تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 29

الموضوع: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

  1. #1

    Question { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *
    الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
    أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ
    فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }

    سورة النساء
    { 138 ، 139 }


    البشارة تستعمل في الخير،
    وتستعمل في الشر بقيد كما في هذه الآية.


    يقول تعالى: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ }
    أي: الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر،

    بأقبح بشارة وأسوئها،
    وهو العذاب الأليم،



    وذلك بسبب محبتهم الكفار وموالاتهم ونصرتهم،
    وتركهم لموالاة المؤمنين،

    فأي شيء حملهم على ذلك؟
    أيبتغون عندهم العزة؟

    وهذا هو الواقع من أحوال المنافقين،
    ساء ظنهم بالله
    وضعف يقينهم بنصر الله لعباده المؤمنين،

    ولحظوا بعض الأسباب التي عند الكافرين،
    وقصر نظرهم عمّا وراء ذلك،
    فاتخذوا الكافرين أولياء يتعززون بهم ويستنصرون.

    والحال أن العزة لله جميعا،
    فإن نواصي العباد بيده،
    ومشيئته نافذة فيهم.
    وقد تكفل بنصر دينه وعباده المؤمنين،

    ولو تخلل ذلك بعض الامتحان لعباده المؤمنين،
    وإدالة العدو عليهم إدالة غير مستمرة،
    فإن العاقبة والاستقرار للمؤمنين،

    وفي هذه الآية الترهيب العظيم من موالاة الكافرين؛
    وترك موالاة المؤمنين،
    وأن ذلك من صفات المنافقين،
    وأن الإيمان يقتضي محبة المؤمنين وموالاتهم،
    وبغض الكافرين وعداوتهم.


    تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى
    الحمد لله رب العالمين

  2. #2

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم



    { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ
    وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى
    يُرَاءُونَ النَّاسَ
    وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا *
    مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ
    لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ
    وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ
    فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }

    سورة النساء
    { 142 ، 143 }



    يخبر تعالى عن المنافقين بما كانوا عليه،
    من قبيح الصفات وشنائع السمات،
    وأن طريقتهم مخادعة الله تعالى،
    أي: بما أظهروه من الإيمان وأبطنوه من الكفران،


    ظنوا أنه يروج على الله ولا يعلمه
    ولا يبديه لعباده،
    والحال أن الله خادعهم،


    فمجرد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها، خداع لأنفسهم.


    وأي خداع أعظم ممن يسعى سعيًا
    يعود عليه بالهوان والذل والحرمان ؟


    ويدل بمجرده على نقص عقل صاحبه،
    حيث جمع بين المعصية، ورآها حسنة،
    وظنها من العقل والمكر،

    فلله ما يصنع الجهل والخذلان بصاحبه



    ومن خداعه لهم يوم القيامة ما ذكره الله في قوله:
    { يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَا تُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا
    نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ
    قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُـوا نُورًا
    فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُـورٍ لَهُ بَابٌ
    بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَـةُ وَظَاهـِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
    يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ }
    إلى آخر الآيات.


    " وَ " من صفاتهم أنهم { إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ }
    -إن قاموا- التي هي أكبر الطاعات العملية


    { قَامُوا كُسَالَى } متثاقلين لها متبرمين من فعلها،
    والكسل لا يكون إلا من فقد الرغبة من قلوبهم،
    فلولا أن قلوبهم فارغة من الرغبة إلى الله وإلى ما عنده،
    عادمة للإيمان، لم يصدر منهم الكسل،



    { يُرَاءُونَ النَّاسَ } أي: هذا الذي انطوت عليه سرائرهم
    وهذا مصدر أعمالهم، مراءاة الناس،
    يقصدون رؤية الناس وتعظيمهم واحترامهم
    ولا يخلصون لله،


    فلهذا { لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } لامتلاء قلوبهم من الرياء،

    فإن ذكر الله تعالى وملازمته
    لا يكون إلا من مؤمن ممتلئ قلبه بمحبة الله وعظمته.



    { مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ }
    أي: مترددين بين فريق المؤمنين وفريق الكافرين.
    فلا من المؤمنين ظاهرا وباطنا،
    ولا من الكافرين ظاهرا وباطنا.
    أعطوا باطنهم للكافرين وظاهرهم للمؤمنين،
    وهذا أعظم ضلال يقدر.



    ولهذا قـال: { وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }
    أي: لن تجد طريقا لهدايته ولا وسيلة لترك غوايته،
    لأنه انغلق عنه باب الرحمة،
    وصار بدله كل نقمة.



    فهذه الأوصاف المذمومة تدل بتنبيهها
    على أن المؤمنين متصفون بضدها،

    من الصدق ظاهرا وباطنا، والإخلاص،
    وأنهم لا يجهل ما عندهم،
    ونشاطهم في صلاتهم وعباداتهم،
    وكثرة ذكرهم لله تعالى.
    وأنهم قد هداهم الله ووفقهم للصراط المستقيم.



    فليعرض العاقل نفسه على هذين الأمرين
    وليختر أيهما أولى به،

    والله المستعان.


    تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى
    الحمد لله رب العالمين

  3. #3

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
    وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا *

    إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ
    وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ
    فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
    وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا *

    مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ
    وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا }
    سورة النساء
    { 145 - 147 }

    يخبر تعالى عن مآل المنافقين أنهم في أسفل الدركات من العذاب،
    وأشر الحالات من العقاب.
    فهم تحت سائر الكفار لأنهم شاركوهم بالكفر بالله ومعاداة رسله،

    وزادوا عليهم المكر والخديعة
    والتمكن من كثير من أنواع العداوة للمؤمنين،
    على وجه لا يُشعَر به ولا يُحَس.

    ورتبوا على ذلك جريان أحكام الإسلام عليهم،
    واستحقاق ما لا يستحقونه،
    فبذلك ونحوه استحقوا أشد العذاب،


    وليس لهم منقذ من عذابه ولا ناصر يدفع عنهم بعض عقابه،
    وهذا عام لكل منافق
    إلا مَنْ مَنَّ الله عليهم بالتوبة من السيئات.

    { وَأَصْلَحُوا } له الظواهر والبواطن

    { وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ }
    والتجأوا إليه في جلب منافعهم ودفع المضار عنهم.

    { وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ } الذي هو الإسلام والإيمان والإحسان
    { لِلَّهِ }
    فقصدوا وجه الله بأعمالهم الظاهرة والباطنة
    وسلِمُوا من الرياء والنفاق،

    فمن اتصف بهذه الصفات { فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ }
    أي: في الدنيا، والبرزخ، ويوم القيامة

    { وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }
    لا يعلم كنهه إلا الله،
    مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

    وتأمل كيف خص الاعتصام والإخلاص بالذكر،
    مع دخولهما في قوله: { وَأَصْلَحُوا }
    لأن الاعتصام والإخلاص من جملة الإصلاح،
    لشدة الحاجة إليهما خصوصا في هذا المقام الحرج
    الذي يمكن من القلوب النفاق،

    فلا يزيله إلا شدة الاعتصام بالله،
    ودوام اللجأ والافتقار إليه في دفعه،
    وكون الإخلاص منافيا كل المنافاة للنفاق،
    فذكرهما لفضلهما وتوقفِ الأعمال الظاهرة والباطنة عليهما،
    ولشدة الحاجة في هذا المقام إليهما.


    وتأمل كيف لما ذكر أن هؤلاء مع المؤمنين لم يقل:
    وسوف يؤتيهم أجرا عظيما،
    مع أن السياق فيهم. بل قال:
    { وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }

    لأن هذه القاعدة الشريفة -لم يزل الله يبدئ فيها ويعيد،
    إذا كان السياق في بعض الجزئيات،
    وأراد أن يرتب عليه ثوابًا أو عقابا
    وكان ذلك مشتركًا بينه وبين الجنس الداخل فيه،
    رتب الثواب في مقابلة الحكم العام
    الذي تندرج تحته تلك القضية وغيرها،
    ولئلا يتوهم اختصاص الحكم بالأمر الجزئي،
    فهذا من أسرار القرآن البديعة،
    فالتائب من المنافقين مع المؤمنين وله ثوابهم.


