المستويات اللغوية في جملة:"أباه عبد الله زيد ضارب"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذه الجمل".
تقول العرب:أباه عبدالله زيد ضارب (وهو قبيح)
ويقولون" زيد ضارب أباه عبدالله (مستقيم حسن)
ويقولون:أباه عبد الله ضرب زيد(مستقيم حسن)
يقول ابن السراج:فالبصريو يجيزون " أباه عبدالله زيد ضارب" وغيرهم لا يجيزها ،وهو عندي قبيح لبعد العامل "الطالب"أو "المحتاج" مما عمل فيه (1) وكلام ابن السراج صحيح ،فهذه الجملة جائزة ولكنها قبيحة لأنه لا يوجد احتياج معنوي بين المبتدأ والمفعول،ولو كانت:أباه عبدالله ضرب زيد أو زيد ضارب أباه عبد الله لكانت من المستقيم الحسن بسبب توافر منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب ،ولكن جملة" أباه عبدالله زيد ضارب"أصلها جملة اسمية،وهي:زيد ضارب أباه عبد الله،ولا يوجد علاقة معنوية بين زيد والمفعول ،ولذلك قبح التقديم. فمعيار منزلة المعنى هو المتحكم في مستويات التراكيب.
============================== =
(1)ابن السراج – الأصول في النحو-ج2-ص244