تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حديث:«دخل رجل الجنة في ذباب»

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    16

    افتراضي حديث:«دخل رجل الجنة في ذباب»

    حديث: «دخل رجل الجنة في ذباب»
    هل يصح مرفوعاً؟!

    بقلم:أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأُثري

    أورد إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي ـ رحمه الله ـ في كتاب «التوحيد» (ص: 48ـ49) حديث «دخل رجل الجنة في ذباب» فقال:

    «..وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله صلى الله ليه وسلم قال: «دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قالوا: كيف ذلك يا رسول الله ؟! قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا له: قرب ولو ذباباً. فقرب ذباباً، فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله ـ عز وجل ـ فضربوا عنقه فدخل الجنة». رواه أحمد». انتهى.

    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ [يعني في «الجواب الكافي» (ص:21)]: قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ «حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب ـ يرفعه ـ قال: «دخل الجنة في رجل في ذباب..». الحديث». انتهى.

    وقال ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (33038): حدثنا وكيع قال: ثنا سفيان، عن مخارق بن خليفة، عن طارق بن شهاب، عن سلمان قال: «دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل رجل النار، مر رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا: لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئاً. فقالوا لأحدهما: قدم شيئاً فأبى فقتل، وقالوا للآخر: قدم شيئاً فقالوا: قدم ولو ذبابا فقال: وأيش ذباب؟! فقدم ذبابا فدخل النار، فقال سلمان: فهذا دخل الجنة في ذباب ودخل هذا النار في ذباب».

    ورواه وأحمد في «الزهد» (1/15)، والبيهقي في «الشعب» برقم (7343)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/203).

    وقوله في «التوحيد» (49): «رواه أحمد». غير دقيق، وكذلك القول بالرفع أيضاً، كما في «فتح المجيد» (ص: 142)، وكذلك في «معارج القبول» (2/454).
    وفي «تيسير العزيز الحميد» (ص: 160) قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ: «وقد طالعت «المسند» فما رأيته فيه فلعل الإمام رواه في كتاب «الزهد» أو غيره». انتهى.

    قلت: وقد قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ في مقدمة «فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» (ص: 9): عن كتاب «تيسير العزيز الحميد»: «..رأيته أطنب في مواضع ..». فليته أبقى هذا الإطناب، ولو أبقاه على ما قاله الشيخ سليمان بن عبد الله لكان خيراً وأحسن تاويلاً، ذلك أن الإمام أحمد إنما رواه في «الزهد» (ص: 15) ولم يرفعه فمن أين تتطرق الخطأ في رفعه.

    وفي «الدر المنثور» (6/75) للسيوطي: «عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال: قال سلمان:

    «دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب».

    قالوا: وما الذباب؟ فرأى ذبابا على ثوب إنسان فقال: هذا الذباب.

    قالوا: وكيف ذلك؟ قال: مر رجلان مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم لا يجاوزه أحد حتى يقرب له شيئا فقالوا لهما: قربا لصنمنا قربانا.

    قالا: لا نشرك بالله شيئاً.

    قالوا: قربا ما شئتما، ولو ذباباً.

    فقال أحدهما لصاحبه: ما ترى؟ قال أحدهما: لا أشرك بالله شيئاً. فقتل فدخل الجنة.
    فقال الآخر: بيده على وجهه فاخذ ذباباً فالقاه على الصنم فخلوا سبيله فدخل النار.

    وقد سألت عنه شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ سنة 1406هـ، الموافق 1986م، فأجابني بما مضمونه:
    «صح موقوفاً عن سلمان رضي الله عنه ولم يصح مرفوعاً عن النبي عليه السلام».

  2. #2

    افتراضي رد: حديث:«دخل رجل الجنة في ذباب»


    جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ أكرم ، وبعد إذنكم أضع هنا تنبيها أفادنا به أحد الأخوة الأفاضل:
    تنبيه...
    هذا الحديث ليس في حكم المرفوع كما يمكن أن يتبادر للذهن ، فقد بين الإمام الألباني رحمه الله في شريط رقم (410) من أشرطة سلسلة الهدى والنور أن الصحابي رضي الله عنه قد يكون سمعه ممن كان يحدث عن بني اسرائيل ، وأن ما يقوي ذلك أن في متنه نكارة -والكلام للإمام - لأنه يخالف قوله تعالى : (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
    أبلغنا هذا أحد الأخوة الأفاضل، وليرجع للشريط

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: حديث:«دخل رجل الجنة في ذباب»

    5829 - ( دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل النار رجل في ذباب . قالوا : وكيف ذلك ؛ قال : مر رجلان [ مسلمان ] [ ممن كان قبلكم ] على قوم لهم صنم ( وفي رواية : يعكفون على صنم لهم ) لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا ، فقالوا لأحدهما : قرب [ شيئا ] ، قال : ليس عندي شيء . فقالوا له : قرب ولو ذبابا . فقرب ذبابا . فخلوا سبيله . قال : فدخل النار . وقالوا للآخر : قرب ولو ذبابا . قال : ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل . قال فضربوا عنقه ، قال : فدخل الجنة )
    موقوف . أخرجه أحمد في " الزهد " ( ص 15 - 16 ) : حدثنا أبو معاوية : حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : . . . فذكره موقوفا عليه . وقال ابنه عبد الله في كتاب " العلل " ( 1 / 240 ) لأبيه :
    " سمعته يقول في حديث أبي معاوية عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة
    عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : " دخل رجل الجنة في ذباب . . . " ؛ قال الأعمش : " ذباب " ؛ يعني : أن سلمان كان في لسانه عجمة " .
    قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير سليمان بن ميسرة ؛ قال ابن معين :
    " ثقة " . كما في " الجرح والتعديل " ( 2 / 1 / 143 - 144 ) ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 310 ) وقال :
    " يروي عن طارق بن شهاب الأحمسي ، وله صحبة ، وعنه الأعمش " .
    وروى عنه حبيب بن أبي ثابت أيضا ، ووثقه آخرون . انظر " التعجيل " ( ص 168 / 423 ) ، فالإسناد صحيح .