    ثم أخبر تعالى عن كمال غناه وسعة حلمه ورحمته وإحسانه فقال:
    { مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ }

    والحال أن الله شاكر عليم.

    يعطي المتحملين لأجله الأثقال، الدائبين في الأعمال،
    جزيل الثواب وواسع الإحسان.
    ومن ترك شيئًا لله أعطاه الله خيرًا منه.

    ومع هذا يعلم ظاهركم وباطنكم،
    وأعمالكم وما تصدر عنه من إخلاص وصدق، وضد ذلك.

    وهو يريد منكم التوبة والإنابة والرجوع إليه،
    فإذا أنبتم إليه، فأي شيء يفعل بعذابكم؟
    فإنه لا يتشفى بعذابكم، ولا ينتفع بعقابكم،
    بل العاصي لا يضر إلا نفسه،
    كما أن عمل المطيع لنفسه.


    والشكر هو خضوع القلب واعترافه بنعمة الله،
    وثناء اللسان على المشكور،
    وعمل الجوارح بطاعته
    وأن لا يستعين بنعمه على معاصيه.




    تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى
    الحمد لله رب العالمين

  4. #4

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


    ((آية المنافق ثلاث:

    إذا حدَّث كذب،

    وإذا وعد أخلف،

    وإذا أُؤتمن خان))؛

    متفق عليه.

    الحمد لله رب العالمين

  5. #5

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    ظلمات النِّفَاق

    في ضوء الكتاب والسنة


    تأليف الفقير إلى الله تعالى


    د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني




    المطلب الأول: مفهوم النفاق.


    المطلب الثاني: أنواع النفاق.


    المطلب الثالث: صفات المنافقين.


    المطلب الرابع: أضرار النفاق وآثاره.


    `````````````````````````````
    ظلمات النفاق

    المطلب الأول: مفهوم النفاق


    أولاً: مفهوم النفاق لغةً :




    النفاق:لغةً:النفق سرب في الأرض،
    مشتق إلى موضع آخر،

    وفي التهذيب: له مخلص إلى مكان آخر،
    والنفقة والنافقاء، جحر الضبّ واليربوع،

    وقيل: النفقة والنافقاء موضع يُرققه اليربوع من جحره،
    فإذا أُتيَ من قبل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فخرج،

    ونفِق اليربوع ونَفق ((بالفتح )) وانتفق،
    ونفق: خرج منه.

    ونفق اليربوع تنفيقاً، ونافق،
    أي دخل في نافقائه،

    ومنه اشتقاق المنافق في الدين،

    والنِّفاق بالكسر، فعلُ النافق،

    والنفاق الدخول في الإسلام من وجه
    والخروج عنه من وجه آخر([1]).




    وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    ( لتتبعُنَّ سنن الذين من قبلكم،
    شبراً بشبر، وذراعاً بذراع،
    حتى لو دخلوا في جحر ضبٍّ لاتَّبعتموهم

    قلنا: يا رسول الله،
    اليهود والنصارى ؟
    قال: ( فمَنْ ؟ ) ([2]).



    `````````````````````````````
    ([1]) النفاق وآثاره ومفاهيمه، تأليف الشيخ عبد الرحمن الدوسري، ص105-106 .
    ([2]) مسلم، كتاب العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى، 4/2054، برقم 2669 .

    الحمد لله رب العالمين

  6. #6

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    والنفاق: شرعاً:

    كما قال ابن كثير رحمه الله:

    ( النفاق: هو إظهار الخير، وإسرار الشرّ،


    وهو أنواع: اعتقاديٌّ، وهو الذي يخلّد صاحبه في النار،
    وعمليٌّ وهو أكبر من الذنوب،

    قال ابن جريج: المنافق يخالف قوله فعله،
    وسرّه علانيته،
    ومدخله مخرجه،
    ومشهده مغيبه )([1]).


    والنفاق نوعان:
    أكبر يُخرج من الملّة،
    وأصغر لا يُخرج من الملّة ([2]).

    `````````````````````````````
    ([1]) تفسير ابن كثير، 1/48 عند تفسير قوله تعالى:
    { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ }
    [البقرة: 8]،
    وانظر: تفسير ابن جرير الطبري، 1/268-272 .

