دخول الفعل على الفعل بين القرآن الكريم والنحو
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى: من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ، فقد تقدم الفعل يزيغ نحو الفعل كاد بحسب الأهمية المعنوية للإشارة إلى شدة قرب وقوع الزيغ ، كما قال تعالى"وإنه كان يقول سفيهنا على الله شططا" فقد تقدم الفعل نحو الفعل من أجل إثبات فعل القول . أما ابن جني فيستقبح دخول الفعل على الفعل ،كقولهم:كان يقوم زيد ، بحجة أن الخبر فعلي ، فصيغة الخبر تمنع من ذلك (1)، ولا أدري كيف يكون قبيحا وهو موجود في القرآن الكريم ،ولو كان قبيحا لما استخدمه الله تعالى ، ويبدو أن القرآن الكريم يرفض قواعد النحاة قبل وضعها ،وهذا يدل على عدم استقراء النحاة للقرآن الكريم ويدل على أن اللغة أكبر من القواعد ،وأن اللغة تقوم على الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي .
============================== ==
(1) ابن جني- الخصائص –ج1ص309