    وقد تابع أبا معاوية : جرير - وهو ابن عبد الحميد الضبي - : عند أبي نعيم في
    " الحلية " ( 1 / 203 ) ؛ قرنه بأبي معاوية ، وقال عقبه :
    " رواه شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق مثله . ورواه جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو عن حبان بن مرثد عن سلمان نحوه " .
    والزيادة الثانية لأبي نعيم .
    وللأعمش فيه شيخ آخر ؛ فقال ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 177 / 1 ) : نا عباس : نا محاضر بن المورع : نا الأعمش عن الحارث بن شبيل عن طارق بن شهاب قال : قال سلمان : . . . فذكره موقوفا أيضا . وفيه الزيادة الأولى .
    قلت : وهذا إسناد صحيح أيضا . رجاله ثقات رجال مسلم ؛ غير عباس - وهو
    ابن محمد الدوري - ، وهو ثقة حافظ .
    وقد توبع هذان الشيخان من قيس بن مسلم ؛ كما تقدم عن أبي نعيم معلقا . وتابعهم أيضا مخارق بن خليفة ؛ فقال ابن أبي شيبة في " مصنفه " ( 12 / 358 ) : حدثنا وكيع قال : ثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : . . . فذكره موقوفا أيضا .
    وهذا صحيح أيضا . رجاله رجال الشيخين ؛ غير مخارق هذا ، وهو ثقة من رجال البخاري . وفيه الزيادة الثالثة ، والرواية الثانية . وهذه عند ابن الأعرابي أيضا .
    وبالجملة ؛ فالحديث صحيح موقوفا على سلمان الفارسي رضي الله عنه ؛ إلا
    أنه يظهر لي أنه من الإسرائيليات التي كان تلقاها عن أسياده حينما كان نصرانيا .
    ولقد كان الداعي إلى تخريجه هنا وبيان كونه موقوفا : أنه كثر السؤال عنه في كثير من البلاد الإسلامية ، وشاع تداوله ؛ وذلك لأنه ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه النافع " التوحيد " مرفوعا معزوا
    لأحمد ! فقال :
    " وعن طارق بن شهاب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال . . . ( فذكره ) . رواه أحمد " .
    وقال شارحه الشيخ سليمان : حفيد محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تبارك وتعالى في " التيسير " ( ص 160 ) :
    " هذا الحديث ذكره المصنف معزوا لأحمد ، وأظنه تبع ابن القيم في عزوه لأحمد ؛ قال ابن القيم : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية . . . عن طارق بن شهاب يرفعه . . . وقد طالعت " المسند " فما رأيته فيه ، فلعل الإمام رواه في " كتاب الزهد " أو غيره " .
    قلت : وفي هذا العزو أمور :
    أولا : قوله : " يرفعه " خطأ واضح كما يتبين من تخريجنا هذا .
    ثانيا : إطلاق العزو لأحمد فيه نظر ! لأنه يوهم بإطلاقه أنه في " مسنده " ،
    وليس فيه كما قال الشيخ سليمان رحمه الله تعالى ، ولو كان فيه ؛ لأورده الهيثمي
    في " مجمع الزوائد " ، وليس فيه أيصآ ، وإنما هو في " الزهد " له كما تقدم . ثالثا : لم يتعد في إسناده طارق بن شهاب ، فأوهم أنه من مسنده ! وإنما هو من
    روايته عن سلمان موقوفا ؛ كما رأيت عند مخرجيه ومن جميع طرقه .
    هذا ؛ وإني لأستنكر من هذا الحديث : دخول الرجل النار في ذباب ؛ لأن ظاهر سياقه أنه إنما فعل ذلك خوفا من القتل الذي وقع لصاحبه ، كما أنني استنكرت قول الإمام محمد بن عبد الوهاب في المسألة : " الحادية عشر : أن الذي دخل النار مسلم ؛ لأنه لو كان كافرا ؛ لم يقل : " دخل النار في ذباب " " !
    فأقول : وجه الاستنكار أن هذا الرجل لا يخلو حاله من أمرين :
    الأول : أنه لما قدم الذباب للصنم ، إنما قدمه عبادة له وتعظيما ، فهو في هذه الحالة لا يكون مسلما ؛ بل هو مشرك ، وهو ظاهر كلام الشارح الشيخ سليمان رحمه الله ( ص 161 ) :
    " في هذا بيان عظمة الشرك ولو في شيء قليل وأنه يوجب النار ، ألا ترى إلى هذا لما قرب لهذا الصنم أرذل الحيوان وأخسه وهو الذباب كان جزاؤه النار ؛ لإشراكه في عبادة الله " إذ الذبح على سبيل القربة والتعظيم عبادة ، وهذا مطابق لقوله تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ) " .
    والآخر : أنه فعل ذلك خوفا من القتل كما تقدم مني ، وهو في هذه الحالة لا تجب له النار ، فالحكم عليه بأنه مسلم دخل النار في ذباب يأباه قوله تعالى : ( من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان . . . ) الآية ، وقد نزلت في عمار بن ياسر حين عذبه المشركون حتى يكفر به صلى الله عليه وسلم ، فوافقهم على ذلك مكرها ، وجاء معتذرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ كما في " تفسير ابن كثير " وغيره ، وأخرجها في " الدر " ( 4 / 132 ) من طرق .
    فإن قيل : إنما أراد الإمام أنه كان مسلما ثم كفر بتقديمه الذباب كما تقدم في الأمر الأول ؛ وحينئذ يرد عليه ما ذكرته في الأمر الآخر ، وقصة عمار . ويشبهها ما روى ابن أبي شيبة ( 12 / 357 - 358 ) بسند صحيح عن الحسن - وهو البصري - :
    أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما ، فقال لأحدهما : أتشهد أن محمدا رسول الله ؛ قال : نعم . فقال : أتشهد أن محمدا رسول الله ؛ قال : نعم . قال : أتشهد أني رسول الله ؛ قال : فأهوى إلى أذنيه فقال : إني أصم ! قال : ما لك إذا قلت لك : تشهد أني رسول الله قلت : إني أصم ؟ ! فأمر به فقتل . وقال للآخر : أتشهد أن محمدا رسول الله ؛ قال : نعم . فقال : أتشهد أني رسول الله ؛ قال : نعم . فأرسله . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! هلكت . قال :
    " وما شأنك " ؛ فأخبروه بقصته وقصة صاحبه ، فقال :
    " أما صاحبك ؛ فمضى على إيمانه ، وأما أنت ؛ فأخذت بالرخصة " .
    قلت : وهذه قصة جيدة ، لولا أنها من مراسيل الحسن البصري ؛ لكن الآية السابقة وسبب نزولها يشهدان لصحتها . والله أعلم . وقد روى الشطر الأول منها ابن إسحاق في " السيرة " ( 2 / 74 - 75 ) بسند حسن عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة مرسلا أيضا ، وسمى صاحبها حبيب بن زيد ؛ أي : ابن عاصم الأنصاري المازني شهد العقبة ، وقد ذكرها ابن كثير في تفسير الآية ، وابن حجر في ترجمة حبيب من " الإصابة " جازمين بها . والله سبحانه وتعالى أعلم .

    الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
    المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •