الاحتياج المعنوي في اللغتين:العربية والإنجليزية
الضمير المستتر في جملة الأمر
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قول العرب:اذهب إلى البيت ،فيقدرون فاعلا مستترا للفعل "اذهب" لأنه لا يوجد فعل بلا فاعل ، والفعل بحاجة إلى فاعل يصدر عنه وإلى محل يقع فيه ،ولأن الفعل يدل على ويحتاج إلى فاعل ومفعول وظرفين للزمان والمكان يحصل فيهما ومفعول لأجله ومصاحب للفعل ..إلخ ، فكان لا بد من تقدير فاعل مستتر للفعل وذلك بحسب الاحتياج المعنوي بمجرد ذكر الفعل. (وقد كان هذا الموضع على التعيين إحدى المسائل التي أثارها التحويليون ،والتمسوا لها التفسير من خلال قاعدة تحويلية ، خاصة أن جملة مثل"عد إلى البيت – Go homeوتعال هنا Come hereإلخ تبدو كأن ليس لها فاعل ،ولكننا نعلم - فيما قرروا- أن أنت مفهوم على أنه الفاعل ؛ إذ لا يعقل أن يكون ذلك أمرا لعليّ أن يعود إلى البيت ،أو للأم أن تعود إلى البيت أو لهم أن يعودوا إلى البيت إلخ )(1) ويمكن أن نفهم من خلال ذلك أن تقدير الفعل أمر يتطلبه المعنى والمعنى بحاجة إليه ، وهذا التقدير يتوافق معنويا مع فعل الأمر الذي يحتاج إلى الفاعل ليكتمل المعنى . ==========================
(1) د. نهاد الموسى- نظرية النحو العربي في ضوء مناهج النظر اللغوي الحديث- ص 105