تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: هل يعتد بخلاف الظاهرية ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    16

    افتراضي هل يعتد بخلاف الظاهرية ؟

    أغلب العلماء على عدم الاعتداد بخلاف الظاهرية، وذلك لمخالفتهم إجماع فقهاء الأمة في إنكارهم للقياس وعدم العمل به. وقد نقل الشيرازي في التبصرة الإجماع على إعمال القياس، فيكون الظاهرية بذلك قد خالفوا الإجماع وخرجوا عن أصول أهل السنة، فلا يعتد بخلافهم.

    وهذا هو المنقول عن عامة علماء الأمة، حكاه أبو إسحاق الاسفرائيني عن جمهور أهل العلم [1]، وذكر أبو العباس القرطبي [2] أن جل الفقهاء والأصوليين على أنه لا يعتد بخلافهم . وقال النووي [3]: (( ومخالفة داود لا تقدح في الإجماع عند الجمهور )) ، وقال في موضع آخر[4]: (( ومخالفة داود لا تضر في انعقاد الإجماع ؛ على المختار الذي عليه المحققون والأكثر )) .
    وقال بدر الدين الزركشي [5]: (( ولم يعدهم المحققون من أحزاب الفقهاء . . . وأخرجوهم من أهل الحل والعقد )) .
    وحكاه ابن دقيق العيد [6]، والصنعاني [7] عن بعض الناس .
    وممن وافق هذا القول، أبو الحسن الكرخي [8]، وأبو بكر الجصاص الرازي [9]، والحموي [10]. ، وابن عابدين ( [11] من الحنفية .
    ومن المالكية : القاضي أبو بكر الباقلاني [12]، وابن بطال في شرحه للبخاري، والقاضي أبو بكر ابن العربي [13]، وأبو العباس القرطبي في المفهم، والدردير في بلغة السالك لأقرب المسالك، و الشيخ عليش التونسي [14].
    ومن قال من الشافعية : أبو العباس بن سريج (انظر كتاب: (المحمدون من الشعراء للقفطي ج2)، وأبو إسحاق الاسفرائيني [15]، وأبو علي بن أبي هريرة [16]، وأبو المعالي الجويني ( ت 478 هـ ) في البرهان، وأبو حامد الغزالي ( ت 505 هـ ) (البحر المحيط ج4
    ). ، ونقل عن النووي الجزم بعدم الاعتداد بقولهم [17]، ورجحه صلاح الدين الصفدي (الوافي بالوفيات ج13) . ، وولي الله العراقي (طرح التثريب شرح التقريب ، لولي الله العراقي ج2)، ونقله أبو منصور البغدادي عن طائفة من متأخري الشافعيين [18].
    وهو قول نجم الدين الطوفي من الحنابلة (التعيين في شرح الأربعين)، والحافظ أبو بكر ابن مفوز (ت 505 هـ) من علماء الحديث [19] .

    وهناك قلة اعتبروا خلافهم مطلقا، وقلة اخرى اعتبروه في غير المسائل القياسية.

    والله تعالى أعلم وأحكم.


    [1] نقله عنه ابن الصلاح في (فتاويه)، والنووي في (تهذيب الأسماء واللغات)، والذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وابن كثير في (طبقات الفقهاء الشافعيين، والزركشي في (البحر المحيط) وابن السبكي في (الطبقات الكبرى) والصفدي في (الوافي بالوفيات)
    [2] المفهم لأبي العباس القرطبي، ونقله أيضا عنه في (البحر المحيط).
    [3] المجموع، للنووي، في باب الغسل.
    [4] شرح صحيح مسلم، للنووي، في باب السواك.
    [5] البحر المحيط، لبدر الدين الزركشي.
    [6] الإمام شرح الإلمام، لابن دقيق العيد.
    [7] العدة، للصنعاني.
    [8] نقله عنه في (الفصول في الأصول).
    [9] قال في مقدمة كتابه (أحكام القرآن): (لو تكلم داود في مسألة حادثة في عصره، وخالف فيها بعض أهل زمانه لم يكن خلافا عليهم)) ا. هـ، ونحوه قال في كتابه (الفصول في الأصول).
    [10] غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر، للحموي.
    [11] حاشية ابن عابدين، وفيه أن خلاف الظاهرية لا ينقض إجماع الفقهاء. وانظر: تيسير التحرير لأمير بادشاه.
    [12] نقله ابن الصلاح في (الفتاوى)، والقرطبي في (المفهم)، والزركشي في (البحر المحيط)، وابن السبكي في (الطبقات الكبرى).
    [13] العواصم من القواصم، لأبي بكر ابن العربي، وعارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي لأبي بكر ابن العربي.
    [14] فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك، لمحمد أحمد عليش. المعيار المعرب للونشريسي وفيه أن القاضي عياض نقل عن بعض العلماء أن مذهب داود بدعة ظهرت بعد المائتين.
    [15] السير للذهبي، و (طبقات الفقهاء الشافعيين)، و (البحر المحيط)، و (الطبقات الكبرى لابن السبكي) و (الوافي بالوفيات)
    [16] نقله عنه ابن الصلاح في ( فتاويه) ، والنووي في ( تهذيب الأسماء) ، والذهبي في ( السير) ، والزركشي في ( البحر المحيط) ، وابن كثير في ( طبقات الفقهاء الشافعيين) ، وابن السبكي في ( الطبقات الكبرى) ، والصفدي في ( الوافي) .
    [17] نقله السيوطي في ( تدريب الراوي) عن النووي في ( شرح مسلم ).
    وذكر ابن كثير في حوادث ( سنة 763 هـ ) رؤيا رآها للنووي سأله فيها عن عدم إدخاله شيئا من مصنفات ابن حزم في ( شرح المهذب ) له. (البداية والنهاية ج18).
    [18] نقله ابن الصلاح في ( فتاويه ) ، والنووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ) ، والذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ، والزركشي في ( البحر المحيط ) ، وابن كثير في ( طبقات الفقهاء الشافعيين ) ، وابن السبكي في ( الطبقات الكبرى ) ، والصفدي في ( الوافي ) .
    [19] نقله عنه ابن دقيق العيد في ( الإلمام ) ، والصفدي في ( الوافي ) ، والصنعاني في ( العدة ).

