تحياتي أستاذي عمر خلوف موضوع جميل أعددت موضوعا بخصوص التقفية والتصريع والإصمات أو التصميت حاولت فيه أن أظهر الفرق بين التصريع والتقفية فالبلاغيون لا يفرّقون بين البيت المصرّع والمقفى وإنّما يعتبرون كلّ بيت اشترك شطراه في القافية بيتا مصرّعا بمعنى أنّه لا وجود لشيء اسمه التقفية عند البلاغيين، بينما نجد أنّ العروضيين ميّزوا بين البيت المصرّع وبين البيت المقفى ، فالبيت المصرّع عند البلاغيين هو فقط مقفّى عند العروضيين أمّا العروضي عندهم فيجب أن يضاف فيه إلى اشتراك الشطرين في القافية تخلّي العروض عن صورتها وأخذها صورة خاصة بالضرب، مع الإشارة هنا إلى أنّ ظاهرة التصريع والتقفية ترتبطان بنظام قصيدة الشطرين فقط، حيث نجد أنّهما اختفتا في القصيدة الحرّة أو قصيدة التفعيلة بسبب كسر هذه القصيدة لنظام الشطرين أي الصدر والعجز. كنت كتبت مقالا في الموضوع سأبحث عنه إن شاء الله تحياتي أستاذي
أشير فقط إلى أنّه بخصوص قولك:"وقول الحارث بن حلزة من الخفيف:
آذَنَتْنا بِبَيْنِها أسْماءُ = رُبَّ ثاوٍ يملُّ منه الثَّواءُ
بيتٌ مصرَّع، جاء ضربه على الأصل: (فاعلاتن)، وجاءت عروضه مزاحفةً على: (فالاتن)، وهو زحافٌ جائزٌ في الضرب، لا يُغيِّر في قافية القصيدة شيئاً"
أنّ العروض هنا ليست مزاحفة بمعنى أنّ الّذي أصابها هنا ليس زحافا وإنّما علة تسمّى التشعيت ولا يمكن أن يصيب الزحاف ذاك المكان من التفعيلة لأنّه وتد والزحاف لا يصيب الوتد مطلقا سواء أكان الوتد مجموعا أم مفروقا، ومن ثمة فـ(فاعلاتن) عندما أصابتها علّة التشعيث أي إسقاط أوّل الوتد المجموع صارت إلى(فالاتن)، ولعلّ الّذي غيّب عنك الأمر هنا أستاذي هو أنّ هذه العلة في بحر الخفيف جارية مجرى الزحاف بمعنى أنّها لا تلتزم من قبل الشاعر يأتي بها في بيت ويتركها في آخر وهو حر في ذلك، وعلى هذا يكون الحكم على تفعيلة أنّها مزاحفة أو معتلة بالنظر إلى المكان الّذي دخله التغيير فإذا أصاب التغير الوتد فهو علة بدون مناقشة، أمّا إذا أصاب السبب فهنا ننظر فيما فعله بالسبب إذا أصاب الحرف الثاني فيه فهو زحاف أمّا إذا أصاب السبب بحرفيه فهو علة، بمعنى أنّ العلة علة لعلّتين، الأولى لإصابة التغيير الوتد والثانية لإصابة التغيير السبب بحرفيه، أما الزحاف فهو زحاف لإصابة التغيير الحرف الثاني في السبب فقط دون أن يمس حرفه الآخر، مع الإشارة هنا إلى أنّ الزحاف يصيب العروض والضرب والحشو أمّا العلة فتصيب الضرب والعروض ولا تصيب الحشو إلاّ في بحر المتدارك والعلة التي تصيب حشو المتدارك هي التشعيت وهي جارية فيه مجرى الزحاف. والله أعلم أتمنى ألا أكون مخطئا