الاحتياج المعنوي في اللغتين :العربية والإنجليزية
أتيتك غدا
I went tomorrow
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قولنا :أتيتك غدا ، وسآتيك أمس ، وهو من الكلام المحال ،لأنك تنقض أول كلامك بآخره ،كما يقول سيبويه ، أو لأن غدا لا تنبني على أتيتك ، فأتيتك تدل على فعل حصل في الزمن الماضي أما غدا فهي ظرف للمستقبل ، ولهذا فلا يوجد احتياج معنوي بينهما . وقد ناقش ( burling) موضوع العلاقة بين النحو والمعنى في كتابه ( man,s many voices) فوقف عند جملة : He went tomorrow إذ رأى فيها مثالا على خطأ ما ،وتساءل عن أصل الخطأ فيها:أنجم عن خرقها لقاعدة نحوية أم لقاعدة دلالية ؟ وتراءى له أنه يمكن القول إنها خرقت القاعدتين معا ،وقدَّر أننا نستطيع أن نقيم قاعدتين:نحوية ودلالية تفسر كل منهما وجه الخطأ في تلك الجملة ،فنحن نستطيع القول على سبيل المثال :إن غدا تشير إلى أحداث تقع في حيز المستقبل على حين تشير صيغة الفعل الماضي كما هو الحال في "ذهب" إلى الزمن الماضي ،وليس المستقبل والماضي في اختبارنا التجريبي خارج نطاق اللغة بمتواقعين ،غير أننا نستطيع القول أيضا :إن في الإنجليزية طائفة من الظروف بينها"غدا" لا تواقع الأفعال الماضية على أسس توزيعية ،ووجد بيرلنج في كل من هذين الملحظين وجها من التفسير (1) وهذان الملحظان :الدلالي والتوزيعي اللذان لحظهما بيرلنج يعودان إلى الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب، وكلامه مشابه لكلام العرب عن :أتيتك غدا وسآتيك أمس.
============================== =====
burling - Man,s Many Voices - p56-57 (1)
نقلا عن د . نهاد الموسى- نظرية النحو العربي في ضوء مناهج النظر اللغوي الحديث –ص 102