  2. #2

    افتراضي رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية ؟

    أخي الكريم الذي فهمته أن غالب من يعتد بفقههم و خلافهم لا يمكن أن يكون قد أتقن أصول الفقه أو ممن غلب عليه علم الحديث ، فالنوازل و الوقائع المتغيرة بتغير الاحوال تتكاثر يوما بعد آخر و يستحيل على من شم رائحة الفقه الجمود على ظاهر النص بل على ما ورد من النصوص والاكتفاء بظاهرها فقط من غير إعمال لقياس أو النظر المقاصدي و التقييد المآلي عند وقوع النازلة
    والذي نجده عند بعض من يعتبرهم إنما هو من باب التعاطف العلمي مع علماء من الظاهرية أبلوا في جوانب علمية غير فقهية كالحديث و السيرة و غيرها

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية ؟

    أحسنتم أخي الكريم أبا نصر.
    وللعلم، فأغلب من اعتد بخلاف الظاهرية هم السادة الحنابلة. وهم يشتركون معهم في تقديم ظواهر النصوص إلى حد ما. كما أن بعض أئمتهم أدرج داوودا الظاهري ضمن أصحاب الإمام أحمد رحمهم الله جميعا.

  4. #4

    افتراضي رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية ؟

    هذه بعض النقول عن الأئمة المالكيين فيما يخص اعتبار فقه الظاهرية ورجالها
    قال ابن العربي في شرحه على الترمذي المسمى بعارضة الأحوذي 1/169: (وانعقد الإجماع على وجوب الغسل بالتقاء الختانين وإن لم ينزل وما خالف في ذلك إلا داود ولا يعبئ به، فإنه لولا الخلاف ما عُرِف)اه
    وقال ابن العربي في العواصم من القواصم ص249 : ( فلما عدتُ وجدتُ القول بالظاهر قد ملأ المغرب بسخيفٍ كان في بادية إشبيلية يُعرف بابن حزم نشأ وتعلَّق بمذهب الشافعي ، ثم انتسب إلى داود ثم خلع الكلَّ ، واستقل بنفسه ، وزعم أنه إمام الأمة يضع ويرفع ، ويحكم لنفسه ويشرع ، وينسب إلى دين الله ما ليسَ فيه ، ويقول على العلماء ما لم يقولوا ، تنفيراً للقلوب عنهم و تشنيعاً عليهم... وخرج عن طريقِ المشبهة في ذات الله و صفاته فجاء بطوام قد بيناها في رسالة الغرة ) اه
    وقال ابن العربي عن ابن حزم أيضا: (واتفق له أن يكون بين أقوام لا نظرَ لهم إلا المسائل، فإذا طالبهم بالدليل كاعوا ، فتضاحك مع أصحابه منهم، وعضدته الرياسة، بما كان عنده من أدبٍ، وشُبَهٍ كان يُوْردها على الملوك مع عامتهم، فكانوا يحملونه حفظاً لقانون المُلك، و يحمونه لما كان يُلقي إليهم من شُبَه البدع و الشرك) اه
    وقال القاضي أبو بكر: إني لا أعدهم من علماء الأئمة, ولا أبالي بخلافهم, ولا وفاقهم)اه
    قال ابن رشد الجد رحمه الله :
    [وأما إن كان هذا المسؤول عنه لا ينكر القياس جملة ، و إنما ينكر بعض وجوهه؛ إذ منه جلي ، و خفي ، و يخالف فيما ينكر من وجوهه ما عليه جمهور الفقهاء ، و عامة العلماء ، فلا يكون ذلك جرحة فيه ، إن كان من العلماء الراسخين في العلم ، الذين قد كملت لهم آلات الاجتهاد ، فكان فرضه ما أداه إليه اجتهاده .
    و أما إن كان لم يلحق بهذه الدرجة ، و كان فرضه التقليد ، فترك ما عليه الجمهور ، و مال إلى الشذوذ ، بغير علم ، و لا معرفة ، إلا باتباع هواه في اتباع غير المستحسن من هذه الأقوال ، فما هُدِيَ لرشده ، و لا حصلت له البشرى من الله ، عز و جل ، على فعله ؛ لأن الله عز وجل يقول : { فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ } . و ذلك جرحة فيه ، لأن الله عز و جل ، يقول : { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }.و بالله تعالى التوفيق ، لا شريك له] . انتهى