    ([2]) انظر: قضية التكفير، للمؤلف، ص68، 132-134 .
    الحمد لله رب العالمين

  7. #7

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    ثانياً: مفهوم الزنديق:



    الزنديق: الزنديق بالكسر من الثنوية،
    أو القائل بالنور والظلمة،
    أو من لا يؤمن بالآخرة، وبالرّبوبية،
    أو من يُبطن الكفر ويُظهر الإيمان([1]).



    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

    ( الزنديق في عُرْف الفقهاء،
    هو المنافق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،
    وهو أن يُظهر الإسلام، ويُبطن غيره،

    سواء أبطن ديناً من الأديان،
    كدين اليهود والنصارى أو غيرهم،
    أو كان معطِّلاً جاحداً للصانع،
    والمعاد، والأعمال الصالحة.



    ومن الناس من يقول:
    الزنديق هو الجاحد المعطِّل،
    وهذا يُسمَّى في اصطلاح كثير من أهل الكلام والعامة،
    ونقلة مقالات الناس،

    ولكن الزنديق الذي تكلم الفقهاء في حكمه هو الأوّل؛
    لأن مقصودهم هو التمييز بين الكافر،وغير الكافر،
    والمرتدّ وغير المرتدّ،
    ومن أظهر ذلك أو أسرَّه.



    وهذا الحكم يشترك فيه جميع أنواع الكفّار، والمرتدّين،
    وإن تفاوتت درجاتهم في الكفر والردة؛
    فإن الله أخبر بزيادة الكفر،
    كما أخبر بزيادة الإيمان

    بقوله تعالى:
    { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ } ([2]),

    وتارك الصلاة وغيرها من الأركان، أو مرتكبي الكبائر،

    كما أخبر بزيادة عذاب بعض الكفّار على بعض في الآخرة

    بقوله تعالى: { الَّذِينَ كَفَرُواْ
    وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله
    زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ }([3]).



    فهذا أصل ينبغي معرفته؛ فإنه مهمٌّ في هذا الباب؛

    فإن كثيراً ممن تكلّم في ((مسائل الإيمان والكفر))
    لتكفير أهل الأهواء لم يلحظوا هذا الباب،
    ولم يُميِّزوا بين الحكم الظاهر والباطن،
    مع أن الفرق بين هذا وهذا ثابت بالنصوص المتواترة،
    والإجماع المعلوم، بل هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام،

    ومن تدبَّر هذا علم أن كثيراً من أهل الأهواء والبدع قد يكون:
    مؤمناً مخطئاً، جاهلاً ضالاً عن بعض ما جاء به
    الرسول صلى الله عليه وسلم .



    وقد يكون منافقاً زنديقاً يظهر خلاف ما يبطن )([4]).


    `````````````````````````````
    ([1]) القاموس المحيط، فصل الزاي، باب القاف، ص1151 .
    ([2]) سورة التوبة، الآية: 37.
    ([3]) سورة النحل، الآية: 88.
    ([4]) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 7/471.
    الحمد لله رب العالمين

  8. #8

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    المطلب الثاني: أنواع النفاق

    النفاق: نفاقان: نفاق دون نفاق، أو نفاق مُخْرِجٌ من الملّة،
    ونفاق لا يُخرج من الملّة ([1]).



    أولاً: النفاق الأكبر:



    وهو أن يُظهر الإنسان الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه،
    ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره،
    ويُبطن ما يُناقض ذلك كلّه أو بعضه،

    وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    ونزل القرآن بذمِّ أهله وتكفيرهم،
    وأخبر أنهم في الدرك الأسفل من النار([2]).




    وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
    بعض صور النفاق الأكبر فقال:

    ( فمن النفاق ما هو أكبر يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار،
    كنفاق عبد الله بن أُبيٍّ وغيره،
    بأن يُظهر: تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ،
    أو جحود بعض ما جاء به، أو بُغضه،
    أو عدم اعتقاد وجوب طاعته،
    أو المسرّة بانخفاض دينه،
    أو المساءَة بظهور دينه،

    ونحو ذلك مما لا يكون صاحبه إلا عدواً لله ورسوله،
    وهذا القدر كان موجوداً في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    ومازال بعده،
    بل هو بعده أكثر منه على عهده صلى الله عليه وسلم ...) ([3]).




    وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

    ((... فأما النفاق الاعتقاديّ فهو ستة أنواع:
    تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ،
    أو تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ،
    أو بغض الرسول صلى الله عليه وسلم ،
    أو بغض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ،
    أو المسرّة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم ،
    أو الكراهية بانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم ،
    فهذه الأنواع الستة
    صاحبها من أهل الدّرك الأسفل من النار ) ([4]).




    فيتحصل مما ذكره هذان الإمامان
    أنواعٌ أو صفاتٌ للنفاق الأكبر،
    وهي على النحو الآتي:



    1- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.


    2- تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.


    3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.


    4- بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.


    5- المسرَّة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.


    6- الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.


    7- عدم اعتقاد وجوب تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به.


    8- عدم اعتقاد وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر به.



    وغير ذلك مما دلّ القرآن الكريم أو السنة المطهَّرة
    على أنه من النفاق الأكبر المخرج من ملّة الإسلام ([5]).


    `````````````````````````````
    ([1]) انظر: مدارج السالكين، لابن القيم، 1/347-359.
    ([2]) جامع العلوم والحكم للإمام ابن رجب رحمه الله تعالى، 2/480،
    وانظر: صفات المنافقين لابن القيم، ص4.

    ([3]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، 28/434 .
    ([4]) مجموعة التوحيد لشيخي الإسلام أحمد بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، ص7 .
    ([5]) انظر: نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف،
    للدكتور محمد بن عبد الله الوهيبي ،2/160.


    الحمد لله رب العالمين

  9. #9

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    ثانياً: النفاق الأصغر:


    وهو النفاق العملي: وهو أن يظــهر الإنســان علانيةً صالحةً،
    ويُبطن ما يُخالف ذلك

    وأصول هذا النفاق ترجع إلى حديث عبد الله بن عمر، وعائشة
    رضي الله عنهم ،


    وهي خمسة أنواع:



    1- أن يحدّث بحديث لمن يصُدّقه به، وهو كاذبٌ له.



    2- إذا وعد أخلف،

    وهو على نوعين:


    النوع الأول: أن يعِدَ ومن نيّته أن لا يفي بوعده، وهذا أَشرُّ الخلف،

    ولو قال: أفعل كذا إن شاء الله تعالى،
    ومن نيّته أن لا يفعل كان كذباً وخُلْفاً. قاله: الأوزاعي.



    النوع الثاني: أن يعِدَ ومن نيته أن يفي،
    ثم يبدو له، فيخلف من غير عذر له في الخلف.



    3- إذا خاصم فجر،
    ويعني بالفجور أن يخرج عن الحق عمداً
    حتى يصير الحق باطلاً، والباطل حقاً،
    وهذا مما يدعو إلى الكذب.



    4- إذا عاهد غدر ولم يفِ بالعهد،
    والغدر حرام في كل عهدٍ بين المسلمين وغيرهم،
    ولو كان المعاهَد كافراً.



    5- الخيانة في الأمانة،
    فإذا اؤتمن المسلم أمانة،فالواجب عليه أن يؤدّيها.




    وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كُلّه
    يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية،
    واختلاف القلب واللسان،
    واختلاف الدخول والخروج؛


    ولهذا قالت طائفة من السلف:
    خشوع النفاق: أن ترى الجسد خاشعاً، والقلب ليس بخاشع ([1]).



    وهذا النفاق لا يُخرج من الملّة،
    فهو ((نفاق دون نفاق))؛


    لحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ( أربعٌ من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً،
    ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:
    إذا حدَّث كذب،
    وإذا عاهد غدر،
    وإذا وعد أخلف،
    وإذا خاصم فجر) ([2])؛


    ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    ( آية المنافق ثلاث:
    إذا حدَّث كذب،
    وإذا وعد أخلف،
    وإذا ائتُمن خان ) ([3]).


    `````````````````````````````
    ([1]) انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب، 2/480-495،
    فقد أعطى الموضوع حقه، وذكر فوائد جمة فلتراجع.
    وانظر: مجموعة التوحيد، ص7.

