سؤال للمناقشة:
هل الذهبي وابن حجر، والسُّيوطي، والسَّخاوي؛ لم يغنوا عن شيخ الإسلام ابن تيمية، في الحديث دراية ورواية؟
ما مدى صحة هذا القول بالمستندات؟!
سؤال للمناقشة:
هل الذهبي وابن حجر، والسُّيوطي، والسَّخاوي؛ لم يغنوا عن شيخ الإسلام ابن تيمية، في الحديث دراية ورواية؟
ما مدى صحة هذا القول بالمستندات؟!
أبدأ مستعينًا بالله العظيم، فأقول:
أما ما يتعلق بعلم الحديث رواية، ففعلا لم يغنوا عن شيخ الإسلام، فيما يتعلق بتحرير الألفاظ وفقه المتون والاستنباط منها في مختلف العلوم...، وكتبه حافلة وثريَّة باستخراج الكنوز الخفيات، من متون الأحاديث النبويَّات، مع جودة الاستنباط، وحضور تام.
أما ما يتعلق بأنهم لم يغنو عنه في الإحاطة بما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة، سؤال، هل هو دقيق أولًا، فإذا كان دقيقًا، فمن أي ناحيةٍ لم يغنوا عنه؟.
ثم نأتي على علم الحديث (دراية)، هل حقًا لم يغنوا عنه في ذلك، فيما يتعلق بالجرح والتعديل، والخبرة بالرجال وتحرير الأقوال فيهم، والأسانيد والمتون وعللها، وإضافات حديثية فيما يتعلق بما سبق، لم يسبقه إليها غيره؟!
نرجو التعاون والتفاعل بارك الله فيكم.
بارك الله فيك أبا عاصم ، موضوع جميل شيق . سأحاول أن أدلي بشيء لعله يقرب الأمر .
سئل الشيخ عبد الكريم الخضير :
السائل يقول: من عالم الحديث رواية ودراية يعد ابن باز أو الألباني الذي تنصحون الفائدة منه ومن كتبه؟
كلاهما، كلاهما من أهل الحديث، والعناية بالحديث، وهما مجتمعان مجددان لهذا العلم، الألباني فيما يخص الرواية، والشيخ بن باز -رحمه الله تعالى- فيما يختص بالدراية، ولكن منهما نصيب مما ذكر للأخر، يعني الشيخ الألباني مع عنايته بالرواية له أيضاً يد في الدراية، لكن هو في الرواية أظهر، والشيخ بن باز على العكس، يعني عنايته بالاستنباط والاستدلال والتفقه من السنة والعناية بها ونشرها وقرأتها واقرأها، هذا معروف من الشيخين -رحمهما الله تعالى-.أهـ
فإذا قارنا بين شيخ الإسلام وبين من ذكر ـ لا سيما الذهبي وابن حجر ـ فكأن شيخ الإسلام ابن تيمية قد جمع كثيرا من الدراية وما يعنى به من الحديث واستنباطاته واستخراج ما يمكن استخراجه ببراعة منقطعة النظير ، مع جمعه أيضا علم الرواية وما فيه من العلل وعلم الجرح والتعديل ، وغوامض الأمور ، لكن الذهبي وابن حجر اعتنيا بهذا أكثر ، أو لعل كتبهم أظهرت ذلك لنا أكثر من شيخ الإسلام ـ وإن كان شيخ الإسلام كما قلت له باع كبير في هذا وذاك ـ ولعله لم يظهر أثره في علل الحديث مثلا وما يتعلق بالرواية بصورة أكثر ؛ لأجل ما كان يشغله من الرد على أهل البدع وأهل الكلام ، وأقول كما قال الشيخ الخضير : لكن لكل منهم نصيب مما ذكر للأخر ، ومع ذلك أؤكد أن شيخ الإسلام برز أيضا في علم الرواية ، لكن الذهبي وابن حجر جل اهتماماتهم بعلم الرواية في العلل والاستقراء التام للروايات ، وما فيها من علل وأقاويل العلماء فيها ، والجرح والتعديل ، مع اجتماع الدراية أيضا ، لكن ليس كما لشيخ الإسلام ، وفي النهاية أقول : في ظني أنه لا يعدل بشيخ الإسلام في الجملة أحد ممن ذكر مع جلالتهم في العلم والديانة ، كما هو معلوم لدى الجميع ، ورحم الله علماء الإسلام ، والحافظ ابن حجر نفسه قد أثنى على شيخ الإسلام ثناء عطرا جدا ، واعترف له بالعلم والتقدم وأنه شيخ الإسلام حقا وصدقا ، رحم الله الجميع .
بارك الله فيكم أبا مالك، ونفع بك...كلام جميل وأكثر من رائع، جزاكم الله خيرًا.
مازال التفاعل قائمًا!