قال اللغوي الأديب السيّد أحمد صقر رحمه الله في أثناء تعقيب له:
"وإني أنصح الأستاذ المعقب بنصيحة خالصة، نصحني بها منذ أكثر من عشرة أعوام صديقي الراوية، الأستاذ محمود محمد شاكر، ونحن نقرأ حماسة ابن الشجري، قال لي عندما قرأت قول باعث اليَشْكُرِي (وَكَتِيبَةٍ سُفْعِ الوُجُوهِ بَوَاسِلٍ): وهذه كلمة - يعني (بواسل) - أغفلتْها المعاجم فيما أغفلتْ من أوابد اللغة وشواردها؛ ومِن ثم أنصح لك ألاَّ تقطع برأي فيما لا تجده في المعاجم إلا بعد تثبيت؛ فإن كثيرًا من ألفاظ اللغة موجودة في الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي، ولم يقيّده الرواة في معاجم اللغة، واقتصروا أيضًا في شرح بعض الكلمات على ما ورد في أبيات بعينها مما رووه، وفيما لم يرووه ولم يشرحوه كثير مما ينبغي أن يشرح مرة ثانية بدلالة هذا الشعر، هذه نصيحة صديقي الأستاذ محمود محمد شاكر، وهي نصيحة قيمة، تعصم من اتبع هداها من التَّرِّدي في مهاوي العثرات"
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/4455/#ixzz35GZ
والشيء بالشيء يذكر، فقد كان العلامة السيد أحمد صقرينصح الطلبة -كما حدثني به أحد تلامذته في جامعة أم القرى- أن يقرأوا الكتاب كاملاً، ولايتقاعسوا فيطرحوه ولم ينتهوا منه. وكان يقول: "من الجلدة للجلدة ياابني" بلهجة مصرية مع التشديد على لفظة "جلدة".