ويقول عن الشيخ أبي بكر
أن تلميذه لما حج معه
يقول سألته أن يجمعني على القطب فقال :
إجلس ها هنا ،
فمضى فغاب عنِّي ساعة
ثم حصل عندي ثِقَل في رأسي ،
فلم أتمالك أحملها حتى لصقت لحيتي بعانتي !
فجلسا يتحدثان عندي
- أي : الشيخ والقطب -
بين زمزم والمقام ساعة ،
وكان مِن جملة ما سمعتُ مِن القطب يقول :
آنَستَنا يا عثمان ،
حلَّت علينا البركة ،
ثمَّ قال لشيخي :
توصَّى به فإنَّه يجيءُ منه ،
ثم قرأ سورة الفاتحة وسورة قريش ،
ودعيا ، وانصرفا ،
ثم رجع سيدي أبو بكر رضي الله عنه ،
فقال :
ارفع رأسَك ،
قلت :
لا أستطيع ،
فصار يمرخني
ورقبتي تلين شيئاً فشيئاً ،
حتى رجعتْ لما كانت عليه ،
فقال : يا عثمان هذا حالك وأنت ما رأيتَه ،
فكيف لو رأيتَه ،
فمن ثَمَّ كان سيدي عثمان رضي الله عنه
- كما يقول الشعراني –
لا يريد إلا الانصراف عن جليسه
حتى يقرأ سورة الفاتحة ، ولإيلاف قريش ؛
لأنَّه سمع القطب قرأها قبل أن ينصرف .