    ([2]) متفق عليه: البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق، 1/17، برقم 34،
    ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق، 1/78، برقم 58.

    ([3]) متفق عليه: البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق، 1/16، برقم 33،
    ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق، 1/78، برقم 59.
    الحمد لله رب العالمين

  10. #10

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    ثالثاً: الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر:


    1- النفاق الأكبر يُخرج من الملّة،
    والأصغر لا يُخرج من الملّة ([1]).



    2- النفاق الأكبر يُحبط جميع الأعمال.



    3- النفاق الأكبر اختلاف السرّ والعلانية في الاعتقاد،
    والأصغر اختلاف السرّ والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد ([2]).



    4- النفاق الأكبر يُخلّد صاحبه في النار إذا مات عليه،
    والأصغر لا يُخلده.



    5- النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن،
    أما النفاق الأصغر فقد يصدر من المؤمن.



    6- النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ([3]) ،
    وإذا تاب فقد اختلف في توبته في الظاهر عند الحاكم؛
    لكون ذلك لا يُعلَم،
    إذْ هم دائماً يُظهرون الإسلام ([4]).


    `````````````````````````````
    ([1]) انظر؛ كتاب التوحيد، للدكتور، صالح الفوزان، ص18.
    ([2]) انظر: كتاب التوحيد، للفوزان، ص18.
    ([3]) انظر: كتاب التوحيد، للفوزان، ص18.
    ([4]) انظر: فتاوى ابن تيمية، 28/ 334.
    الحمد لله رب العالمين

  11. #11

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    المطلب الثالث: صفات المنافقين


    المنافقون لهم صفات كثيرة، بيّنها الله عز وجل في كتابه الكريم،
    وبيّنها النبي صلى الله عليه وسلم،

    ولاشك أن ذكر الله عز وجل لصفات المنافقين
    فيه فوائد عظيمة، منها:



    1- نعمة الله عز وجل على المؤمنين
    بإخبارهم عن أحوال المنافقين وصفاتهم حتى يبتعدوا عنها.



    2- تهديد المؤمنين من سلوك مسالك المنافقين
    والتحذير من الاتصاف بصفاتهم.



    3- حض المؤمنين على الصدق مع الله،
    وتصفية سرائرهم، وإسلام وجوههم لله.



    وصفات المنافقين كثيرة، منها على سبيل المثال ما يأتي:



    أولاً: قال الله عز وجل :
    { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ
    وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ *
    يُخَادِعُونَ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا
    وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ }

    إلى قوله تعالى: { إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ([1])،

    فظهر في هذه الآيات أن من صفات المنافقين
    هذه الخصال القبيحة الآتية:



    1- يقولون آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.



    2- يُخَادِعُونَ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا.



    3- فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ.



    4- وَإِذَا قِيلَ لَـهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ.



    5- وَإِذَا قِيلَ لَـهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ.



    6- وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا
    وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى كبرائهم ورؤسائهم قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ
    إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ.



    7- يشترون الضَّلاَلَةَ بِالْـهُدَى
    فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ.


    `````````````````````````````
    ([1]) سورة البقرة، الآيات: 8-20 .
    الحمد لله رب العالمين

  12. #12

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    ثانياً: قال الله عز وجل:

    { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا
    وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْـخِصَامِ *
    وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا
    وَيُهْلِكَ الْـحَرْثَ وَالنَّسْلَ
    وَالله لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ *
    وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله
    أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ
    فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْـمِهَادُ } ([1]) ،

    فظهر من صفات المنافقين في هذه الآيات ما يأتي:


    1- حُسن القول المُعجب الذي يكون له وقع في القلوب.



    2- توسيط الله بجعله شاهداً على هذا القول، وموثقاً له،
    وهذا من أعظم الجناية على الله عز وجل.



    3- المهارة في الجدل، وقوة الإقناع؛
    لقمع كل معارضة تقف أمامه.



    4- إذا اختفى عن الناس وذهب عنهم وانصرف،
    اجتهد في عمل المعاصي التي هي فساد في الأرض.



    5- إذا أُمر بتقوى الله تكبّر، وأخذته العزّة بالإثم،
    فجمع بين العمل بالجرائم والتكبر.


