تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فِقه العِراك في العِراق -الشيخ احمد بن مسفر العتيبي

  1. #1

    افتراضي فِقه العِراك في العِراق -الشيخ احمد بن مسفر العتيبي


    سألني أحد طلابي بالأمس عن فِقه العِراك في العراق في الحديث المرويِّ : ” أربع فتن تكون بعدي ، الأولى : يُسفك فيها الدماء , والثانية : يُستحل فيها الدماء والأموال،والثالثة : يُستحل فيها الدماء والأموال والفروج , والربعة : صمَّاء عمياء مُطبقةتمور مور الموج في البحر ، حتى لا يجد أحدٌ من الناس ملجأً، تطوف بالشام و تغشى العراق ، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها ، تُعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ، ثم لا يستطيع أحدمن الناس أن يقول مه مه ، لا يدفعونها من ناحيةٍ إلا إنفتقت من ناحية أخرى . وهو حديث في إسناده إنقطاع وله شواهد ومتابعات .
    أعلى درجات فقه العِراك في العراق : هنا كفُّ اللسان كما في حديث ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعاً : ” تكون فتنة تستنظف العرب ، قتلاها في النار ، اللسان فيها أشد من وقع السيف ” أخرجه أبو داود وصححه أحمد شاكر .
    الأخبار المرسلة والملفقة لا يجوز قبولها شرعاً وهي ساقطة في الإعتبار الحديثي والتأريخي ، وقد قال الناظم :
    فحيثما بعضُ الرواة يُفقد
    فمرسلٌ وما عداه مسندُ
    همسة للذين يُحلِّلون مقالات الصحفييِّن عن فصائِل العراق وجماعاته وأحزابه ، تذكروا قول الله تعالى : ” وكفى بالله حسيباً ” ( النساء : 6) .
    وقوله سبحانه : ” وكفى بالله شهيداً “ ( النساء: 79 ) وقوله سبحانه : ” لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خِلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمَّاعون لهم ” ( التوبة : 47 ) .
    ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ” من خلَّف غازياً في أهله بخير فقد غزا “ متفق عليه من حديث زيد بن خالد رضي الله عنه .
    وحتى يظهر فقه العِراك في العراق يجب وصفه وصفاً مُنضبطاً كما هو متقرِّر عند الأصوليين كما قال الناظم :
    ومن شروط الوصف الانضباط
    وإلَّا فحكمةٌ بها يناطُ
    العراق قديماً وحديثاً يموج بالفتن ، ولا غرابة في ذلك لإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر كما في رواية ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشير بيده يؤمالعراق : “ها إن الفتنة هَهنا ، إن الفتنة هَهنا، ثلاث مرات ،من حيث يطلع قرن الشيطان “ . أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح .
    لقد ظهرت قرون لشياطين كثيرة في العراق في تاريخه القديم والمعاصر ، حكام جَور وأحزاب وجماعات هدَّامة زرعها الغرب لتفتيت وحدة المسلمين .
    أطماع الفرس في العراق قديمة – وما زالت – لأنهم ورثوها بعد الإغريق قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشيَّدوا – لاحقاً -فيها الأضرحة والمقامات البدعية ، كمقام موسى الكاظم ومحمد الجواد ومقام الجيلاني . ثلاث عوراتٍ لهم ! .
    ومن أطال النظر في سنن الله في بلاد الرافدين يلحظ أن رغد العيش فيها لا يستقر لأحد ، لا حاكم ولا محكوم ، ولله في ذلك حكمة .
    فأبو جعفر المنصور العباسي ( ت: 158هـ ) عفى الله تعالى عنه مع هيبته وجبروته لم يهنأ له رغد الحياة في بغداد ، فقد اضطربت في عهده فتن عظيمة كفتنة الراوندية وفتنة محمد النفس الزكية وفتنة الخوارج وغيرها من القلاقل والزلازل.
