يقولون :
مَن يُظهر شيئاً مِن الطاعات ،
ومن العبادات :
هذا مشرك ،
وإذا أسرَّ في قلبه شيئاً مِن الأحوال :
فهو أيضاً مرتد .
ويقولون
إن كلَّ عملٍ وطاعةٍ وقعت عليه رؤيتُك ،
واستحسنْتَه مِن نفسك
فذلك باطل .
يقولون :
مَن يُظهر شيئاً مِن الطاعات ،
ومن العبادات :
هذا مشرك ،
وإذا أسرَّ في قلبه شيئاً مِن الأحوال :
فهو أيضاً مرتد .
ويقولون
إن كلَّ عملٍ وطاعةٍ وقعت عليه رؤيتُك ،
واستحسنْتَه مِن نفسك
فذلك باطل .
وينقل عن أحدهم ،
قال :
هم قومٌ قاموا مع الله تعالى على حفظ أوقاتهم ،
ومراعاة أسرارهم ،
فلاموا أنفسهم على جميع ما أظهروا
مِن أنواع القُرَب ، والعبادات ،
وأظهروا للخلق قبائح ما هم فيه ،
وكتموا عنهم محاسنَهم ،
فلامهم الخلْقُ على ظواهرهم ،
ولاموا هم أنفسهم على ما يعرفون مِن بواطنهم ،
فأكرمهم الله بكشف الأسرار
والاطلاع على أنواع الغيوب ،
وتصحيح الفِراسة في الخلق ،
وإظهار الكرامات عليهم !!.
قال سفر :
لاحظوا هذا الكلام ،
يعني هؤلاء القوم لما أظهروا القبائح - بزعمهم -
ازدراءً لأنفسهم ،
وحتى لا يتعلق بهم النَّاس ،
وحتى لا يظنوا فيهم أنَّهم أولياء ،
وهم يريدون أن يكونوا أولياء في الباطن فقط ،
ولا أحد يعلم بهم ،
وينـزِّهوا عن أنفسهم الرياء ،
وعن كلام الناس :
أظهروا القبائح ،
وأظهروا المعايب ،
وأظهروا الشنائع
حتى أن منهم مَن كان
يأتي الفاحشة في الدواب علانية
أمام الناس ،
وهذا منقول ،
وربما نتعرض له ،
ومنهم مَن دخل الحمَّام فسرق لباس أحد النَّاس ،
ولبسه بحيث يُرى ،
وخرج في الشارع ،
وكان الناس يعتقدون فيه الولاية ،
فلما رأوه أدركوه ، وضربوه ،
وأخذوا الملابس ،
فقيل له في ذلك ،
فقال لهم :
حتى أَسْقط مِن أعينهم ،
وأبقى في عين الحق !!
إلى آخر ما ينسجونه حولهم مِن الحكايات يصنعونها
– كما يقولون –
في تزكية النفس ،
وتطهيرها .
طبيعي أن هذا مخالف
لقول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح :
"مَن سرَّته حسنتُه ، وساءتْه خطيئتُه فهو المؤمن" ،
والمؤمن لا يحب ذلك ،
ولم يؤمر أن يُظهر السيئات والقبائح ،
لكن القضية أكبر مِن قضية مخالفة هذا الحديث ،
القضية :
أنَّها مخالفة للإسلام ،
وهدم له ،
وإيضاح ذلك بشيء مِن التفصيل :
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
إن الزنادقة الذين أنشئوا هذا الدين ،
وركَّبوه ،
ونقلوه إلى المسلمين ،
ولبَّسوا به عليهم،
هؤلاء واجهتهم الأمَّة بالإنكار ،
واجهتهم بالرد ،
والتكذيب حتى العوام مِن المسلمين ،
ودمغوهم بالكفر ، والزندقة ،
وقلَّ أن تجد عالماً
مِن كبار الصوفيَّة
إلا واتُّهم بالزندقة ؛
إمَّا أن يكون قُتل بتهمة الزندقة ،
أو اتُّهم بها ،
أو سجن كما سجن ذو النون ،
وكما اتُّهم الجنيد ،
وقتل الحلاج ،
وكثيرون مِن هذا النوع ،
واستدل العلماء ، والمسلمون
بظاهر حالهم هذا المخالف للشرع
على خبث الباطن ،
وعلى خبث الطوية ؛
لأنَّه ليس بوسع المسلم
أن يرى رجلاً
يمشى مكشوف العورة ،
أو رجلاً
يرتكب الفاحشة
في البهائم علانية ،
ويترك الجُمَع ،
ويترك الجماعات ،
ويُقره على ذلك ؛
فضلاً عن أن يعتقد
أن هذا مِن رجال الغيب ،
أو مِن أولياء الله ،
لا يمكن هذا أبداً .