    `````````````````````````````
    ([1]) سورة البقرة، الآيات: 204-206 .


    الحمد لله رب العالمين

  13. #13

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    ثالثاً: قال الله عز وجل:

    { بَشِّرِ الْـمُنَافِقِين َ بِأَنَّ لَـهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *
    الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْـمُؤْمِنِينَ
    أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ
    فَإِنَّ العِزَّةَ لله جَمِيعًا } ([1]) ,

    فمن صفات المنافقين في هاتين الآيتين ما يأتي:


    1- أنهم يوالون الكفار، ويحبّونهم وينصرونهم.



    2- يعتزّون بالكفّار، ويستنصرون بهم.



    `````````````````````````````
    ([1]) سورة النساء، الآيتان: 138-139 .
    الحمد لله رب العالمين

  14. #14

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    رابعاً:

    قال الله تعالى:
    { إِنَّ الْـمُنَافِقِين َ يُخَادِعُونَ الله
    وَهُوَ خَادِعُهُمْ

    وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى
    يُرَآؤُونَ النَّاسَ
    وَلاَ يَذْكُرُونَ الله إِلاَّ قَلِيلاً *

    مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ
    لاَ إِلَى هَـؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَـؤُلاءِ
    وَمَن يُضْلِلِ الله
    فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } ([1]) ,

    فظهر في هاتين الآيتين أن من صفات المنافقين ما يأتي:



    1- يخادعون الله، وهو خادعهم.



    2- إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى.



    3- يراؤن الناس بأعمالهم.



    4- لا يذكرون الله إلا قليلاً.



    5- متردِّدون بين فريقٍ من المؤمنين
    وفريقٍ من الكافرين.



    `````````````````````````````
    ([1]) سورة النساء، الآيتان: 142-143 .
    الحمد لله رب العالمين

  15. #15

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    خامساً:

    قال الله تعالى في شأن المنافقين:
    { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا
    لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ
    إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ *

    وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ
    إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِالله وَبِرَسُولِهِ
    وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى
    وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } ([1]) ,

    فظهر في هاتين الآيتين صفات قبيحة من صفات المنافقين،
    هي على النحو الآتي:


    1- وصفهم الله بالفسق
    فقال: { إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ }.



    2- كفروا بالله وبرسوله.



    3- لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى.



    4- لا ينفقون إلا وهم كارهون.



    وفي هذه الصفات غاية الذمّ للمنافقين
    ولمن فعل فعلهم،

    فينبغي لكل أحد أن يبتعد عن الفسق،
    ويُؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،

    ويأتي الصلاة وهو نشيط البدن والقلب،

    ويُنفق وهو مُنشرح الصدر، ثابت القلب،
    يرجو ذخرها وثوابها من الله وحده،
    ولا يتشبّه بالمنافقين.



    `````````````````````````````
    ([1]) سورة التوبة، الآيتان: 53-54 .
    الحمد لله رب العالمين

  16. #16

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    سادساً:

    قال الله عز وجل:

    { يَحْذَرُ الْـمُنَافِقُون َ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ
    تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم
    قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ الله مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُون *

    وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
    قُلْ أَبِالله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ *

    لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
    إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ
    نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }([1]) ,


    فالمنافقون يستهزئون بالله ورسوله، والمؤمنين،

    وقد فضحهم الله عز وجل
    وبيّن صفاتهم للمؤمنين.


    `````````````````````````````
    ([1]) سورة التوبة، الآيات: 64-66 .
    الحمد لله رب العالمين

  17. #17

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    سابعاً:

    قال الله عز وجل:

    { الْـمُنَافِقُون َ وَالْـمُنَافِقَ اتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ
    يَأْمُرُونَ بِالْـمُنكَرِ
    وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمَعْرُوفِ
    وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ
    نَسُواْ الله فَنَسِيَهُمْ
    إِنَّ الْـمُنَافِقِين َ هُمُ الْفَاسِقُونَ *

    وَعَدَ الله الْـمُنَافِقِين َ وَالْـمُنَافِقَ اتِ وَالْكُفَّارَ
    نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا
    هِيَ حَسْبُهُمْ
    وَلَعَنَهُمُ الله
    وَلَـهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } ([1]) ,


    فظهر في هاتين الآيتين بعض صفات المنافقين الآتية:


    1- المنافقون بعضهم من بعض: يتولّى بعضهم بعضاً.