    وكذلك من جاء بعده من الخلفاء والزعماء والأمراء بلا استثناء، إلا النادر الذي لا حكم له .
    طريقة الأعداء إذا لم يجدوا منفذاً بقوة السلاح على البلد المسلم الذي اجتمعت كلمته على العلماء ، قاموا بغرس الدُّخلاء من بني جلدتهم لضربهم وتفريقهم .
    الخصومات والنزاعات بين الأضداد لا تُحلُّ إلا بالعقل ، لأن العقل سبيل الرشاد ، وقد قال الشاعر :
    ونؤثر حكم العقل في كل شبهةٍ
    إذا آثر الأخبارَ جُلاس قصاص
    فسقوط بغداد في العهد العباسي كان سببه الرئيس الفتن الداخلية واتساع نفوذ الروافض وزرع المتربِّصين والمتآمرين من المنافقين لكسر المسلمين وشقِّ صفِّهم وتفريق كلمتهم .
    ومن أسباب سقوط بغداد قديماً نفوذ القبائل التركية التي كان لها صولة في البلاد الإيرانية والعراقية . وفي هذا دلالة على أهمية القبيلة ودورها في توطيد الحكم واستقراره . والعكس بالعكس .
    الحقد على الإسلام والسنة ليس جديداً ، فقد أباد هولاكو ( ت: 663هـ) عامله الله بعدله ، نحو مليون نسمة في بغداد وضواحيها ، بينما أمَّن وحقن دماء الروافض في البصرة والكوفة ، فلم تُنتهك أعراضهم ولم تُستبح أموالهم كأهل السنة ! .
    من يُصدِّق أن الفرس الذين يستميتون الآن في نشر التشيع في بلاد الرافدين بالقوة ، لم تكن نسبة التشيع في بلادهم سوى أربع مدن فقط ؟! .
    العمل لنشر السنة والتوحيد وكشف شبهات الروافض بالعدل والرحمة من أهم المهمات اليوم . ووالله إنه من الفرائض التي ضيَّعناها وكانت سبباً في ضياع بلاد الرافدين من أيدي أهل السنة ! .
    فوأسفاه على موت ضمائر المسلمين الذين ألهتهم الدنيا عن اخوانهم في محنتهم في الشام والعراق .
    وأسفاه على هذه الغفلة التي لا ندري أين مآلها ؟!
    حال المسلمين اليوم – إلا من رحم الله تعالى – ينطبق عليه قول الحق سبحانه : ” وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ” ( الكهف : 18 ) .
    إسماعيل الصفوي ( ت: 892هـ ) عامله الله بعدله ، الذي نشر التشيع بالقوة في بلاد فارس وأسس الدولة الصفوية بالمال والرجال ، كان عمره حين توفي سبعة وثلاثين عاماً ! . فهل من متعظ ؟! .
    يا مسلمون اتركوا التناحر والتفرق والتحزُّب ، فوالله ما أهلكنا إلا لظاها ، وما باعد بين قلوبنا إلا حرها وأذاها ! .
    التعاضد والموالاة للمؤمنين هي مفتاح الفلاح ، وقد خاب من حمل ظلماً . وهذه أدنى درجات الفقه للعِراك في العراق .
    وأختم بقول حبر الأمة (ت: 68هـ ) رضي الله عنه لسعيد بن جبير (ت: 95هـ ) رحمه الله تعالى ، لما سأله عن تفسير قول الله تعالى: ” وفتنَّاك فتوناً ” ( طه: 40 ) حيث قال : ” استأنف النهار يا ابن جبير فإن لها حديثاً طويلاً ” ! .
    هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
    1435/8/21هـ

    http://ahmad-mosfer.com/?p=1101


    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي رد: فِقه العِراك في العِراق -الشيخ احمد بن مسفر العتيبي

    بارك الله في الناقل والكاتب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الأكرم الجزائري مشاهدة المشاركة
    إسماعيل الصفوي ( ت: 892هـ ) عامله الله بعدله ، الذي نشر التشيع بالقوة في بلاد فارس وأسس الدولة الصفوية بالمال والرجال ، كان عمره حين توفي سبعة وثلاثين عاماً ! . فهل من متعظ ؟! .
    ولو أن مسلماً بهذا العمر قام ليعلن الجهاد قامت قائمة علماء السوء وطعنوا في دعوته بحجة أنه حدث!!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •