بسم الله الرحمن الرحيم
الخارطة البحثية في علوم اللغة
مسار التأليف : النحو أنموذجا
دورة تقنيات البحث السريع
تويتر
بسم الله نبدأ وبه نستعين وعليه نتوكل :هذه الدورة مبنية على نظرية : وهي توظيف أدوات التفكير العلمي في تسهيل البحث العلمي وتسريعه (أدوات التفكير العلمي لها دورة مستقلة).وهنا سيتم ابتكار أداة تفكير علمي تعين على البحث .وهذه الأداة على شكل خارطة طريق تسهل البحث .وهي مبنية على فلسفة ونظرية معينة : وهي أن من يبحث ومعه دليل إرشادي سيكون أسرع ممن يبحث بدون دليل إرشادي .وأحسن مثال لها : شابان دخلا في مسابقة رالي سيارات في صحراء : الأول أخذ من اللجنة المنظمة خارطة للطريق والثاني لم يأخذ خارطة .والنتيجة أن الثاني سوف يصل متأخرا جدا عن الأول ، هذا إن وصل لأن احتمالات الضياع واردة في الصحراء الشاسعة.فكذلك البحث العلمي والذي يستمر لسنوات ليست قليلة يحتاج إلى خارطة طريقة وهو ما يتم تطويره هنا في علوم اللغة -مسار التأليف : النحو أنموذجا.ومسارات التأليف في علوم اللغة متعددة ، ومن أهمها :1. علم مفردات اللغة ومفردات القرآن وغريب الحديث ولغة الفقه.2. علم فقه اللغة.3. علم أصول النحو وعلم العلل النحوية.4. علم النحو.5. علم الصرف .6. علم تخريج الفروع الفقهية على الأصول النحوية.7. علم الإملاء وعلامات الترقيم.8. علم الأشباه والنظائر النحوية.9. علم العروض .10. علم البلاغة.11. علم النقد.12. أخرى.وسوف نطبق على علم النحو أنموذجا ، والباحث يفهم الطريقة ثم يجعل له خارطة في المسارات الأخرى على غرار خارطة النحو.المرحلة الأولى: التطبيق في مسألة من مسائل علم النحو من كتاب موسوعي:
1. نبدأ بكتاب سيبويه مثلا أو نحوه بحكم أهميته وتقدمه (يمكن أن يختار غيره من الكتب ، وإن كنت أفضل الأول وهو ما سنسير عليه، ولكلٍ اختياره ) ولتكن المسألة مثلا لغة أكلوني البراغيث والمذاهب فيها.
نفتح ملف وورد باسم لغة أكلوني البراغيث ونضع فيه النص كاملا من كتاب سيبويه.
3. سيكون عندنا ملفان في وورد : الأول : اسمه مادة خام للقص واللصق .والثاني : اسمه عناصر لغة أكلوني البراغيث .
4. نقوم بقراءة نص كتاب سيبويه ثم ننقل من النص من ملف الوورد ما يتعلق بكل عنصر في موضعه من عناصر بحث الموضوع بطريقة القص واللصق حتى ننتهي .
5. نقوم بتوثيق كل نقل مهما كثر منه، ونضع التوثيق في الحاشية .
6. سوف نلاحظ في النهاية أن نص كتاب سيبويه من الملف الأول اختفى ولم يبق منه شيء وتم نقله كاملا للملف الثاني وهو ملف عناصر مسألة لغة أكلوني البراغيث .
ترتيب العناصر :تستخرج العناصر من النص المنقول فكلما صلح شيء منها ليكون عنصرا مستقلا فيوضع له عنوان مستقل -زيادة العناصر كلما ظهر لك شيء من خلال النقل.
التوثيق لابد أن يكون دقيقا شاملا لكل نقل من كتاب سيبويه ولو تكرر .ثم النقل إن كان بالمعنى فيكتب (ينظر أو انظر) وإن كان بالنص فبدون (انظر).

المرحلة الثانية : الرجوع لمراجع مناظرة :
في هذه المرحلة نكمل ملف كتاب سيبويه ونغذيه بالمصادر الجديدة.
2. نختار شرحا آخر موسوعيا أقل من الأول أو قريبا منه مثل الإنصاف في مسائل الخلاف - لأبي البركات عبد الرحمن الأنباري أو نحوه.
3. المعلومة إن كانت موجودة سابقا من كتاب سيبويه نزيدها توثيقا من المصدر الجديد ، وإن لم تكن موجودة فنضعها تحت العنصر الصحيح المناسب لها ثم نوثقها من مصدرها .
4. سيكون عندنا ملفان في وورد كالسابق : الأول : اسمه مادة خام للقص واللصق .والثاني : اسمه عناصر بحث المسألة.
نختار كتاباً آخر أقل منه في الحجم وفي الأهمية.
ننقل نصه في ملف وورد مستقل .
ثم نقوم بعملية قص ولص إلى ملف عناصر بحث المسألة.
نقوم بتوثيق النقول منه ولو كان كلمة واحدة.
إذا كانت المادة موجودة في كتاب سيبويه سابقا فنكتفي بمجرد التوثيق فقط ونحذف النص المنقول من الأشباه والنظائر .
نكتب في التوثيق في الحاشية كالتالي : كتاب سيبويه: (3/131) ، وانظر : الإنصاف في مسائل الخلاف: (3/66) مثلا.