    أسباب عدم الاعتداد بمذهب الظاهرية

    لجمهور أهل العلم أسباب جعلتهم لا يعتبرون المذهب الظاهري ولا يعتدون بخلافه ومن هذه الأسباب :
    السبب الأول : - وهو الرئيس - هو عدم قولهم بالقياس أما ابن حزم فكلامه في ذلك مدون في الإحكام والمحلى وأما داود فوقع الخلاف في إنكاره القياس فمن أهل العلم من يرى أنه ينكر القياس جملة وتفصيلا ومن أهل العلم من يرى أنه ينكر من القياس غير الجلي وقد تقدمت أقوالهم في ذلك
    والسبب الثاني : أن داود لم يكن مجتهدا مستقلا بل كان مجتهدا منتسبا إلى المذهب الشافعي بل كان متعصبا له ثم ادعى الاجتهاد ولم يسلم له , ذكر ذلك بعضهم لكن قد يقال : إن فتوى المجتهد المنتسب كالمستقل في العمل بها والاعتداد بها كما تقدم معنا في كلام ابن الصلاح عند ذكر مراتب المجتهد غير المستقل
    السبب الثالث : أن صاحب المذهب وناقله عليهم مآخذ عقدية فداود اتهم بالقول بخلق القران وأما ابن حزم فينحو منحا المعتزلة في الصفات ( )
    السبب الرابع : كثرة شذوذهم كما تقدم في كلام أهل العلم والأمثلة على ذلك كثيرة وفي كلام بعض الأئمة السابق إشارة إلى بعضها
    تنبيه مهم : المذهب الظاهري لم يحفظ كما حفظت بقية المذاهب في أصوله وفروعه وقواعده ويدل على عدم الحفظ أمور :
    1- أن ما نقله ابن حزم في المحلى والإحكام إنما يمثل اجتهاداته هو لا اجتهادات داود وأصحاب المذهب وهذا لا يخفى على من طالع المحلى وقارن آراء ابن حزم بآراء داود , لأن ابن حزم كان يدعي الاجتهاد كما لا يخفى أيضا بل يُلزم كل الناس بالاجتهاد حتى العذراء في خدرها والبدوي في البرية
    2- أن المسائل الموجودة في المحلى على فرض أنها اجتهادات داود وأصحابه فهي مسائل منتقاة في الأبواب الفقهية ولا تمثل الفقه من ألفه إلى يائه كما هو الحال في بقية المذاهب
    3- أن المذهب الظاهري ليس فيه كتب في قواعد الفقه كما هو الحال في بقية المذاهب
    4- أن المذهب الظاهري ليس فيه مخرجون وأصحاب وجوه ومرجحون كما هو الحال في بقية المذاهب
    5- أن المذهب الظاهري إنما نقل إلينا عن طريق ابن حزم فقط, وهذا على فرض أن ما في كتب ابن حزم يمثل المذهب الظاهري, أما بقية المذاهب فقد تناقلتها الأجيال عبر آلاف العلماء وملايين الناس
    6- أن المذهب الظاهري قد اندثر فلم يعد أحد يتمذهب به منذ قرون



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية ؟

    وفي زمن الموحدين بالمغرب الأقصى، شنت الحرب على مذهب الإمام مالك، وحمل خلف ابن تومرت الدجال أهل المغرب بالسيف على مذهب داوود وابن حزم، وأحرقوا كتب المذهب، وأعدموا المدونة، فلم يبق لها أثر مرسوم، حتى أملاها العلماء من حفظهم. وقد قتل الموحدون وتدين من اوتاد المذهب وأساطينه: الإمام الجليل القاضي عياض، والإمام الهمام ابن العربي المعافري.
    اندثر مذهب داوود، وخلد الله مذهب مالك.

  6. #6

    افتراضي رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية ؟

    يذكر صاحب الفكر السامي ، أن التومرتيين الظاهريين أخذوا أغلظ الأيمان على الفقهاء أن لايدرسوا المدونة وكتب الفقه ، فكان هذا سببا عظيما لانقطاع سند المدونة عند أغلب فقهاء وعلماء المغرب والاندلس حتى سخر الله الشيخ الفقيه الامام التادلي فأملاها من حفظه و غيره من امثال ابن زرقون الحافظ
    فانظر رحمك الله إلى تعصب أهل الظاهر وما حالهم إلا كحال بعض أهل هذا العصر يرمون أهل المذاهب بالتعصب وهم واقعون في أشده و أقبحه؟؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •