تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،فالمتكلم يذكر في كلامه ما يحتاج إليه ويحذف ما يستغني عنه ،و دل عليه الدليل ،لأن الكلام مفهوم بدون المحذوف، كما هو الحال في إضمار الفاعل في الجمل التالية :قال تعالى:كبرت كلمةً تخرج من أفواههم" ،فحذف الفاعل المفسر بالتمييز لأن المفسِّر والمفشَّر لا يجتمعان فيحذف المتكلم المفشَّر لعدم الحاجة المعنوية ويبقي على المفسِّر ويمكن اعتبار ذلك من قبيل الاقتصاد اللغوي ،فالمتكلم يبذل أقل جهد ممكن في سبيل الوصول إلى أعلى معنى ، والمعنى مع الحذف يفيد التعجب ،أي:ما أكبرها من كلمة ،وقال تعالى:"بئس للظالمين بدلا"فحذف الفاعل أو أضمره من أجل التحقير والذم ولأن الفاعل مفسر بالتمييز " والخلاصة أن التمييز الذي يفسر الفاعل ينقل الفعل من دلالة الإخبار إلى دلالة الإنشاء كالتعجب والمدح والذم...إلخ"(1)حذف الفاعل المفسَّر بالتمييز
============================
(1)د.فاضل السامرائي – معاني النحو-ج2ص 70