من متشابهات القرآن الكريم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هاتين الآيتين الكريمتين:
قال تعالى:"وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى"
وقال تعالى "وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى "
ومعنى الجملة الأولى:أن المجيء كان من أقصى المدينة، ومعنى الجملة الثانية:جاء من لا يعرفه موسى عليه السلام وهو من أقصى المدينة (1)وعلى هذا يمكن أن نقول هاتين الجملتين:
نقول:قرأت له شعرا
ونقول:قرأت شعرا له
شبه الجملة "له" في الجملة الأولى مبنية على الفعل وهي متعلقة به ، أما في الجملة الثانية فهي مبنية على المفعول ،وشبه الجملة صفة للنكرة لأن النكرة تطلب الوصف طلبا حثيثا ، ومما يدل على ذلك أننا إذا قلنا:قرأت الشعر له صارت شبه الجملة مبنية على الفعل وليست على المفعول لأنه صار معرفة .
=============================
(1) الخطيب الإسكافي- درة التنزيل وغرة التأويل ص219