حينما تتعطل اقامة الحدود ، تستصيب الناس ببعض احكام الشريعة ، فيحاولون البحث عن حكم صحيح وصريح لنوائبهم ، فلا يكاد ان يجدون ذلك
ومن الامثلة في ذلك كالآتي :
مؤمن عقد نكاحه على مؤمنةٍ وتحول هو بعد الزواج الى اهل الأهواء فترك الصلاة تكاسلاً
هنا تقع المؤمنة في حيرةٍ من امرها ومصيبتها فيه : هل يحل لها ام يجب الطلاق منه ؟
بينما لو لم تُعطل استتابة المسلم العاصي ، لما احتارت هي ولبلغت عنهُ الشرع ليتخذ مجراه معه ، وقد يتوب حينها بدل ان يضطر القاضي لتطليقهما وخراب بيتهما ومستقبل ابنائهما - او ان تذهب رقبته هو للسيف ان كان جاحد والحدود غير معطلةٌ - وسيكون ذلك الطلاق بمثابة اخف الضرر بالدين لطالما الحدود معطلةٌ في ذلك الشأن
مثال آخر ..
مؤمن عقد نكاحه على مؤمنه واصبح هو بعد الزواج من اهل الاهواء ويرتكب الكبائر ، وتعلم هي بامر الزنا وتطلب الطلاق بعد ان يعترف لها بخيانته ، ولولا تعطل حدود الرجم ، لفضحته هي امام القاضي ولجعلته يعترف له باعترافه لها ، وذلك للتخلص منه انتقاماً على اقل تقدير
ولكن بما ان الحدود معطله - وهي التي ترعب العاصي من التكرار - وزوجها لن يُقِر امام القاضي بكبيرته ، وهيئة النهي عن المنكر ستستهلك وقت طويل لتُمسك به متلبساً بالجرم مستقبلاً ، هل سيضطر القاضي للأخذ بالآية ادناه لاسقاط عقد نكاحهما ، الى ان يرجع الضال لرشده وبيته ؟
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ، وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