1- التغني في الدعاء:
لَمْ يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتغنى في الدعاء، ولا أَمَرَ بذلك صلى الله عليه وسلم.
قال ابن الهمام رحمه الله ((فتح القدير)) (1/ 370) ((لا أرى تحرير النغم في الدعاء كما يفعله القراء في هذا الزمان يصدر ممن فَهِمَ معنى الدعاء والسؤال، وما ذاك إلا نوع لعب فإنه، لو قدر في الشاهد سائل حاجة من ملك أدى سؤاله وطلبه بتحرير النغم فيه من الرفع والخفض والرجوع كالتغني، نُسِبَ إلى قصد السخرية واللعب؛ إذ مقام طلب الحاجة التضرع لا التغني))اهـ.
2- التطويل في الدعاء:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ». رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
وقد عَلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحسنَ رضي الله عنه دعاءَ الوتر، وهو دعاء قصير جدًّا، وليس بطويل.
3- تكلف السجع في الدعاء:
روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما – وكان ينصح لرجل - فَقَالَ: «انْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ يَعْنِي لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ الِاجْتِنَابَ».
وأما السجع غير المتكَلَّف، كأن يكون في جملتين أو ثلاثة فلا بأس به؛ لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4- الصراخ ورفع الصوت:
قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف: 55].
روى الطبري في تفسيره عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} قَالَ: يُؤْمَرُ بِالتَّضَرُّعِ فِي الدُّعَاءِ وَالِاسْتِكَانَ ةِ، وَيُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ وَالنِّدَاءُ وَالصِّيَاحُ بِالدُّعَاءِ.
وفي الصحيحين عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ، هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ».
وقال الآلوسي رحمه الله في ((روح المعاني)) (4/ 379): ((وترى كثيرًا من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء خصوصًا في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد وتستك المسامع وتستد، ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين: رفع الصوت في الدعاء، وكون ذلك في المسجد))اهـ.