    2- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.



    3- يقبضون أيديهم عن الصدقة وطرق الإحسان،
    فهم من أبخل الناس.



    4- نسوا الله فلا يذكرونه إلا قليلاً،
    فنسيهم من رحمته،
    فلا يوفّقهم لخير.



    5- إن المنافقين هم الفاسقون.

    `````````````````````````````
    ([1]) سورة التوبة، الآيتان: 67-68 .


    الحمد لله رب العالمين

  18. #18

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    ثامناً:

    قال الله عز وجل:

    { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْـمُطَّوِّعِي نَ مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ
    وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ
    فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ الله مِنْهُمْ
    وَلَـهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *

    اسْتَغْفِرْ لَـهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَـهُمْ
    إِن تَسْتَغْفِرْ لَـهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً
    فَلَن يَغْفِرَ الله لَـهُمْ
    ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِالله وَرَسُولِهِ
    وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }([1])،

    فالمنافقون ظهر لهم صفات في هاتين الآيتين،
    منها ما يأتي:


    1- يلمزون المطوّعين في الصدقات:
    يلمزون المكثر في الصدقة فيقولون:
    قصد بنفقته الرياء، والسّمعة،
    ويلمزون المقلّ الفقير فيقولون:
    إن الله غنيٌّ عن صدقة هذا.



    2- السخرية بالمؤمنين.



    3- كفروا بالله ورسوله.


    `````````````````````````````
    ([1]) سورة التوبة، الآيتان: 79-80 .
    الحمد لله رب العالمين

  19. #19

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    تاسعاً:

    قال الله عز وجل :

    { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
    هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ
    ثُمَّ انصَرَفُواْ
    صَرَفَ الله قُلُوبَهُم
    بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون} ([1]),

    فالمنافقون إذا أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض
    جازمين على ترك العمل بها،

    وينتظرون الفرصة في الاختفاء عن أعين المؤمنين،
    ثم انصرفوا مُتسلّلين، وانقلبوا مُعرضين،


    فجازاهم الله بعقوبةٍ من جنس عملهم،
    فكما انصرفوا عن العمل صرف الله قلوبهم،
    وصدّها عن الحق،
    وخذلها بأنهم قوم لا يفقهون فقهاً ينفعهم؛
    فإنهم لو فقهوا،
    لكانوا إذا أُنزلت سورة آمنوا بها، وانقادوا لأمرها ([2]),


    كما قال عز وجل:

    { وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ
    حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ
    قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا
    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ
    وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ } ([3]).



    وقال سبحانه:

    { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
    وَأَضَلَّهُ الله عَلَى عِلْمٍ
    وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ
    وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً

    فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله
    أَفَلا تَذَكَّرُونَ} ([4]).


    `````````````````````````````
    ([1]) سورة التوبة، الآية: 127 .
    ([2]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص313 .
    ([3]) سورة محمد، الآية: 16 .
    ([4]) سورة الجاثية، الآية: 23 .
    الحمد لله رب العالمين

  20. #20

    افتراضي رد: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

    عاشراً:

    قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    ( تلك صلاة المنافق
    يجلس يرقب الشمس
    حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرها أربعاً،
    لا يذكر الله فيها إلا قليلاً ) ([1]) ,

    فظهر في هذا الحديث صفتان من صفات المنافقين، هما:


    1- تأخير الصلاة عن وقتها.



    2- ينقر الصلاة، ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً.




    الحادي عشر:

    قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

    ( إنَّ أثقل الصلاة على المنافقين
    صلاة العشاء وصلاة الفجر،
    ولو يعلمون ما فيهما لأتوها ولو حبواً...) ([2]).


    `````````````````````````````
    ([1]) أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
    باب استحباب التبكير بالعصر، 1/434, برقم 622 .

    ([2]) متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري، كتاب الأذان،
    باب فضل صلاة العشاء في جماعة، 1/181، برقم 658،
    ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
    باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها، 1/451، برقم 651 .
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •