والسر الذي لم ينشر بعد ...
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يربي الصحابة على الجلوس بجواره وفقط ولا يذهبوا هنا أو هناك ، لم يربيهم ليحملوا عنه العلم وفقط ، وإنما رباهم على التحرك منذ البداية بداية تلقيهم العلم عنه لذا كان الانتشار السريع في كل مكان فما أن ذهب الصحابي في مكان إلا وكأن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إليه وعرض على أهل هذا المكان قبول دعوته ...
والصحابة كذلك لم ينتظروا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم للتحرك والخروج للدعوة ، ولم يقولوا : ننتظر الإمام حتى يتوفاه الله ثم نخرج نحن لحمل الرسالة عنه .. كلا كلا .. إنهم من أول كلمة سمعوها عنه إلا ونشروها في كل مكان ... بل وأكثر من ذلك ناقشوه فيما يقول ليس اعتراضا وإنما طلبا للفهم حتى يعوا ما يبلغوه عنه ... وليس كاليوم تصنع القوالب وتتحجر العقول وتتحكم الجماعة وقائدها في الأتباع .... فلم يعد التجديد في الدعوة أمرا ملحوظا ...