إذا كان أحدهما متقدما على الآخر فنقدم المتقدم في التوثيق ونؤخر المتأخر .
نكرر ذلك في كل المسائل المنقولة من الإنصاف في مسائل الخلاف أو ما بعده من الكتب حتى ننتهي منها كاملة ونجردها جردا دقيقا.
سوف نكتشف أن مادة الإنصاف في مسائل الخلاف اختفت من ملف الوورد الأول وتم نقلها بنصها أو على الأقل التوثيق منها كزيادة توثيق.
ثم نكرر هذه الطريقة بحذافيرها في كتب أخرى مناظرة.
15. لابد من الرجوع لكتب المتقدمين بعد أربعة كتب ثم تقديمها في التوثيق وقد تكتفي بها عمن سبق ، وتقدم في النقل والتوثيق.
16. كتب النحو للمتقدمين المطبوعة محصورة ولذا يفضل استيعاب ما يتيسر منها والبحث في النقولات عن المتقدمين من مظانها.
17. في هذه المرحلة نستفيد من كتب اللغة الأخرى والتي هي مظان مسائل نحوية من خلال محركات البحث التي تسهل الوصول للمعلومة بعدة كلمات مفتاحية للوصول لمسائل ذات علاقة بالمسألة أو من خلال المكانز الموضوعية في بعض البرامج المتقدمة إن وجدت.
نستفيد في بناء عناصر المسألة من الكتب المعاصرة لأنها سارت على منهج علمي مستفاد مما سبق وهي أكثر تنظيما.
في نهاية هذه المرحلة نكون قد وثقنا من الكتب الأصيلة في النحو والمراجع الأساسية.
نرجع للكتب المعاصرة التي بحثت المسألة ونستفيد منها في بيان وجه الدلالة والمناقشات وغيرها ، ونوثق كل ما ننقله منها ، ونحرص على الرسائل العلمية بالذات والأبحاث المحكمة ، وننظر ما لديهم من الزيادات حول الموضوع ونوثقه.
21. إن كانت المسألة التي في كتب المعاصرين منقولة من كتب المتقدمين فترجع لكتب المتقدمين وتوثقها منها ولانكتفي بالإحالة على المعاصر.
نرجع للمسألة ونبدأ في عملية إعادة الصياغة بصورة نهائية في كل البحث.
نجتهد في بيان وجه الدلالة في كل دليل عند الحاجة.
نناقش الأدلة والحجج وأقوال العلماء وما يرد عليها من اعتراضات.
نبين الصواب في المسألة مع الاستدلال.
اتباع خطة الأقسام العلمية المعتمدة في عرض المسائل.
النقل من الإنترنت لايغني عن الرجوع للأصول لأنها لم تعتمد حتى الآن في الجامعات كمصدر للتوثيق مع وجود الأصل.

المرحلة الثالثة : التكميليات والتحسينيات البحثية :
نعزو الآيات للمصحف الشريف كما يلي : سورة البقرة رقم السورة (2) آية (12).
نخرج الأحاديث من كتب التخريج المعتمدة في علم تخريج الأحاديث .
إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فيكتفى بالعزو لهما بدون الحاجة لبيان درجته.
إن لم يكن فيهما فتحتاج إلى تخريجه وعزوه لكتب السنة والمسانيد وبيان درجته وصحته من شروح الأحاديث ومن أحكام المحدثين.
نوثق الآثار من كتب الآثار .
إن وجدت الحكم على الحديث أو الأثر فوثقه وإن لم تجده فلابد من البحث في السند وبيان درجته من خلال دراسة الإسناد، ومن لم يعرف فيستعين بمتخصص.
إن وجدت الأثر والحديث في كتب الحديث والمسانيد فوثقه منها واحذف إحالة الكتاب الأول .
إن لم تجده فيها فاكتب نسبه فلان لفلان ولم أجده.
شرح الغريب الوارد في النص من الكتب المتخصصة فمثلا : غريب الحديث يرجع فيه للكتب المتخصصة في غريب الحديث ثم يمكن الاستفادة من شروح الحديث وكتب اللغة ، ولغة الفقه يرجع فيها لكتب لغة الفقه وهكذا.
إذا كان المصطلح من المصطلحات المعاصرة فتحتاج للمعاجم التي عنيت بشرح المصطلحات المعاصرة مثل المصباح المنير والمعجم الوسيط ونحوها.
نراجع النص من ناحية اللغة العربية والنحو والتراكيب والإملاء .
نحتاج في البحوث العلمية إلى الترجمة للإعلام غير المشهورين.
تراجم الأعلام :الأولى أن يرجع في ترجمة كل عالم للكتب المتخصصة فإن كان نحويا فلكتب تراجم النحاة أو فقيها فلتراجم الفقهاء وهكذا .
14. إذا كانت المسألة في علم آخر من اللغة (غير النحو) كعلم الصرف مثلا فهذا يتطلب منا تغييرا في اختيار الكتب وترتيبها فمثلا يختار كتاب من أوسع الكتب في علم الصرف ثم يتدرج في الكتب بعد ذلك حتى يأتي على أصولها وأهمها ، وهكذا يقال في العلوم والمسارات الأخرى في علوم اللغة ونقيس على ماسبق من خطوات.