الزنادقة أرادوا أن يخترعوا تقاة ،
أو تقية ، خديعة شيطانية ،
أرادوا أن يوقعوا بها النَّاس،
وأرادوا أن يُلبِّسوا بها على المسلمين ،
فقالوا لهم :
هؤلاء القوم أولياء ،
وصلت بهم مجاهدة النفس
إلى حد استعذاب الأذى في ذات الله تعالى ،
وإلى استجلاب تهمة الناس لهم ،
هم يدْعون النَّاس إلى أن يتهموهم ،
وأن يلوموهم ،
وأن يتكلموا فيهم ،
وأن يكرهوهم ،
وأن يحتقروهم ،
هم يريدوا بذلك أن يُنقُّوا أنفسهم ،
ومحبتهم لله ،
وأن يتجردوا عن الرياء ،
وعن الشهرة ،
وأن يسقطوا مِن عين الخلق ،
ويبقوا في عين الحق كما يقولون ،
فهم متعمِّدون في هذا ،
ويحبون أن يقول النَّاس أنَّهم زنادقة !
مخالفون !
ويستمرون على إظهار هذه الأحوال
على حد قول الشاعر كما هم يقولون :
أجـد المـلامة في هـواك لذيـذة
حبّاً لذكــرك فليلمني اللُّـوَّم
لكن في الحقيقة أن المسخور منهم ،
المستهزأ بهم :
هم هؤلاء أصحاب الظاهر المغفلون
الذين ينتقدون مثل هؤلاء الأولياء ،
أو يلمزونهم ،
أو يتكلمون فيهم
بدعوى أنهم مخالفون لظاهر الشرع ،
وهؤلاء شهدوا الحقيقة الكونيَّة ،
وأدركوا سرَّ القدر ،
واشتغلوا بإصلاح القلب عن إصلاح الظاهر ،
واشتغلوا بمحبة الحق
عن سماع إنكار الخلق ،
ويقولون مِن جملة ما يقولون ،
ويتعللون به :
إنَّكم أنتم يا أهل الظاهر :
الفقهاء ، والعلماء ، والرسوم،
تنكرون علينا أننا نترك صلاة الجمعة ،
وأنتم تكتبون في كتب الفقه :
أن مَن خاف ضياع ماله :
جاز له تركها لأجله ،
ومَن كان مسافراً ،
ولو كان مسافراً للدنيا ،
أو للتجارة يجمع المال :
تسقط عنه صلاة الجمعة ،
فكيف الذي في الخلوة
مستغرق مع الله سبحانه وتعالى ،
وقلبه متعلق بمحبة الله
الذي هو أغلى مِن الدنيا كلِّها ؟
وتقولون :
هذا لا يمكن أن يَترك الجمعة ، والجماعات ؟
ولا يجوز له أن يعتكف في خلوة ،
ويترك الجُمُع والجماعات ؟
[ يقولون ] :
أليس الله تعالى أغلى ،
وأعظم مِن الدرهم والدينار ؟
المجتمِع مع الله
أليس هو أعظم ممن هو مجتمِع
على قليلٍ مِن المال
يخشى أن يضيع منه ؛
فيجوز له عندكم في فقهكم
أن يترك الجمعة لأجله !؟
ويقولون :
أنتم تقولون :
أن الإنسان إذا أغمي عليه ؛
فانكشفت عورته :
هذا جائـز،
وقد يكون هذا الإغماء بسبب ضربة شمس ،
أغمي عليه ؛ فكُشفت عورته هذا جائز ،
أو لمرضٍ ،
أو نحوه :
لا حرج عليه أن تكشف عورته .
وتذكرون – أيضاً -
في كتبكم يا أهل السنَّة
أن زوج بريرة كان يتبعها في طرقات المدينة ،
ودموعه تنحدر حبّاً لها ،
ولم يحرَّج عليه كذلك ،
وكان ذلك في عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
وأشياء مِن هذا القبيل ،
فكيف لا تُنكرون ذلك ؟
وتنكرون على مَن يكون إغماؤه لآية سمعها ،
أو كشفٍ جلَّى له الحق
فأغمي عليه وكشفت عورته ،
وأخذ يصرخ ويقول :
أنا الحق ،
أنا الحق ،
أنا الله ،
أنا الله !!
كيف تُعذرون مَن سقط
وتكلَّم بما لا يدري من مرضٍ أو نحوه ،
وبين مَن لم يسقط إلا حبّاً ، ووجداً ،
وهُياماً بالمعبود الحق ،
وبالحبيب الأعظم
– وهو الله تعالىعندهم - .
======================
داعية الشرك محمد علوي مالكي الصوفي
http://majles.alukah.net/t132151/
أقول :
رأى الزنادقة أن هذه هي أخطر وسيلة
لهدم دين الإسلام ،
وإبعاد الأوامر ، والنواهي ، وإبطالها ،
وإبطال الجهاد ،
وإبطال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ،
واندثار أمر الإسلام بالكلية ،
والقصص في ذلك كثيرة ،
منها ما ذكره شيخ الإسلام ،
وتحدَّث عنه في كتاب "الاستقامة" :
أن بعضهم كان إذا سمع المؤذن يقول له :
اسكت يا كلب !
ولعنك الله !
أو نحو ذلك ،
ينهره ، ويشتمه ،
وكثيرٌ مِنهم كان يصنع هذا ،
فإذا قيل له كيف تقول ذلك ؟!
قال : هؤلاء أهل الظاهر يؤذِّن في الظاهر ،
وهو في الباطن
لا يعلم حقيقة التوحيد الذي يقوله
عندما يقول : "أشهد أن لا إله إلا الله" ،
فإذا نقدهم أحد كيف تقول للمؤذن هذا الكلام ؟
يقول : هذا مِن ولايته ،
هذا مِن فهمه للتوحيد يشتم المؤذن ؛
لأنه يقول :
"أشهد أن لا إله إلا الله" ،
وهو لا يدرك التوحيد ..
إلى غير ذلك .
المهم :
أن هذه طريقة لإسقاط الأوامر والنواهي ،
لا تنكر على أي إنسان !
أنت لا تدري في - عرفهم - ،
وفي كلامهم ،
ربما هذا المجذوب الذي تراه
مطروحاً على المزبلة
والناس هناك يصلون ؛
ربما أنه ما يفعل هذا إلا تستراً ،
وإلا فهو قوَّام بالليل ،
وبكَّاء بالسَّحَر ،
وأوَّاه منيبٌ في خلوته
حين ينقطع عن الخلق وينفرد بالحق ،
وما يدريك أنك قد تنكر
على رجلٍ سكران في الشارع ،
وهو ما هو بسكران سُكْر خمرٍ
إنما هو سُكْر الوَلَه ،
والمحبة ،
والوَجْد ،
والشوق !! .
أيضاً :
قد ترى امرأة عارية الشعر ، والنَّحر
تتواجد وتتمايل ،
فتقول :
هذه لاهية ،
أو راقصة ،
أو هذه مطربة ،
وهي وليَّة !
مستغرقة في عين الجمع مع الله !
أنت ترى جسدها على الأرض ،
ولكن قلبها في السماء عند الله ،
أو في العرش !! .
يمكن ترى مجنوناً يرغي ، ويزبد ،
ويطارد الصبيان في الشوارع ،
وتقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به" ،
أو نحو ذلك ،
لكن لا تدري - على كلامهم -
أنت المبتلى بحجاب الغفلة ،
هذا عارفٌ مِن العارفين ،
أو بَدلٌ مِن الأبدال ،
تستَّر بالجنون حتى لا يُدرى عنه ،
حتى تكون هذه الولاية خاصة بينه وبين الله ،
حتى يلومه النَّاس فيما يفعل ؛
فيحصُل له الأجر مِن لومهم .