصره الإمام الألباني من المعاصرين ؛ عند تعليلها وتفهيم سبب ما ذهبا إليه على الأقل يكون حكمهما له حظٌّ كبير من الاعتبار والوجاهة ، وليس كما يُظْهِر حكمهما المؤلف الدكتور في كتابه .
    والجواب عن السؤال الأول :
    الله أعلم ، وإجابته الحقيقية والواقعية عند الدكتور الفاضل .
    والجواب عن السؤال الآخر :
    من حكمة الله عزوجل وعدله وفضله ، خلق عباده متفاوتين في قدراتهم البدنية والذهنية ، وفَطَرهم عزوجل لإعمار الأرض بأن خلق في نفوسهم قابلية أن يُنَمُّوا هذه القدرات ، فكما أن القدرات البدنية يُحافَظ عليها وتُنَمَّى بالغذاء والرياضة البدنية والبعد عمَّا يضر البدن شرعاً وعرفاً ، كذلك القدرات الذهنية من الفهم والحفظ والضبط والإتقان يُحافَظ عليها وتُنَمَّى بالحرص على المعلومة الجديدة ومذاكرة ومتابعة وتعاهد ما عنده من معلومة قديمة . وبالمذاكرة والمتابعة والتعاهد يتفاوت الناس في حفظ وضبط وإتقان ما في صدورهم من علم ، ونتيجة لهذا التفاوت وُجِد الاختلاف في رواياتهم ، وبالفطرة التي فطر الله عزوجل عليها عباده فالاختلاف في الروايات المتضادة ، يكون الخطأ والوهم ملازماً لبعض الروايات ؛ لذلك من أسباب معرفة الخطأ والوهم في الرواية هو معرفة التفاوت في الحفظ والضبط والإتقان ؛ فترجح رواية الأحفظ والأتقن ، ويكون الأحفظ والأتقن هو الأقل وهماً وخطأً ، ولا يوجد راوٍ لم يهم ولم يخطئ ؛ لأن الراوي بشر ، والبشرية الملازمة للراوي تكون سبباً بذاتها في وجود الوهم والخطأ لأمور ملازمة للبشر كالنسيان ، وإذا أضيف إلى النسيان عدم المذاكرة والمتابعة و التعاهد لما في صدره زادت أوهامه وأخطاؤه في مروياته ، هذا في عموم الرواة ، وقد يتعرض بعض الرواة لأمور خاصة : كالعمى ، وكِبَر السن ، والسفر ؛ فيظهر في مروياته الخطأ والوهم بعد أن كان حافظاً ضابطاً لمروياته ، وقد يحدث لبعض الرواة أن يلازم شيخه ؛ فيتقن حديث شيخه ؛ فيكون مقدَّماً على الأحفظ منه غالباً في حديث هذا الشيخ ؛ لأنه بطول صحبته لشيخه مع ضبطه حديث شيخه ومدارسته ؛ أتقن الذي لم يتقنه الحافظ .
    هنا تظهر قيمة وخطورة معرفة مراتب الرواة وتفاوتهم في الحفظ والضبط والإتقان عند اختلاف مروياتهم المتضادة التي لا يمكن الجمع بينها ؛ فتأتي مراتب الرواة وتفاوتهم ؛ لتكون الأس في الترجيح بين هذه المرويات .
    وعند البحث في المرجحات تأتي المتابعات كمرجح مهم ، وهو الترجيح بالعدد أو بالكثرة ؛ لأن الوهم والخطأ أقرب إلى الواحد أو الأقل ولكن هذا بقيد وهو إذا تساوى الرواة في الحفظ والضبط ، فإن كان الراوي الواحد أحفظ وأتقن من حفظ العدد المخالفين له ولم يكن مرجحاً لترجيح ؛ فالترجيح للراوي الواحد الأحفظ و الأتقن ؛ وذلك على الأصل الذي تقدم إجماله وهو تفاوت الرواة في حفظهم وضبطهم ، ولهذا قال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله – في ( المقترح في أجوبة بعض أسئلة المصطلح ) (ص123) : (( الترجيح : تقارن بين الرواة ، ... . وتقارن بين الصفات وبين العدد فرب شخص يعدل خمسة . ما تقارن بين العدد فقط ... )) أهـ .
    وفي ( علل الحديث ) لابن أبي حاتم ترجيح أبي حاتم ، وأبي زرعة لرواية الراوي الواحد الأحفظ على رواية رواة ذي عدد أنزل في الحفظ والضبط ، مرات بدون تنصيص على أن سبب الترجيح : (( الحفظ )) ، ومرات أخرى بالتنصيص على أن سبب الترجيح : (( الحفظ )) ، فيقولان : (( فلان أحفظ )) ، أو (( فلان أحفظ القوم )) ونحو ذلك .
    وأنقل لأخي الفاضل بعض ما فيه التنصيص على الترجيح بسبب (( الحفظ )) مقابل مخالفة العدد :
    1) في ( 1/76 ، رقم 205) سأل أباه عن حديث داود بن قيس ومحمد بن علي الهاشمي أبي جعفر ، ومالك ، عن نعيم المجمر ...
    فرجَّح أبو حاتم حديث مالك على حديثيهما ، وقال : (( مالك أحفظ )) .
    وأبو جعفر الهاشمي الظاهر هو الباقر ، وداود بن قيس الفراء وثقه أبو حاتم وأبوزرعة كما في ( الجرح والتعديل ) (3/422-423) .
    2) في (1/221 ، رقم 642) سأل أباه وأبازرعة عن حديث معمر والثوري وابن عيينة ، عن زيد بن أسلم .. ورجَّح أبو حاتم حديث الثوري ، وقال : (( والثوري أحفظ )) .
    معمر بن راشد ، وسفيان بن عيينة .
    3) في (2/54-55، رقم 1648) سأل أباه وأبازرعة عن حديث الثوري و عنبسة بن سعيد قاضي الري ، وعمرو بن أبي قيس ، عن الزبير بن عدي ...
    رجَّح أبوزرعة بالعدد فرجَّح ما اتفق عليه عنبسة وعمرو .
    ورجَّح أبو حاتم بالأحفظ فرجح حديث الثوري ، فقال : (( وهو أحفظهم وأعلى من هؤلاء بدرجات )) .
    وعنبسة وثقه أبو حاتم وأبوزرعة كما في ( الجرح والتعديل ) (6/399) .
    وعمرو بن أبي قيس المعروف بالأزرق .
    4) في (2/148 ، رقم 1939) سأل أباه عن حديث شعبة ، وسماك بن حرب ، وحاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم ...
    ورجح أبو حاتم حديث شعبة ؛ فقال : (( وشعبة أحفظ القوم )) .
    وسماك بن حرب وثقه أبو حاتم وأبوزرعة كما في ( الجرح والتعديل ) (4/280) .
    وحاتم بن أبي صغيرة ؛ وثقه أبو حاتم وأبوزرعة كما في ( الجرح والتعديل ) (3/258) .
    أكتفي بهذه الأمثلة من عمل إمام ناقد متقدم هو أبو حاتم الرازي ؛ لتأكيد صحة ما الدكتور يعلمه وما به يثبت المعلومة لديك .
    وكنتُ أتمنى أن أنقل لك من عمل إمام عصرنا في العلل الإمام ناصر الدين الألباني في ترجيحه بالأحفظ عند مخالفة العدد له ، ولكن عندما انتقلت إلى بيتي الجديد ( بيت بالإيجار ) عام 2009م لم أجد فهرست الإعلال والترجيح من عمل الإمام ناصر الدين الألباني والذي اعتنيتُ فيه بتاريخ الانتهاء من التأليف والكتابة أو تاريخ كتابة المقدمة للكتاب ، وذلك بقصد محاجة مَن يدعو إلى طريقة المتقدمين تاريخياً ، وذلك بأن يذكر أحدُهم قاعدة أو عملاً ينسبه إلى منهج المتقدمين ؛ فأُثْبِتُ له من هذا الفهرست تاريخياً أن الإمام ناصر الدين الألباني قالها أو عَمِل بها في تاريخ كذا وكذا وأنت كم كان سنك في هذا العام وماذا كنتَ تعمل ؟ - كما أثْبتُّ ذلك لأبي رحيِّم في عقيدة الإمام في العمل في (ما هكذا الحقيقة يا أبا رحيِّم ) ؛ فنفع الله عزوجل به مَنْ شاء من عباده - ، وانتهيتُ في هذا الفهرست إلى تاريخ (1/ذو القعدة /1398هـ ) ، فالحمد لله على كل حال ، وإن شاء الله أبدأ بفهرست جديد ؛ فأسأل الله عزوجل الإعانة والتمام ، والوقوف على كتب الإمام الأخرى التي لم أقف عليها .


    كتبه أبو عُبُود


    فجر الثلاثاء 9/شوال/1435هـ - 5/ أغسطس /2014م ))


    انتهى جواب شيخنا أبي عُبُود حفظه الله ونفع به



  5. #5

    افتراضي رد: الحلقة الرابعة من : قراءة أبي عُبُود لكتاب (الجامع في العلل والفوائد/ للدكتور الف

    بارك الله فيكم
    الحمد لله رب العالمين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: الحلقة الرابعة من : قراءة أبي عُبُود لكتاب (الجامع في العلل والفوائد/ للدكتور الف

    لانه حدث سقط في النقل السابق اعيده
    جزى الله الشيخ خير الجزاء من قرائتى لهذه الحلقه طرئ هذا السؤال :
    لاحظت مما ذكره الشيخ ابو عبود ان الدكتور الفحل يجمد على قرينة
    الترجيح بالعدد ويغفل عن قرينة الترجيح بالصفة عند مخالفته
    للعدد الا في حاله واحده .
    لماذا هذا في رئيك ؟
    وهل وجدت من عمل علماء الحديث المتقدمين يرجحون بقرينة الصفة
    عند مخالفتهم للعدد ؟
    فأرجوا من الاخ الناشر لهذه الحلقات رفع السؤال للشيخ حفظه الله
    وبارك في وقته


    #4
    يوم أمس, 10:30 PM
    تاريخ التسجيل: Jan 2013
    المشاركات: 28

    جواب الشيخ أبي عُبُود على سؤالَي أخينا أبي دعاء

    بارك الله فيك أخي أبي دعاء وسلّمك .
    رفعتُ أخي سؤالَيْك لشيخنا أبي عُبُود - حفظه الله ووفقه - فكان منه الجواب التالي :
    قال حفظه الله تعالى - ومن خطه نقلتُ - :
    (( شكراً جزيلاً لإحسانك الظن بأخيك ، وقوَّاني الله عزوجل بأمثالك ،
    وأعانني وإياك أن نكون ممن يشارك في حفظ سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ،

    وثبتني وإياك على طريق حفظ حق أئمتنا المتأخرين والمعاصرين ، وأن يكرمني
    ويشرفني وإياك أن نكون سبباً في هداية بعض مَنْ أُعْطِيَ مكانةً هي حق غيره ؛
    فيعرف قدر نفسه ؛ فيعرف مكانه ؛ فيعطي غيره حقه . آمين .

    تنبيه :
    عندما ذكرتُ الترجيح بالأحفظ عند مخالفة العدد الذين دونه في الحفظ كأفراد
    ثم مجتمعين ، ليس ترجيحاً من قِبَلي إنما هو توجيه وبيان لحكم إمام من أئمتنا
    المتقدمين ؛ لنفهم جميعاً – ومعنا الدكتور – سبب حكمه ؛ ثم بعد ذلك نوازن
    بين قوَّة هذا السبب والسبب الذي قام عليه حكم المخالف له ؛ فلا يكون همنا
    وجهدنا في بيان وتوجيه الحكم الذي نعتقده صواباً فقط ، وللأسف الشديد كتاب
    الدكتور مليئ بتوجيه وتفهيم قارئ كتابه الحكم الذي يعتقد صوابه ورجحانه فقط ،
    وعند المحاققة أغلب ما يراه غير راجح وغير صواب وبخاصة من أحكام الإمام
    الناقد الترمذي من المتقدمين وإمام أهل العلل في عصره الإمام الألباني من
    المعاصرين ؛ عند تعليلها وتفهيم سبب ما ذهبا إليه على الأقل يكون حكمهما له
    حظٌّ كبير من الاعتبار والوجاهة ، وليس كما يُظْهِر حكمهما المؤلف الدكتور في
    كتابه .

    والجواب عن السؤال الأول :
    الله أعلم ، وإجابته الحقيقية والواقعية عند الدكتور الفاضل .
    والجواب عن السؤال الآخر :
    من حكمة الله عزوجل وعدله وفضله ، خلق عباده متفاوتين في قدراتهم البدنية
    والذهنية ، وفَطَرهم عزوجل لإعمار الأرض بأن خلق في نفوسهم قابلية أن يُنَمُّوا

    هذه القدرات ، فكما أن القدرات البدنية يُحافَظ عليها وتُنَمَّى بالغذاء والرياضة
    البدنية والبعد عمَّا يضر البدن شرعاً وعرفاً ، كذلك القدرات الذهنية من الفهم
    والحفظ والضبط والإتقان يُحافَظ عليها وتُنَمَّى بالحرص على المعلومة الجديدة
    ومذاكرة ومتابعة وتعاهد ما عنده من معلومة قديمة . وبالمذاكرة والمتابعة والتعاهد
    يتفاوت الناس في حفظ وضبط وإتقان ما في صدورهم من علم ، ونتيجة لهذا
    التفاوت وُجِد الاختلاف في رواياتهم ، وبالفطرة التي فطر الله عزوجل عليها عباده
    فالاختلاف في الروايات المتضادة ، يكون الخطأ والوهم ملازماً لبعض الروايات ؛
    لذلك من أسباب معرفة الخطأ والوهم في الرواية هو معرفة التفاوت في الحفظ
    والضبط والإتقان ؛ فترجح رواية الأحفظ والأتقن ، ويكون الأحفظ والأتقن هو
    الأقل وهماً وخطأً ، ولا يوجد راوٍ لم يهم ولم يخطئ ؛ لأن الراوي بشر ، والبشرية
    الملازمة للراوي تكون سبباً بذاتها في وجود الوهم والخطأ لأمور ملازمة للبشر
    كالنسيان ، وإذا أضيف إلى النسيان عدم المذاكرة والمتابعة و التعاهد لما في
    صدره زادت أوهامه وأخطاؤه في مروياته ، هذا في عموم الرواة ، وقد يتعرض بعض
    الرواة لأمور خاصة : كالعمى ، وكِبَر السن ، والسفر ؛ فيظهر في مروياته الخطأ
    والوهم بعد أن كان حافظاً ضابطاً لمروياته ، وقد يحدث لبعض الرواة أن يلازم
    شيخه ؛ فيتقن حديث شيخه ؛ فيكون مقدَّماً على الأحفظ منه غالباً في حديث
    هذا الشيخ ؛ لأنه بطول صحبته لشيخه مع ضبطه حديث شيخه ومدارسته ؛ أتقن
    الذي لم يتقنه الحافظ .

    هنا تظهر قيمة وخطورة معرفة مراتب الرواة وتفاوتهم في الحفظ والضبط والإتقان
    عند اختلاف مروياتهم المتضادة التي لا يمكن الجمع بينها ؛ فتأتي مراتب الرواة
    وتفاوتهم ؛ لتكون الأس في الترجيح بين هذه المرويات .

    وعند البحث في المرجحات تأتي المتابعات كمرجح مهم ، وهو الترجيح بالعدد أو
    بالكثرة ؛ لأن الوهم والخطأ أقرب إلى الواحد أو الأقل ولكن هذا بقيد وهو إذا
    تساوى الرواة في الحفظ والضبط ، فإن كان الراوي الواحد أحفظ وأتقن من حفظ
    العدد المخالفين له ولم يكن مرجحاً لترجيح ؛ فالترجيح للراوي الواحد الأحفظ و
    الأتقن ؛ وذلك على الأصل الذي تقدم إجماله وهو تفاوت الرواة في حفظهم
    وضبطهم ، ولهذا قال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله –
    في ( المقترح في أجوبة بعض أسئلة المصطلح ) (ص123) : (( الترجيح : تقارن
    بين الرواة ، ... . وتقارن بين الصفات وبين العدد فرب شخص يعدل خمسة .
    ما تقارن بين العدد فقط ... )) أهـ .

    وفي ( علل الحديث ) لابن أبي حاتم ترجيح أبي حاتم ، وأبي زرعة لرواية الراوي
    الواحد الأحفظ على رواية رواة ذي عدد أنزل في الحفظ والضبط ، مرات بدون
    تنصيص على أن سبب الترجيح : (( الحفظ )) ، ومرات أخرى بالتنصيص على
    أن سبب الترجيح : (( الحفظ )) ، فيقولان : (( فلان أحفظ )) ، أو (( فلان أحفظ
    القوم )) ونحو ذلك .

    وأنقل لأخي الفاضل بعض ما فيه التنصيص على الترجيح بسبب (( الحفظ )) مقابل
    مخالفة العدد :

    1) في ( 1/76 ، رقم 205) سأل أباه عن حديث داود بن قيس ومحمد بن علي
    الهاشمي أبي جعفر ، ومالك ، عن نعيم المجمر ...

    فرجَّح أبو حاتم حديث مالك على حديثيهما ، وقال : (( مالك أحفظ )) .
    وأبو جعفر الهاشمي الظاهر هو الباقر ، وداود بن قيس الفراء وثقه أبو حاتم وأبوزرعة
    كما في ( الجرح والتعديل ) (3/422-423) .

    2) في (1/221 ، رقم 642) سأل أباه وأبازرعة عن حديث معمر والثوري
    وابن عيينة ، عن زيد بن أسلم .. ورجَّح أبو حاتم حديث الثوري ، وقال :
    (( والثوري أحفظ )) .

    معمر بن راشد ، وسفيان بن عيينة .
    3) في (2/54-55، رقم 1648) سأل أباه وأبازرعة عن حديث الثوري و
    عنبسة بن سعيد قاضي الري ، وعمرو بن أبي قيس ، عن الزبير بن عدي ...

    رجَّح أبوزرعة بالعدد فرجَّح ما اتفق عليه عنبسة وعمرو .
    ورجَّح أبو حاتم بالأحفظ فرجح حديث الثوري ، فقال : (( وهو أحفظهم وأعلى
    من هؤلاء بدرجات )) .

    وعنبسة وثقه أبو حاتم وأبوزرعة كما في ( الجرح والتعديل ) (6/399) .
    وعمرو بن أبي قيس المعروف بالأزرق .
    4) في (2/148 ، رقم 1939) سأل أباه عن حديث شعبة ، وسماك بن حرب ،
    وحاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم ...

    ورجح أبو حاتم حديث شعبة ؛ فقال : (( وشعبة أحفظ القوم )) .
    وسماك بن حرب وثقه أبو حاتم وأبوزرعة كما في ( الجرح والتعديل ) (4/280) .
    وحاتم بن أبي صغيرة ؛ وثقه أبو حاتم وأبوزرعة كما في ( الجرح والتعديل )
    (3/258) .

    أكتفي بهذه الأمثلة من عمل إمام ناقد متقدم هو أبو حاتم الرازي ؛ لتأكيد صحة
    ما الدكتور يعلمه وما به يثبت المعلومة لديك .

    وكنتُ أتمنى أن أنقل لك من عمل إمام عصرنا في العلل الإمام ناصر الدين الألباني
    في ترجيحه بالأحفظ عند مخالفة العدد له ، ولكن عندما انتقلت إلى بيتي الجديد
    ( بيت بالإيجار ) عام 2009م لم أجد فهرست الإعلال والترجيح من عمل الإمام
    ناصر الدين الألباني والذي اعتنيتُ فيه بتاريخ الانتهاء من التأليف والكتابة أو
    تاريخ كتابة المقدمة للكتاب ، وذلك بقصد محاجة مَن يدعو إلى طريقة المتقدمين
    تاريخياً ، وذلك بأن يذكر أحدُهم قاعدة أو عملاً ينسبه إلى منهج المتقدمين ؛
    فأُثْبِتُ له من هذا الفهرست تاريخياً أن الإمام ناصر الدين الألباني قالها أو عَمِل
    بها في تاريخ كذا وكذا وأنت كم كان سنك في هذا العام وماذا كنتَ تعمل ؟ - كما
    أثْبتُّ ذلك لأبي رحيِّم في عقيدة الإمام في العمل في (ما هكذا الحقيقة
    يا أبا رحيِّم ) ؛ فنفع الله عزوجل به مَنْ شاء من عباده - ، وانتهيتُ في هذا
    الفهرست إلى تاريخ (1/ذو القعدة /1398هـ ) ، فالحمد لله على كل حال ،
    وإن شاء الله أبدأ بفهرست جديد ؛ فأسأل الله عزوجل الإعانة والتمام ،
    والوقوف على كتب الإمام الأخرى التي لم أقف عليها .



    كتبه أبو عُبُود


    فجر الثلاثاء 9/شوال/1435هـ - 5/ أغسطس /2014م ))


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •